لا لا للسفير احنا بدنا التغيير- د. مريم العلي

بواسطة قراءة 1291
لا لا للسفير احنا بدنا التغيير- د. مريم العلي
لا لا للسفير احنا بدنا التغيير- د. مريم العلي

 نبحث عن قلوبنا لنجدها بعد عناء طويل اشبه بالصخورالصلدة تجرحنا الدنيا تتعبنا الهموم تحرقنا الدموع ..

فلا تستطيع قلوبنا ان تبقى تلك القلوب الناعمة ثم يلوموننا لماذا هكذا قلوبكم قاااااسية ولماذا تكتبون علينا (السفارة ومؤسساتها في العراق) ؟؟ بماذا نجيب عليهم ؟ ربما لانهم لم يذوقوا طعم الدموووع لامهاتنا التى اعتدنا عليها حتى اصبحنا نشعر بحلاوتها حلاوة الدموع وهل للدموع حلاوة ام ان فقداننا لكل من حولنا يشعرنا بذلك .

ان ذلك اصبح واقعنا في ظل غياب عالمي مما نتعرض له من عقاب جماعي بمختلف الحياة فلا حكومتا تنصفنا ولا سلطةً لنا ولا منظمة التحرير لنا واخيرا سفيرنا الذي يقوم عبر سماسرته بحملة توقيعات لتأييد بقائه في العراق وترفع الى حكومته للموافقة على بقاءه انه لامر غريب ومضحك ! فماذا قدم السفير منذ قدومه علينا ليومنا هذا ؟ مزيد من القوانيين المسيئة لشعبنا مهاجمة المجمع عشائريا ملاحقة مئات الشباب وتهجيرهم بطالة عن العمل قطع رواتب الورثة قرارات جائرة منها ما معلوم ومنها ما يتفاجئ بها شعبنا حجب التموينية وقف الاجازات العمومية وقرارات آتية منها التكاسي ومنعها للفلسطيني كل هذا يحدث وسفارتنا ترعى "حفل" لما يسمى "ملكة جمال العراق" في السفارة عام 2017 كل ذلك ويقيم مآدب العشاء والغذاء تارة للعشائر وتارة لـ"أحزاب" وتارة لما يسمى "الفنانين" وزيارات مكوكية لوزير الكهرباء وقطعت اسلاك المجمع والتجارة فحجبت البطاقة التموينية ورئيس "البرلمان" فلغي قرار 202 لعام 2001 والمالية فقطعت الرواتب لورثة المتقاعد او الموظف والمفوضية فأعلنت عدم وجود امكانيات مادية لتقدمها لشعبنا عام 2019 ماذا بقى  كل ذلك وغيره لم نذكره هل هذا وليد صدفة !؟ .

ان كل سفراء دول العالم لهم صولات تذكر لهم بعد رحيلهم فالسفير العراقي في اذربيجان قام بزيارة طلاب عراقيين في سجن نتيجة اعمال تتعارض وقوانين البلد تعرضهم للمحاكمة نتيجة اعمالهم وعندما تقدم لطلب الزيارة من خارجية البلد ذهب لزيارتهم فدخل السجن بين السجناء العراقيين ولم يخرج بعد اصرار منه بعدم الخروج حتى اطلاق سراح اخر طالب من السجن واستجابت الحكومة الاذرية على ذلك الاصرار واخرجتهم جميعا دون محاكماة حتى خرج هو اخيرا وغيره من سفراء دول العالم لهم صولات فاين صولات سفيرنا بشيء واحد فقط ! .

 صحيح أن الاستبداد والتعالي والتسلط من السلطة ومؤسساتها لم يبق لشعبنا الحافز والفرصة للانخراط في الحياة وأضعف لديه الحس الاجتماعي و"الوطني" فيما بينه وأشغله بنفسه وألهاه بشتى الوسائل فتوارث الناس الاستقالة من الشأن العام والميل إلى الخلاص والحلول الفردية ولكن هناك الكثير لم يستطع الخلاص لاسباب كثيرة ، حيث النهوض يقتضي التخلص من تلك العقليات والسلوكيات وتحفيز الأفراد لتغيير ما بأنفسهم وأوضاعهم فتنشأ علاقة تفاعلية بين صلاح الناس وصلاح الأوضاع تفضي إلى نهضة مستدامة نتحملها نحن فلسطينيو العراق من خلال رص الصفوف وعدم اختراقنا من أولئك المنتفعين من بطانة السفير واعوانه الذين يروجون له من اجل البقاء وهم من يحمل الجدار العازل الذي شيدوه مع كل سفير يقدم الى العراق ظانين بأنفسهم أنهم حكماء وعقلاء القوم وما غيرهم الا مشاكل الابتعاد عنهم غنيمة ويؤسفنا انهم من المحسوبين علينا .

قال الله تبارك وتعالى : { .... وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ  } [المائدة: 2 ] .

سائلين الله لهم الهداية وان يكونوا خير عون لشعبهم .. ومن الله التوفيق .

 

بقلم : د. مريم العلي

17/6/1440

22/2/2019

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"