مازلت افكر بخطاب احمدي نجاد, والذي تكرره التقارير الايرانية في كل يوم, وهو الخطاب الذي يتضمن تهديده بمسح اسرائيل من الخارطة , ومنذ ايام قلائل شاهد العالم على مدى يومين متتالين صور التجارب الصاروخية , وذلك بعد تصريح اخطر من الاول , وهو تهديده باغلاق مضيق هرمز , باعتبار ان المرحوم هرمز افندي من اسلافه النجباء وهو وريثه الوحيد, وما اثارني فعلا هو عملية مسح دولة اسرائيل , وانا وكل شعوب العالم المقهورة مع هذا المسح , ولو كان رجلا عاديا يردد ذلك لقلنا دعوه , لأنها دعوة تضاف الى دعوات عربية سابقة بالقاء دولة اسرائيل في البحر , ولكن تبين لنا ان عملية المسح اتت من رئيس دولة ونحتاج منه الى المصداقية في ذلك, ولمن هذا الانذار , هل هو لأمريكا , ام لأسرائيل , ام للأثنين معا , وهل يتضم ن هذا المسح شعب وعرب الثمانية واربعين , ام هل سيضيف له القطاعين , الضفة الغربية وقطاع غزة, وهل ستكون عملية المسح متضمنة المسجد الاقصى المهدد بالهدم من غير صواريخ , وهل سيكون المسح بالممحاة المدرسية, ام بمد اليد خلسة والتربيت على كتف من جدد سلاح الثورة الاسلامية , ام انه سيكون حقيقة بواسطة الصواريخ , ولقد سئلت شخصيا عن قدرة ايران على المسح الصاروخي , باعتباري مستشار دولة للشؤون الاستراتيجة في السويد , فاجبت حسب معطياتي نعم , وهذا يكون في حالة امتلاك دولة ايران الاسلامية , ل مالايقل عن 200 الف صاروخ من الطراز الفاشل الذي راينا صورته قيد الاطلاق, ومعه, 200ألف اخرى قصيرة المدى , ومعه اربعة اقمار صناعية لتوجيه تلك الصواريخ, ومعه سلاح راداري احدث من المنظومة الامريكية وغير قابلة للتشويش, وبعدها ان يجهز نفسه لحرب كونية ضده لاتبق عمامة واحدة في مكانها , وحسب المعطيات التي لدينا هي ان دولة ايران الاستراتيجية لاتمتلك هذا العدد الكافي من الصواريخ, ولعل سيد المسح نسي ان اسرائيل نفسها من اكبر دول العالم في تصنيع وتصدير الصواريخ البعيدة المدى, وفيها اكبر منظومة صواريخ باتريوت في العالم , وهي قادرة باعتبار المسافة الطويلة بين ايران واسرائيل على اسقاط كل هذه الصواريخ ,والتي لاتوجه بواسطة الاقمار الصناعية, وذلك لان منظومتها الالكترونية تعتبر من الناحية العلمية من الجيل الثالث والذي لاعلاقة له في الحروب العصرية, بل وان تهديده من الناحية العسكرية سخيف جدا, واسخف منه من يطبل له ويزمر, لأنه لايملك من كل هذه الاسلحة الا 5% مما اعلنه, وكل خبراء الاستراتيجية في العالم يدركون ذلك, ومن يملك هذه الآلة الضخمة من التسلح لايعلن عنها , والوحيد الذي يملك ارقام قريبة منها هي دولة اسرائيل , والتي اسال الله ليل نهار ان يزيلها من امام عيوننا , وما اردت قوله ان حساب السوق العالمي اليوم لاينطبق على حساب الصندوق الايراني, ويكفي ان يعرف القاريء المتحمس ان ضربة كهذه من ايران تحتاج الى منصات صواريخ كافية , فالامر لايتعلق بصواريخ كرتونية مصبوغة محمولة على سيارات ضخمة فدواليب السيارات الحاملة لاتدل على هذا الحمل الثقيل, والصاروخ الذي يحمل عبوة من الف كيلوغرام , لايطلق هكذا, والجبهة الايرانية على طولها لايوجد فيها قاعدة صواريخ ال 2000 كم , والمشكلة الكبيرة فينا انه كلما انتهينا من المذيع المصري المشهور احمد سعيد , عوضنا الله بغيره, وهذه الايام عوضنا الله ولكن على مستوى رئيس دولة , ونسي فخامة الرئيس احمدي نجاد ان عصر المسح قد ولى لأمثاله وجاء عصر اللحس فلا يضيع وقته بالكذب على الشعوب , واللعب على الحبال , فالذي يريد مسح اسرائيل لايقتل اللاجئين من الشعب الفلسطيني بواسطة فيالقه وبابشع وسائل القتل في ارجاء العراق , ونرجوا من السيد احمدي نجاد ان يترك فلسطين لمن يدافع عنها , وان يدعم صمود الشعب الفلسطيني وان يساهم بوحدته بدلا من ان يساهم بتمزيقه , وليعلم ان صاروخ قسامي واحد هو اكثر جدوى في العلوم العسكرية من كل صواريخه العاشورائية , فليحتفظ بصواريخه وماله المهدور, وليبن المدينة التي اصابها الزلزال منذ عدة سنوات ولايزال اهلها يعيشون في الخيام , ولتعلم ياسيد نجاد ثانية ان عصر المسح قد ولى , وهاهو العراق الصامد فبالرغم من كل جبروت امريكا والصهيونية العالمية والتآمر الصفوي القذر ولم يستطع الجميع ان يمسحوا العراق العربي , فتعلم يافخامة الرئيس وانت لم تصل الى موقعك الا باللحس لاالمسح, واذا نسيت فباستطاعتنا ان نذكرك .
22/7/2008
د . محمد رحال - السويد