خطة توطين فلسطينيو العراق حتى عام 2020م – مريم العلي

بواسطة قراءة 2663
خطة توطين فلسطينيو العراق حتى عام 2020م – مريم العلي
خطة توطين فلسطينيو العراق حتى عام 2020م – مريم العلي

فالإنسان لا يدرك معنى المهانة والتشرد إلا بعد أن يتذوق حرارته ويعيش اليتم الفعلي حينما يفقد وطناً كبيراً  كان يوماً يحتويه والذي اصبح واقع حالهم  فيه هو الاصعب في دول العالم من خلال الغياب الواضح لحياتهم القانونية ، والذي انعكس على مقومات سبل الحياة برمتها ..

أربعة الاف لاجئ تبقوا من مجموع 45 الف قبل سقوط النظام السابق هم بحاجة ماسة لانقاذهم من محنتهم خاصة انهم فقدوا فلذات قلوبهم بشتات هو الاصعب حتى منذ عام 1948 نتيجة تشظي العائلة بعضها عن بعض مما اجبر الفلسطيني للرضوخ والقبول بالاغتراب واعادة التوطين لدول عديدة للتخلص مما يعانيه وهو خيار مرغم عليه ..

وما أصعب على المرء خسارة كل شيء وطن ومنزل وعائلة يخرج ذليلاً ومنكسراً من دون مأوى أو ملجأ وفي النهاية هي في اعناق الحكام العرب تلك المعاناة ..

ففي تطورات وتسريبات تحدث موظفين في الدورات الثقافية لفلسطينيين لغرض السفر بفندق الرشيد تابعون للسفارة البريطانية "انتم ستكونون الواجهة لفلسطينيون كثر الى بريطانيا وسألته احدى الحاضرات ما مصير والدي ووالدتي هل سيبقوا وحدهم اجابها قائلا ابلغي كل الفلسطينيون بتهيئة جوازات سفر لهم فالكل سيسافر باستثناء حالات خاصة " ..

فمن المعلوم بعد الضغوطات التي مارسها المسؤول الدولي للامم المتحدة على الحكومة البريطانية وافقت على استقبال 20000 لاجئ من فلسطينيو العراق وسوريون وعراقيون ووفقا لتلك البيانات سيكون حصة فلسطينيو العراق هم من 1500ــــــ2000 لاجئ لبريطانيا والبقية لدول اخرى ، ولم يبت بالفلسطينيون المتزوجين من غير فلسطينيات بواقع حالهم وستتسارع وتيرة السفر باعداد كبيرة مطلع عام 2019 حتى نهاية 2020 ..

وبعد اجلاء الفلسطينيون من العراق سيتم اجلاء الموجودون في كردستان العراق وفي تايلاند واندونيسيا فتركيا واخريات لان وجودهم هو اكثر امانا من سابقيهم ..

هكذا واقعنا ومآسينا فنحن اذا ما تجولنا في وطننا العربي كم من مشاعر غاضبة وساخطة تعترينا لحالنا كبشر افتقدنا فيها الرحمة والأخوة  لم يكن معي الا قلم ودفتر فيرمينا المخفر للمخفر والعسكر للعسكر ويقولوا لنا "يا غريب كن اديب" وانا الضحية واخرون يقولون "هم نزل وهم تدبج على السطح" وانا بدون خيمة ولا سطح ويقيدوننا ويفتشوا اجيابي فلن يجدوا الا هوية لا يعترفون بها وهم من اعطاها ويطالبوني بجواز سفر فابقى مرميا لايام منتظرا قيود المخفر اتامل في رمال الصحراء ودمعي في عيني بحورا وانا اقرأ بين الحدودي يافطة مكتوب عليها اهلا وسهلا بالعرب ، ونحن نجد انفسنا منبوذين وكانما لسنا بعرب قاعدون نتقيأ احزاننا والامنا فتذكرنا في طفولتنا نشيدا كنا ننشده "بلاد العرب اوطاني من الشام لبغدان ومن نجد الى يمن الى مصر فتطواني فلا حد يباعدنا ولا ..." حتى اكتشفنا اننا الضحية واننا من يجمعهم ومن يفرقهم فنرجوا بعدها أن لا ينشد اطفالنا واحفادنا نشيدا جديدا بلاد الغرب اوطاني من تشيلي لياباني ومن سدني لبرليني فلا حد يبعدنا ولا حدود تفرقنا وجواز سفر يوحدنا ..

هكذا تعلمنا في الحياة  يسجل كل شيء ومن ضمنها المواقف فإما أن ترفعنا فوق وإما أن تهبط بِنَا للاسفل وفيها العبر فهل من معتبر ؟ .

 

بقلم  : د. مريم العلي

2/1/1440

12/9/2018

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"