صور من واقع الحال
المشهد الاول
البخيل
كان عنده مال كثير ووفير
لكنه كان كثير التشكي والعويل
لا ينفق على عياله حتى القليل
طمعه ادخله في تجارة
دون تخطيط وتفكير
فخسرت تجارته وراح الأول والأخير
المشهد الثاني
الشرطي
كان شرطيا ليس له نظير
ينفذ الأوامر دون وعي منه وتفكير
أمروه بتفريق المتظاهرين
فأطلق الرصاص دون إنذار سابق أو تحذير
فقتل الكثير
وكان أول القتلى أخوه الصغير
المشهد الثالث
العراف
ادعى المعرفة بالماضي والحاضر
وانه على كل شيء قادر
سألوه متى ستموت ونموت أيها الشاطر
لم يجب وظل شارد الذهن وحائر
فجاءه الموت بغتة وكان الخاسر
فسبحان الله المميت القاهر
المشهد الرابع
العاصية
كانت امرأة فائقة الجمال والخطاب
كل من رآها يفتتن
وتثير الدهشة والإعجاب
ما كانت تستتر ولا ترتدي الحجاب
كثيرا ما أسدوا لها النصح وبينوا لها الأسباب
بان هنالك حساب وعقاب وعذاب
لكنها لم تبدي أي جواب
وماتت على المعصية
ودُفنت وتوارت بالتراب
فسبحان الله رب الأرباب
المشهد الخامس
العابد
كان يعتاد المساجد
كثير التهليل والتحميد والتكبير
لكن فاسق وحاقد وشرير
وشى به واتهمه اتهامات باطله
محظ كذب وافتراء وتزوير
قطعوا لسانه وأودعوه السجن
لكن صوته لم ينقطع وعلا أكثر وأكثر
بالتهليل والتحميد والتكبير
المشهد السادس
الواهم
كان يعتقد انه لن يموت
وانه باق مع كل العهود
رأى مغارة ينبعث منها لمعان وبريق
ظنه جواهر ولآلئ وياقوت
دخل فيها ولم يخرج وكانت له التابوت
فسبحان الحي الذي لا يموت
المشهد السابع
الشهيد
خرج مثل كل يوم كعادته
متوجها إلى مقر عمله
ودع أهله وأحبته
لكن شيء ما كان يجول في خاطره
حلم دائم كان يراوده
الشهادة كانت مبتغاه وغايته
النوم وفارقه
والأرق لازمه والتفكير أتعبه
اليوم سينال مطلبه
وبعد ساعات جاءوا به إلى منزله
مغطى بدمه ملفوفا بكفنه مبتسما كعادته
هذا يوم شهادته
كبّر والده وزغردت زوجته
احتضنته والدته وقبلته
بدموع الحزن والفرح ودعته
وقالت الحمد لله الذي حقق له أمنيته
عادل العمرو
10/10/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"