رداً على بعض الإفتراءات والشبهات المغرضة - المسجد الأقصى الحقيقي...أين؟! – عيسى القدومي

بواسطة قراءة 4463
رداً على بعض الإفتراءات والشبهات المغرضة - المسجد الأقصى الحقيقي...أين؟! – عيسى القدومي
رداً على بعض الإفتراءات والشبهات المغرضة - المسجد الأقصى الحقيقي...أين؟! – عيسى القدومي

في حلقة بعنوان: " أسرار جديدة من داخل المسجد الأقصى" لقناة تسمى فراعين، قامت بتصوير خاص للقناة داخل المسجد الأقصى وأسفله على عمق 12 متراً، وعرضت المقاطع على أنها حقائق تصور وتعرض لأول مرة، وانتشرت تلك المقاطع على اليوتيوب، وتناقلها الناس بشكل واسع في وسائل الاتصال المرئية؛ وقد اتصل وأرسل لي الكثير من الأخوة يستفسرون عن صحة المعلومات التي ذكرها مقدم الحلقة، الذي زعم بأن المسجد الأقصى الحقيقي، والذي أسري بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ليس ذلك المسجد الذي نعرفه ونشاهده في وسائل الإعلام والصور والكتب، بل هو أسفل المسجد الأقصى وبعمق 12 متراً .

والذي يحوي النقوش والأعمدة و(حجر سليمان)، وزعم بأن تلك هي البقعة التي أمّ بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم الأنبياء قبل الصعود إلى سدرة المنتهى، وأن الصراع مع اليهود يرتكز على 100متر مربع فقط في ذلك السرداب، والذي بناه عمر بن الخطاب رضي الله عنه!.  

 وخلال عرض تلك المشاهد، قال مقدم البرنامج _ توفيق عكاشة - كل ما تشاهدوه في الإعلام والصور ليس له علاقة بالمسجد الأقصى ! وسوف تذهلوا بمعلومة أن المسجد الأقصى الحقيقي هو تحت الأرض بحوالي 12 متر . وأشار إلى محراب صغير في ذلك المكان على أنها القبلة التي أَمّ بها الأنبياء، وأضاف أنها من التوسعات التي أنشأها عمر رضي الله عنه ، وأضاف بأن الساحة المروانية هي جنب المسجد الأقصى . ويقول عن المصلى الجامع  بأنه الطابق العلوي للمسجد الأقصى .

وقد كرر المقدم مراراً مسمى (حِجر سليمان) ، وأشار إلى النقوش التي حول الأعمدة بجوار ما أسماه (حجر سليمان)، بأنها هي التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم للرد على من أنكر وكذب بحادثة الإسراء؛ وأن الصراع مع اليهود يتمحور حول تلك الأعمدة والبقعة الصغيرة التي حولها. وتحدث عن مغارة في أسفل المسجد الأقصى والتي يصفها بأنها: "المسجد الأقصى الحقيقي"! وأن الهيكل والذي يسمى بهيكل سليمان يزعم اليهود بأنه موجود فيها، وأن الحفريات التي تتم للكشف عن ذلك الهيكل .   

 وبمشاهدة متمعنة لذلك التصوير والذي ترادف معه تعليق مقدم البرنامج الذي خلط الحابل بالنابل، وذكر فيه من المغالطات التاريخية والشرعية ما يدعونا للرد والتنبيه، ونحن على يقين أن حب المسجد الأقصى ورؤيته وسماع أخباره مما تعلقت به قلوب المسلمين، وهذا مصداق قوله صلى الله عليه وسلم : (ولنعم المصلى هو  وليوشكن أن يكون للرجل مثل شطن فرسه من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعا. قال: أو قال خير من الدنيا وما فيها).أخرجه الحاكم ووافقه الذهبي وصححه الألباني .

