توقع هجوم عسكري على مخيمات سوريا استنادا لمبادرة عباس

بواسطة قراءة 2889
توقع هجوم عسكري على مخيمات سوريا استنادا لمبادرة عباس
توقع هجوم عسكري على مخيمات سوريا استنادا لمبادرة عباس

وتستند المصادر في توقعاتها إلى معلومات، فضلا عن اشتداد الحصار بشكل غير مسبوق على مخيم اليرموك دخولاً وخروجاً، وتلويح علني من قبل "القيادة العامة" والنظام بما أسموه "تحرير المخيم"، عدا عن قصف عنيف لم ينتج عنه سوى سقوط عائلات بأكملها من المدنيين، كما تستند المعركة المقبلة إلى شرعية منظمة التحرير الفلسطينية، والمبادرة التي تقدم بها محمود عباس رئيس السلطة، للنظام في دمشق، لتشكل شرعية فلسطينية للمعركة المقبلة داخل المخيمات الفلسطينية.

تهدف هذه المعركة، وفقا للمصادر إلى تسجيل نقاط ضد حركة ‫"‏حماس" تحديداً من قبل سلطة ‫"فتح" في إطار التجاذب الحاصل جراء الانقسام، إلى جانب تقديم الغطاء الفصائلي المناسب وبالاتفاق، لعملية عسكرية في اليرموك من قبل النظام والقيادة العامة، إذ أن الجميع يدرك أن المبادرة غير قابلة للتنفيذ، فهي لا تقدم حلولاً وسطاً من جهة، ومن جهة أخرى يقدمها طرف غير محايد، وغير معني بمطلب تحييد المخيمات. وتضيف المصادر أن المبادرة كتبت بالتنسيق مع النظام وبالاتفاق معه، غير أن المصادر تتوقع عدم نجاح مبادرة عباس.

وحصلت "إرم" على نص مبادرة عباس، وهي تنص على إخلاء مخيم اليرموك من السلاح والمسلحين وعودة النازحين، وتحظى المبادرة بموافقة الفصائل الفلسطينية في سورية، وأعلن أنور عبدالهادي، مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن الفصائل الفلسطينية وافقت بالإجماع على مبادرة عباس لإيجاد حلّ سلمي لمسألة مخيّم اليرموك، واتفقت على تشكيل لجنة لمتابعة ووضع آلية للمبادرة التي رحبت بها الحكومة السورية.

وأوضح عبدالهادي أن أحد أهم أهداف هذه المبادرة "خروج المسلحين والسلاح من المخيم وعودة الأمن والأمان لكي يعود النازحون الفلسطينيون إليه، لأن الفلسطينيين يكفيهم معاناة، وخاصة أنهم ضيوف على الحكومة والشعب السوري ويرفضون التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة عربية، والنقطة الثانية أن نسعى إلى إعادة الخدمات للمخيم ودخول وخروج اللاجئين من المخيم بعد إنهاء المظاهر المسلحة".

وذكر عبدالهادي أنه اتفق وخاصة بعد أن رحبت الدولة السورية بالمبادرة على أنه لا بد أن يكون هناك جواب واضح من المسلحين على هذه المبادرة إذا كانوا مستعدين للالتزام بها أم لا، موضحاً أنه"ستشكل لجنة من الفصائل كافة خلال اليومين القادمين لمتابعة ووضع آلية لهذه المبادرة"، ولفت عبدالهادي إلى أن حركة حماس "لم تشارك في الاجتماع وهي خارج سورية وللأسف كان لها موقف خارج الإجماع الوطني الفلسطيني وفي عدة تصريحات لها أضرت بالشعب الفلسطيني في سورية لأنها أخذت موقفاً منحازاً".

مبادرة عباس نقلها إلى دمشق وفد من رام الله، ضم الوزير أحمد مجدلاني، زكريا الآغا، بلال قاسم، والعميد إسماعيل من الاستخبارات العسكرية الفلسطينية، وقد حظيت مبادرة عباس بترحيب وتقدير من قبل الرئيس السوري بشار الأسد.. وينتظر الوفد الآن العودة إلى دمشق مجددا فور إعلامه من قبل قادة الفصائل بأنه تمّ التوافق عليها.

هنا نص المبادرة، كما حصلت عليها "إرم":

"انطلاقاً من الموقف السياسي المبدئي الذي أعلنته قيادة منظمة التحرير الفلسطينية من مجمل التطورات الداخلية في بعض البلدان العربية ومن الأزمة التي تمرّ بها سورية الشقيقة بشكل خاص، والذي يستند إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذه البلدان، وعدم الزج بالفلسطينيين والمخيمات الفلسطينية في هذه التطورات من خلال تحييدها والحفاظ على المخيمات بيئة آمنة تحتضن سكانها من فلسطينيين وسوريين خالية من السلاح والمسلحين والمحافظة على الجهد الكفاحي الفلسطيني متجهاً نحو فلسطين والقدس وفي مواجهة عدونا الرئيس المتمثل في الاحتلال "الإسرائيلي"".

واستناداً إلى ما تقدّم، وبعد التطورات والأحداث التي أدت إلى تشريد مئات الآلاف من أبناء شعبنا من المخيمات وتحوّل العديد منها إلى مناطق غير آمنة (...) فإننا في فصائل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ومن موقع مسؤوليتنا الوطنية والسياسية، نتقدّم بهذه المبادرة آملين من المعنيين والمخلصين أن نعمل معاً بهدف تحقيق مضمونها:

أولاً: انطلاقاً من موقفنا المبدئي بالحياد الإيجابي والنأي بالفلسطينيين والمخيمات الفلسطينية عن الانجرار والانخراط في أتون الصراع الجاري على أرض سورية الشقيقة، فإننا ندعو إلى أن تكون جميع المخيمات الفلسطينية وفي مقدمتها مخيم اليرموك مناطق وبيئة آمنة وخالية من السلاح والمسلحين وفقاً للآتي:

-  إنهاء كل المظاهر المسلحة داخل المخيّمات وتسوية أوضاع الراغبين في ذلك.

-  عدم تكريس المخيمات مناطق اشتباك ووقف كافة أشكال الاشتباكات ووقف القصف والقنص.

-  تسهيل حرية الدخول والخروج من المخيم وإليه بما يشمل عبور الأفراد والمواد الغذائية والطبية والمركبات، ما يشجع عودة النازحين إلى منازلهم.

-  إعادة خدمات الكهرباء والماء والاتصالات والبنية التحتية والشؤون البلدية والخدمات التعليمية والصحية.

-  تسوية أوضاع المعتقلين من أبناء المخيمات الذين لم يثبت تورطهم في الأحداث.

ثانياً: المتابعة والتنسيق المشترك في إطار تنفيذ عناصر المبادرة بما يكفل إزالة جميع العقبات أمام تنفيذها، وتوفير كل متطلبات نجاحها.

 

المصدر : وكالة إرم الإخبارية

13/8/2013