روى الحميدي عن سفيان عن عبد الله عن محمد وعبد الرحمن ابني أبي بكر قالا قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ( لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا لو دعيت به في الإسلام لأجبت ) . (الالباني) .
استوقفتني عظمت هذه الأمة في جاهليتها وفي إسلامها من مآثر وبطولات وقصص فشدني وجلب انتباهي من تاريخ هذه الأمة ( حلف الفضول ) .
والسبب :
أولا – ما يمر على الأمة الإسلامية والتي نحن جزاءاٌ منها كقومية عربية . من تكالب الأعداء وكيد المتربصين .
ثانيا – هوان الضعيف وانعدام النصرة وتخاذل الأخ والصديق .
ثالثا – انعدام الرجاء والتهاون في إحقاق الحق ونصرة المظلوم لما يسمى بمجلس الأمن والجامعة العربية .
رابعا – ما نتعرض له نحن الفلسطينيين بصور خاصة من ظلم وجور على مر السنين .
فراجعت مع نفسي تاريخ هذه الأمة لأجد بين طياته ( حلف الفضول ) . الذي لو تم إحياه لكان حال الأمة غير الحال .
فلنرجع إلى الوراء ونجد سبب نشأة ( حلف الفضول ), حلف من قبائل من قريش، اجتمعوا له في دار عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي ، لشرفه وسنه ، فكان حلفهم عنده : بنو هاشم ، وبنو المطلب ، وأسد بن عبدالعزى ، وزهرة بن كلاب ، وتيم بن مرة .
فتعاقدوا وتعاهدوا على أن لا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها وغيرهم ممن دخلها من سائر الناس إلا قاموا معه ، وكانوا على من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته ، فسمت قريش ذلك الحلف ( حلف الفضول ) . أي أنة باختصار حلف جاء لنصرة المظلوم . ومن فضائل هذا الحلف التي يرويها الأثر عن الحلف ( أتى رجل من بني أسد بن خزيمة بتجارة فاشتراها رجل من بني سهم، فأخذها السهمي وأبى أن يعطيه الثمن. فكلم قريشاً واستجار بها ، وسألها إعانته على أخذ حقّه فلم يأخذ له أحد بحقه . فصعد الأسدي جبل أبي قبيس ونادى بأعلى صوته :
يا أهل فهر لمظلوم بضاعته***ببطن مكّة نائي الأهل والنفر
إنّ الحرام لمن تمت حرامته***ولا حرام لثوبي لابس الغـدر
وقد قيل : لم يكن رجلاً من بني أسد ، ولكنّه قيس بن شيبة السلمي باع متاعاً من أبي خلف الجمحي وذهب بحقه ، فقال هذا الشعر ، وقيل بل قال :
يا لقصي كيف هذا في الحرم***وحرمة البيت وأخلاق الكرم
أظُلم لا يمُنع منِّي مَن ظلم
فتذممت قريش فقاموا فتحالفوا على "ألا يظلم غريب ولا غيره، وأن يؤخذ للمظلوم من الظالم" وكان حلف الفضول ) .
واود ان أطرح تسائل هنا هل من الممكن إحياء هذا الحلف ؟ .
وللإجابة على هذا السؤال يجب علينا دراسة مقومات نجاح هذا الحلف :
1- القدرة المالية والاقتصادية وهي موجودة ولله الحمد وهنا لا أتكلم عن الدول النفطية والدول ذات الاقتصاد الناشئ فقط بل عن موارد الزكاة والصدقة .
2- أهل الدراية والحكمة وتيسير الأمور ( بإذن الله ) من خبراء بالسياسة والاقتصاد وعلماء الدين .
3- القدرات العسكرية والتي لو قدر لها أن تنهض ب 10 % بالمائة من قدراتها المكنونة لحدث الكثير فهناك باكستان ذات القدرات النووية وهناك تركيا ذات القدرات العسكرية والتي بدأت ترجع لماضيها الإسلامي وهناك امة العرب ذات القدرات البشرية ونعم بها .
4- ودورانا كشعوب إسلامية لنا الدور الفعال في إنجاح هذا الحلف باعتماد سلاح المقاطعة الذي اثبت في أكثر من مناسبة بأنة سلاح فعال .
5- إنشاء قوة عسكرية مهمتها تطبيق قرارات الحلف .
6- إلغاء كل الالتزامات والقرارات مع المؤسسات الدولية التي تتعارض مع الحلف .
7- وهناك مؤشر مهم وللأسف أن كل القوى العالمية بدأت تستشعر به ألا وهو ضعف أعداء ألامة والذي سينعكس بالتي على الحليف دولة (اسرائيل) .
ولنعش هنا في لحظة تفاؤل وأمل بأن نطبق هذا الحلف على شريحة من أبناء هذه الأمة إلا وهم ( فلسطينيو العراق ) وإخواننا في ( الصومال ) . فكيف سيكون هناك مشرد أو جائع أو مضطهد في وجود هكذا حلف .
فيمكن إن تخصص أرض في احد الدول الإسلامية لإسكان المهجرين واللاجئين وممكن بناء مساكن لهم ويمكن مد يد العون لأخوتنا بالصومال وإنقاذهم من المجاعة ويمكن التدخل في حل النزعات بين الإخوة والدم الواحد .
إخوتي إن المقال أعلاه ما هو إلا محاولة للرجوع بالأمة إلى ماضيها المجيد من النخوة والعز والإيثار وأرجو أن يكون الباب مفتوحا لإثراء الموضوع بالاقتراحات والإضافات .
أحمد سالم
23/9/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"