لذا اهتم الكثيرون بمشاهدة وتناقل تلك المقاطع، والبعض أعاد نشرها -بنية حسنة-وكأنها حقائق فعلاً تكشف لأول مرة، وآخرون تشككوا في حقيقة تلك المعلومات، وطلبوا من أهل الاختصاص في علوم المسجد الأقصى وتاريخه، أن يحققوا ويذكروا التاريخ الحقيقي البعيد عن المغالطات والتلبيسات، وبالأخص في موضوع المسجد الأقصى، والذي تدور حوله صراع تعدى الممارسات الإحتلالية والتهويدية ليصل إلى المصطلحات والمفاهيم والتي لا تقل شأناً عن الاعتداءات والتهويد، ولكشف تلك المغالطات والتنبيه عليها، ومدى خطورة نشرها سأوجز بالرد على ما جاء في ذلك البرنامج من مغالطات حول المسجد الأقصى بالآتي :

1.  حدود المسجد الأقصى المبارك : المسجد الأقصى باتفاق العلماء والمؤرخين اسم لجميع المسجد وهو ما دار عليه السور وفيه الأبواب والساحات الواسعة، والمصلى الجامع وقبة الصخرة والمصلى المرواني والأروقة والقباب والمصاطب وأسبلة الماء وغيرها من المعالم، وعلى أسواره المآذن، فكيف اعتبر المقدم بأن المسجد الأقصى ليس ذلك البناء الذي فوق  الأرض بل هو أسفله! والحقيقة أن المسجد الأقصى هو تلك البقعة المباركة التي حولها سور المسجد، وما فوقه وما تحته يُعد من المسجد الأقصى، ولا نخُص بقعة فيه ونقول بأنها بعينها هي المسجد الأقصى، وهذا ما يسعى له اليهود بإعطائنا جزء منه، وأخذ الباقي ليكون معبداً ومزاراً لهم .

يقول مجير الدين الحنبلي في (الأنس الجليل) : "إن المتعارف عند الناس أن الأقصى من جهة القبلة, الجامع المبني في صدر المسجد الذي فيه المنبر والمحراب الكبير, وحقيقية الحال أن الأقصى اسم لجميع المسجد مما دار عليه السور .. فإن هذا البناء الموجود في صدر المسجد وغيره, من قبة الصخرة والأروقة وغيرها محدثة, والمراد بالأقصى ما دار عليه السور".

2.    بناء عمر للمسجد الأقصى المبارك : حينما فتح أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بيت المقدس - سنة 15هـ-  قام ببناء المصلى في ساحات المسجد الأقصى، ويُجْمِع أهل السير وجمهور المؤرخين أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أقام مسجدا متواضعا وصغيرا محاذيا لسور المسجد الأقصى من جهة القبلة، أنشأوه من عروق خشبية،  وحدد عمر مكان المصلى ليكون في صدر المسجد الأقصى. ولم يكن ذلك البناء بالوصف الذي قاله مقدم البرنامج. وفي العهد الأموي قام الخليفة الوليد بن عبد الملك (86-96هـ/ 705-715م) ببنائه من جديد، وقد أثبتت الحفريات التي أجريت في الجهة الجنوبية للمسجد الأقصى، أن بناءه أموي، من خلال البقايا المعمارية والأثرية لخمسة مبانٍ ضخمة عبارة عن قصور وقاعات، دلت وأكدت تاريخ الأمويين العريق في القدس.

3.   مصلى الأقصى القديم :ما اصطلح عليه "بالأقصى القديم" يتألف من رواقين قائمين أسفل بناء المسجد الأقصى والممتدان من الجنوب إلى الشمال، تحدهما أعمدة حجرية ضخمة تحمل سقفه الذي يقوم جزء من الجامع القِبْلي عليه. وهو يمثل جزءا من التسوية الجنوبية التي أقيمت فوق الأرضية الأصلية المنحدرة للمسجد الأقصى المبارك، حتى يتسنى البناء على سطح مستوٍ. وينتهي الرواق الغربي من الرواقين بجدار مغلق، وأما الرواق الشرقي فينتهي بالسلم الحجري الذي يتوصل من خلاله إلى ساحة المسجد الأقصى ( كل ما دار عليه السور) .

