القضية إسلامية.. شئنا أم أبينا – الفلسطيني المسلم

بواسطة قراءة 4870
القضية إسلامية.. شئنا أم أبينا – الفلسطيني المسلم
القضية إسلامية.. شئنا أم أبينا – الفلسطيني المسلم

ردا على مقالة " من المستفيد من تديين القضية الفلسطينية ؟ "

على مر العصور كان هنالك الصراع الأزلي، صراع بين الحق والباطل، حق لا باطل فيه وباطل لاحق فيه، فبدأ الصراع بابوينا قابيل وهابيل، حق وباطل هو في الحقيقة إيمان وكفر، فاحدهم آمن وسلم لكلام الله وأوامره وآخر رفض الانصياع، واستمر هذا الصراع حتى يومنا هذا، وإذا ما طبقنا هذه النظرية على قضية فلسطين المسلمة، فسنرى أن حقنا في أرضنا لا يقبل النقاش أو التأويل ، وباطلهم في أرضنا هو باطل في كل الأعراف وكل المقاييس، وهذا الصراع لا يمكن إلا أن يكون صراعاً عقدياً فحقنا في دفاعنا عن أرضنا هو حق أعطاه الله لنا، بل وكان لزاما علينا أن ندافع عن أرضنا المغتصبة بكل ما أوتينا من القوة، ولولا تخاذل العرب عن نصرة القضية لكان الحال غير حال ولو لم يكن هنالك فتح وحماس لكان الحال غير الحال، ولو استنهضنا كل وطنيي العالم فلن يغيروا جناح بعوضة، بل ما زادتنا دعاوي الوطنية القومية إلا وهنا وجبنا، وما زادتنا الا تنازلات تلو تنازلات، وأمست دولة بني صهيون حقيقة والكل موافق عليها، وأضحت فلسطين المحتلة حقيقة والكل أيضا موافق عليها ومبارك لها بأن تكون على جزء من تراب الوطن، هذا إن سمحت لها دولة الصهاينة بان تكون، هذا ما فعلته القومية، والوطنية، ودعاوي التعايش السلمي، ولا يمكنني إلا وصفها بدعاوي التعايش الجبني والتخاذلي، فدائما نكون نحن المسالمون ونتحمل كل القتل والتدمير والتشريد، هذا ليس عدلا ولا إنصاف، ولو قتلت دولة الصهاينة كل مسلمي فلسطين فلن يتحرك الوطنيون والقوميون إلا بمظاهرات لا تضر ولا تنفع.

فلننظر من حرر فلسطين سابقا أليس الإسلام ؟ أليس صلاح الدين ؟ فصلاح الدين لم يكن فلسطينيا بل كان مسلماًً، وما دفعه هو إسلامه، ولن يدفع احد لتحريرها مرة أخرى إلا إسلامه.

هذه الحقيقة إلى من ادعى غير ذلك وليأتي ببرهانه إن كان صادقاً، فلقد مللنا ذلك الكلام الذي يوحي لك للوهلة الأولى بالعقلانية ولكن والله ليس سوى لسان حال المرجفين والمتخاذلين من علمانيين وشيوعيين ومدعين للوطنية، وكلامهم المعسول الذي دس السم فيه لا ينطلي علينا، فنسألهم ماذا فعلتم منذ يوم الاحتلال إلى يومنا هذا، ماذا فعلتم سوى مزيد من التنازلات والانحطاط في القضية حتى أمست كرسي زائف على جزء من الأرض وسلطة بلا سلطة ووزراء بلا وزارات وحدود ليست لنا.

ومن يريد أن يكسب صوت مسيحيي فلسطين، فأقول له كما قال الله تعالى ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى) وماذا استفدنا من كسب الرأي العالمي؟؟ الم ننادي بكسب الرأي العالمي منذ عشرات السنين؟ فهل يا ترى قد كسبناه؟ وكل أصدقائنا الغربيين الذين استطعنا أن نفهمهم قضيتنا هل هم في صفنا آم في صف بني صهيون؟ ويجاهرون بدفاعهم عن دولة الصهاينة في كل محفل؟ فاستفيقوا من سباتكم وعودوا إلى دينكم واتركونا من كلام سئمنا سماعه وذلك الصوت النشاز يجب إسكاته وإخراسه، ولندع صوت الحق يعلو فالحق يعلو ولا يعلى عليه.

بقلم : الفلسطيني المسلم