وفلسطينيو العراق هم كحال اخوانهم العراقيين تحت حظر
التجوال ولكن بفوارق تختلف عن العراقيين اصحاب وطن وهوية وعشيرة وتعاون بينهم ..
بينما يفتقدها فلسطينيو العراق الذين توارثوا مخلفات الطائفية والغاء قرار 202
لعام 2001 والذي نال من وضعهم المادي الهش وخاصة العاملين في القطاع الخاص الذي لا
يسمن ولا يغني من جوع لعملهم واجرهم ان عملوا في واقع مؤلم ومهين في وقت الحظر
وقطعان سبب رزقهم نتيجة وباء كورونا .
ففي
منطقة المجمع السكني في البلديات مشاهد مؤلمة ومخزية ومهينة للكثير من الارامل
والمطلقات وغيرهم يتراكضون وراء سيارات حمل توزع مؤن غذاءية لمساعدة الفقراء
ومقطوعي أسباب الرزق بطريقة فوضوية تستحوذ على غالبيتها فئات معينة من الناس ويبقى
متعففي النفس يتلمضون حسرات عزيتهم .
عار
على قيادة لا تدرك جسامة مهام مسؤلياتها "الوطنية" والإنسانية
والأخلاقية تجاه شعبها وتقف متفرجه على هموم ومعاناة شعبها في أشد المحن دون
مبالاة .. فماذا لو تفقدت السلطة الفلسطينية احوال شعبها بالشتات ولو بالحد الادنى
لرفع معنويات شعبها حيثما كان ولماذا تحدد بمعاييرها فقط من يحمل الرقم الوطني دون
غيرهم !؟ .. ومن هو المقصود بالجالية الفلسطينية ؟ .
وفلسطينيو
العراق الذي اصبح ملفهم ضائعا ما بين السلطة الفلسطينية التي تتخلى عنهم والحكومة
العراقية اللاغية للقرار 202 والمفوضية الاممية التي تقول ليس انتم بمسؤوليتنا
وكما يقول المثل "ما بين حانة ومانا ضاعت لحانا" .. ومن المعيب والمخجل
ان فلسطينيو العراق يعيشون هذا الواقع المريب .. فمثلا هل من الصعب ان تتحمل
السفارة الحد الادنى من واجباتها سواء رسمية او غير رسمية هل من الصعب على حضرة
السفير ان يتبرع براتبه لشهر واحد فقط امام قيادته وشعبه لتحسب له ومن معه من
موظفي السفارة وكل وفق امكانيته لتوزع بسلة غذائية توزع بطريقة منتظمة تغطي الجميع
بعيدة عن المزاجية والمناكفات .
وكذلك
خطابنا لبعض الأغنياء وميسوري الحال الفلسطينيين .. أين أنتم !!! ؟؟ في وقت تختبر
فيه النفوس والخيريين ومحبي الصدقات .
أليس
واقع اليم ان نرى غالبية المساعدات توزع في البلديات من اخواننا العراقيين والذي
بعضهم وضعه المادي بسيط .. بائع غاز يقوم بتوزيع سلات غذائية وغيره .. ومن شعبنا
من هم أثرياء ومنهم من يستحوذون على مؤسسات رسمية فلسطينية تدر لهم الملايين !؟
انه امر غريب ان تجد غياب كبير لأؤلئك .. ومئات الارامل والمطلقات وكبار السن
والمرضى يؤنون بانين صوتهم الما وجوعا وانقطاع لسبل حياتهم ونبقى مكتوفين .
نعم
نكتب لاجلهم لتذكير الغافلين والمتقاعسين .. وأنتم أيها المظلومين والجائعين لكم
الله سبحانه وتعالى .. هو الذي يتولاكم ويرزقكم .
يمتلئ
القلب بالآلام .. عندما يتخلى عنك الجميع .. يمتلئ القلب بالآلام .. ولا تجد النفس
أي مكان .. وتعتريك حالة من الضمور والهذيان .. وتنظر إلى وجهك في المرآة لترى
شخصا آخر يقف أمامك .. وتسر في نفسك قائلا : أين أنت من الأمس .. وتنساب قطرات من
الدموع كأنها الندى لحظة الشروق .. ثم يأتي السؤال ؟ إلى متى هذا الحال ..؟؟ حينها
تشعر أنك وحيد رغم تلال من أناسٍ يردون عليك السلام وتمشي هائما على وجهك في
الطرقات لا تدري أين تذهب أو لمن تلجأ .
وفجأة
تعترضك فكرة في الطريق .. ومن بعيد تشعر بصوت قريب يقول لك :
دعك
مما كان ..
ابحث
عن إنسان .. يكون حقا إنسان ..
بقلم : د. مريم العلي
14/8/1441
7/4/2020