وكان الهدف الأصلي من بنائه هو أن يكون ممرا للأمراء الأمويين القادمين من الباب المزدوج الذي يطل على القصور الأموية الواقعة جنوب المسجد الأقصى المبارك إلى الجامع القِبْلي مباشرة. وعليه فإن ما يعرف بالأقصى القديم يوصل ما بين دار الإمارة الأموية الواقعة إلى الجنوب من الأسوار وبين المسجد الأقصى. وهو جزء من المسجد الأقصى المبارك، ويتم الدخول إليه نزولا عبر درج حجري يوجد أمام مدخل الجامع القِبْلي.

ويوضح ذلك د.ناجح بكيرات- مدير دائرة المخطوطات والتوثيق في المسجد الأقصى- بقوله : أن في أسفل المصلى الجامع في المسجد الأقصى الحالي من جهة القبلة يقع ممر وهو عبارة عن رواقين ممتدّين شمالاً وجنوباً بدءاً من البوابة المزدوجة المغلقة حاليّاً والمحصّنة بجزء من المدرسة الختنيّة وتنتهي إلى سلّم حجري " درج " يوصل صعوداً إلى ساحة المسجد الأقصى أمام الواجهة الشماليّة شرق الباب الأوسط للمسجد، ولعل المسمى يختلط على الناس فتارة يسمى الأقصى القديم وتارة أخرى الممر إلى المسجد الأقصى، والمؤكد أنه بناء إسلامي أموي، ودوائر الاحتلال التي أجرت الحفريات على مراحل عديدة منـذ عـام 1968م وحتى الآن بأنّ باني هذا " الباب المزدوج هو عبد الملك ومن ثمّ الوليد[1][1].

وأكد كذلك الشيخ رائد صلاح بأن : "المبنى الواقع تحت هذا المسجد والذي نصطلح عليه باسم "الأقصى القديم" وهو جزء لا يتجزأ من الأقصى المبارك، والمصلى المرواني الواقع تحت الجهة الجنوبية الشرقية للأقصى المبارك وهو جزء لا يتجزأ من الأقصى المبارك !! وكل ما داخل سور المسجد الأقصى يُعد جزءا لا يتجزأ من المسجد الأقصى"[2][2].

ونؤكد أن صراعنا مع اليهود لا يتمحور على 100متر مربع تحت الأرض؟ وليست بضع عواميد أسفل المسجد الأقصى هي كل القضية، بل أن المعركة حول القدس أعمق من ذلك بكثير . 

04 المصلى المرواني : أطلق الصليبيون واليهود علي التسوية الشرقية للمسجد الأقصى، مسمى "اسطبلات سليمان" وذلك ليعتقد الكثير من الناس أن هذا المكان من بناء نبي الله سليمان عليه السلام حتى يُنْسَبَ لهم فيما بعد لتكون شاهدا على وجودهم على هذه البقعة، والصحيح أن التسوية الشرقية للمسجد الأقصى (المصلى المر واني) من بناء الأمويين كما أثبت أهل الآثار .

وهو عبارة عن التسوية المعمارية التي بناها الأمويون في ذلك الموقع ليتسنى لهم من بناء المسجد الأقصى على أرضية سوية وأساسات متينة، حيث قاموا ببناء تلك الأروقة الحجرية القائمة على دعامات حجرية قوية والتي شكلت هذه القطاعات الضخمة التي نراها اليوم. وقد فتحوا فيها أبواباً عرفت عند المقدسي بأبواب محراب مريم وهي نفسها الباب المصطلح عليه اليوم الباب الثلاثي وقد كان هذا الباب مفتوحاً في الفترات الإسلامية المبكرة وبخاصة الأموية، فقد وصل ما بين دار الإمارة وتلك القاعات التي من المحتمل أنها استخدمت كمخازن لدار الإمارة وليس إسطبلاً .

وما قاله مقدم البرنامج بأن المصلى المرواني بعيد عن المسجد الأقصى، عبارة خاطئة، فالمصلى المرواني يُعد من المسجد الأقصى وداخل أسواره، فكل ما داخل السور هو من المسجد الأقصى، وتلك العبارات وأشباهها بأن المصلى المرواني ليس من المسجد الأقصى، تُسعد اليهود لأنهم يشيعون أن المسجد الأقصى ما هو إلا بقعة صغيرة وليس كل دار عليه السور، ليتمكنوا من دخول ساحات المسجد الأقصى وإقامة منشآتهم داخل أسواره. 

