قبل أن نهنئ من نحب بهذا العيد يجب علينا أن نعرف أولا ما هو هذا العيد وما يترتب عليه عند تبادل التهاني فيه، ففي الرابع عشر من شهر ( شباط ) من كل عام ، يحتفل العالم الغير إسلامي بما يطلق عليه عيد الحب أو عيد العشاق كما يسمويه البعض ( الفالنتاين )، وفي هذا اليوم عادة ما يتبادلون التهاني والورود الحمراء ويرتدون الملابس ذات اللون الأحمر تعبيرا .
أصل عيد الحب
اختلفت الروايات في سرد تاريخ هذا العيد فمنهم من ذكر وقال " إن هذا العيد هو عيد من أعياد الرومان الوثنيين ، إذ كانت الوثنية سائدة عند الرومان قبل ما يزيد على سبعة عشر قرنا . وقيل عنه أيضاً بأنه تخليدا لذكرى موت القديس فالنتاين احد ضحايا الكنيسة ،الذي مات في روما إثر تعذيب القائد القوطي (كلوديوس) له حوالي عام 296م ،وبنيت كنيسة في روما في المكان الذي توفي فيه عام 350م تخليداً لذكراه.
لماذا عيد الحب دون سواه؟
وربما يتسائل متسائل لماذا نقف عند هذا العيد دون غيره فهو جملة من عشرات الأعياد عند غير المسلمين ، والجواب هو لوجود من تأثر به من المسلمين والمسلمات ولهذا يجب أن يعلم أخواننا وأخواتنا الذين يحاولون المشاركة في هذا العيد والقيام بأرسال التهاني والتبريكات وهم لا يدرون أن هذا العيد وهو ما يسمى (عيد الحب) عيد ديني له ارتباط وثيق بعقيدة النصارى في يومنا هذا.
الحب في الإسلام
الحب في الإسلام قيمة جليلة لها ثقلها الإيماني، وثمارها الحقيقية ، فها هو رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يناجى ربه: "اللهم إني أسألك حبك، وحب من أحبك، وحب العمل الذي يقربني إلى حبك" رواه الترمذي ، فالمحبة جزء أساس من حقيقة العبودية ، لأن العبادة حب وخضوع ، وأصل العبادة هي محبة الله تعالى [ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله ، والذين آمنوا أشد حبا لله](البقرة:165)، بل إفراده بالمحبة، وأن يكون الحب كله لله، فلا يحب معه سواه، وإنما يحب لأجله وفيه ، فالله الخالق البارئ المنعم المتفضل هو المستحق للحب الأسمى.. طاعةً وتقرباً وإخلاصاً وتقوى وتوبة.
فيا أخوتنا بالله لا يحق لنا بأن نظلم أنفسنا بالأحتفال بهذا العيد أو نتبادل التهاني به وهذا يدخل تحت عدة محرمات قد وضحها الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله أهما:
· مما لا شك بأن هذا العيد هو بدعة محدثة لا أصل لها في الشرع فتدخل في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) أي مردود على من أحدثه.
· لا يختلف اثنان من المسلمين بأن مشاركة النصارى بهذا العيد أو تبادل التهاني والتبريكات بهذا اليوم فيها مشابهة للكفار وتقليدًا لهم في تعظيم ما يعظمونه واحترام أعيادهم ومناسباتهم وتشبهًا بهم فيما هو من ديانتهم وفي الحديث: (من تشبه بقوم فهو منهم).
· قد يترتب الأحتفال بهذا العيد المفاسد والمحاذير كاللهو واللعب والغناء والزمر والأشر والبطر والسفور والتبرج واختلاط الرجال بالنساء أو بروز النساء أمام غير المحارم ونحو ذلك من المحرمات، أو ما هو وسيلة إلى الفواحش ومقدماتها، ولا يبرر ذلك ما يعلل به من التسلية والترفيه وما يزعمونه من التحفظ فإن ذلك غير صحيح، فعلى من نصح نفسه أن يبتعد عن الآثام ووسائلها.
يقول الإمام ابن القيم- رحمة الله-: "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول عيد مبارك عليك أو تهنئ بهذا العيد ونحوه فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده لصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه".
وعلى هذا لا يجوز بيع هذه الهدايا والورود إذا عرف أن المشتري يحتفل بتلك الأعياد أو يهديها أو يعظم بها تلك الأيام حتى لا يكون البائع مشاركًا لمن يعمل بهذه البدعة والله أعلم..
إعداد: اللجنة العلمية في موقع" فلسطينيو العراق"
13/2/2010
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"