05 وصف النبي للمسجد الأقصى: الثابت في السنة المطهرة بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد وصف المسجد الأقصى، ولم يثبت بأنه قد وصف النقوش التي في الأعمدة أسفل المسجد الأقصى. ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: "لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها فكربت كربة ما كربت مثله قط، قال: فرفعه الله لي أنظر إليه، ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به" رواه الشيخان.

06 هي القدس وليست أورشليم : وفي معرض كلامه عن الحملة الصليبية على القدس، أطلق مقدم البرنامج عبارة:  " الحملة الصليبية على أورشليم القدس"، وأورشليم القدس هي التسمية التي اختارها يهود اليوم - المغتصبون لأرض فلسطين -  للتعريف بالقدس على أنها عاصمة "دولة إسرائيل"، وإن كانت تلك التسمية مسلوبة من " أورسالم" العبارة الكنعانية العربية، إلا أنه بعد اختلاط مقاصد اختيار المسميات، الأصح تسميتها بالقدس وبيت المقدس والمسجد الأقصى، خاصة أنه حين احتلها الصليبيون لم تكن تسمى بـ ( أورشليم القدس) بل عرفت بعد الفتح الإسلامي بالقدس وبيت المقدس والمسجد الأقصى وإيلياء وإليا والأرض المباركة.

07 المسجد الأقصى ليس هو قبة الصخرة : ننبه ونكرر التنبيه بأن المسجد الأقصى ليس هو فقط القبة المذهبة، والتي يتكرر نشرها في وسائل الإعلام، بل هو كل ما دار عليه السور، وكل ما في داخل السور يُعد من المسجد الأقصى، من قبة الصخرة والمصلى القبلي والأسبلة والمصلى المرواني والتسوية أسفل المسجد الأقصى . ولا يصح أن نسمي بقعة بذاتها أنها هي المسجد الأقصى فقط .

08الهيكل المزعوم : يطلق اليهود مسمى هيكل سليمان على المكان الذي فيه المسجد الأقصى – وهو كل ما دار عليه السور – إلى الآن لم يستطع أحد من الباحثين اليهود تحديد مكان الهيكل بصورة لا تقبل الشك حتى يومنا هذا، ولهم عدة آراء ونظريات بشأن مكان الهيكل، منهم من يقول: تحت المسجد الأقصى المبارك، وأن المسجد الأقصى قد بُني على أنقاض الهيكل، والبعض يرى أن الهيكل يقع فوق الصخرة، وأنها -أي: الصخرة- حجر الأساس لانتشار الكون، وآخرون يرون أن مكان الهيكل يقع بين مصلى «المسجد الأقصى»، وبين مسجد «قبة الصخرة» في داخل أسوار المسجد الأقصى، ويرى يهود السامرة: أن الهيكل موجود على جبل جرزيم قرب نابلس، والبعض يقول: إنه في بيت أيل شمال القدس وجنوب رام الله في لوزة أبو لوز ([3][3]).

بل أثبت علماء الآثار من اليهود والأوروبيين والأمريكان الذين نقّبوا واشتغلوا بالحفريات والأنفاق تحت المسجد الأقصى أنه لا يوجد أثر واحد لهيكل سليمان؛ لا تحت المسجد الأقصى، ولا تحت قبة الصخرة، وشاركهم في هذا الرأي كثير من الباحثين اليهود والغربيين، مما دفع بعضهم إلى أن يقول: إن الهيكل قصة خرافية ليس لها وجود! ومن أشهر هؤلاء العلماء اليهود: (إسرائيل فلنتشتاين)، من جامعة تل أبيب، ونشرت آراؤه منذ فترة قريبة، وغيره كثير.

ويؤكد ذلك (شلومو ساند) مؤلف كتاب «اختراع الشعب اليهودي» بأن: «الحفريات الأثرية التي جرت في القدس في سبعينيات القرن العشرين -أي: بعد قيام حكومة إسرائيل بـ «توحيدها إلى الأبد»- كانت مربكة للخيال الماضوي الفخور!صحيح أنه لم يكن ممكناً القيام بحفريات تحت باحة المسجد الأقصى؛ ولكنه لم يتم العثور في سائر المواقع المدشنة حوله على بقايا أو آثار تشير إلى وجود مملكة مهمة في القرن العاشر قبل الميلاد، وهو العصر المقدر لعهد داوود وسليمان. فلم يكشف أي شاهد على بناء عظيم، ولم يكن هناك لا أسوار أو قصور فخمة، وحتى الأواني الخزفية التي اكتشفت كانت قليلة وبسيطة بشكل لافت جدّاً!»([4][4]).

09 ومن الحقائق التي لا بد أن تعرف: المسجد الأقصى على مر التاريخ كان مسجدا إسلاميا، وملكا للمسلمين، ومن قبل أن يوجد اليهود، ومن بعد ما وجدوا، وفلسطين أرض الأنبياء، ومنهم إبراهيم ويعقوب وموسى وعيسى وزكريا ويحيى وغيرهم – عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام - وكلهم مسلمون لا نفرق بين أحد منهم . وأن له قداسة على مر العصور ، منذ آدم عليه السلام ومن جاء بعده من الأنبياء والأولياء والعباد ، وأساس البناء الأول ثابت في هذه البقعة المباركة ، وكل من تتابع على أعمار أو بناء أو إصلاح أو تطهير لهذه البقعة إنما يفعل ذلك على الأساس القديم . وقداسة هذه البقعة (المسجد الأقصى) لم تكن لنبي من الأنبياء، ولا لأمة من الأمم،  فقد اختارها الله عز وجل واصطفاها لتكون مسجداً للمسلمين الموحدين.

وكان بناء المسلمين له من أمة محمد للمسجد الأقصى حين فتحوه إلا تجديداً لبناء المسجد الأقصى، والذي حين أسري نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إليه لم يكن قد بقي فيه بناءٌ قائمٌ . وما كان تجديد أو بناء اليهود في هذه البقعة إلا أنه بناء مخالف لما حدد له، لأن ما قام به سليمان عليه السلام في بيت المقدس، ليس بناءً لهيكل، وإنما هو تجديد للمسجد الأقصى الذي وضع أساسه آدم عليه السلام، وجدده إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام، فالمسجد الأقصى مسجد للأمة المسلمة، وليس معبدا لليهود .

وفي الختام، آمل أن يتحدث عن المسجد الأقصى المختصون من أهل العلم والتاريخ، ومراكز البحوث والدراسات، كمركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية والذي له أكثر من 30 إصداراً، وله موقع مميز على الشبكة العالمية الإنترنت، وأقام العديد من المعارض والمحاضرات والمؤتمرات في قضية القدس والمسجد الأقصى منطلقاً من الثوابت الشرعية والتاريخية والقانونية. وكذلك مؤسسة القدس الدولية بأنشطتها ومراكزها وإصداراتها والتي أكدت على معالم المسجد الأقصى بإصدارات مرئية متميزة؛ ومركز الزيتونة والذي نشر العديد من الكتب وعقد الندوات وورش العمل بهذا الشأن وغيرها من المراكز التي تهتم بشأن القدس والمسجد الأقصى من رؤية شرعية وتاريخية . 


عيسى القدومي


المصدر : موقع مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية

 



[1][1] - دموع على أعمدة الأقصى، د.ناجح بكيرات، الحلقة الثانية، الأقصى القديم،  موقع الأقصى أون لاين بتصرف يسير .  www.alaqsa-online.com

[1][2] - أنظر : مقال بعنوان حدود المسجد الأقصى المبارك ، للشيخ رائد صلاح (شيخ الأقصى) ، في موقع المركز الفلسطيني للإعلام www.palestine-info.info/

([1][3])   انظر للاستزادة: «موسوعة اليهود واليهودية»، عبد الوهاب المسيري، (4/159-169).

([1][4])   «اختراع الشعب اليهودي»، شلومو ساند، (ص161-162).