سفارة فلسطين في قبرص ودبلوماسية الصمت القاتل - بقلم إبراهيم محمد زياد

بواسطة قراءة 2618
سفارة فلسطين في قبرص ودبلوماسية الصمت القاتل - بقلم إبراهيم محمد زياد
سفارة فلسطين في قبرص ودبلوماسية الصمت القاتل - بقلم إبراهيم محمد زياد

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى اله وصحبه وسلم ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين .

ان كرامة كل فلسطيني أمانة في أعناقكم تسألون عليها يوم لا ظل إلا ظله يوم لا ينفعكم مال ولا بنون ، أما بعد :

يستحق الصمت الدبلوماسي الفلسطيني الطويل تجاه ما يجري لأبناء جاليته الفلسطينية في قبرص حاليا‏ أن يفوز بجائزة أفضل عمل دبلوماسي تجاه جاليته أينما وجدت وخاصة قبرص حيث كثرة الهموم والمعاناة والظلم ولأن الأمر بالنسبة للسفارة على ما يبدو كان مجرد تصريح في الهواء ، ومفاده هو أحدا من دبلوماسيينا ترقى إلى منصب تمثيل دبلوماسي لدولة فلسطين في قبرص .

جيش من الموظفين يعملون في سفارات بلادنا في دول مختلفة من العالم يتقاضون مبالغ بالعملات الصعبة ليست بالهينة ، هذا من حقهم ولكن الحديث هنا سيكون حول واجب هذا الجيش من الدبلوماسيين والإداريين والملحقيات الإعلامية والثقافية حيال وطنهم والصورة التي يجب أن يرسموها عن فلسطين وكرامة الفلسطينيين في أماكن وجودهم .

والأخوة الدبلوماسيين أو الممثلين كما وصفوهم لم يخرجوا علينا ليحدثونا عن نتائج مسعى التواجد الدبلوماسي الفلسطيني في ارض لا تحترم حقوق أبناء جلدته وتعتقلهم ظلما وتقطع بهم المعونة بهتانا وعنوة ويسحب حماياتهم ويمنحون رفض لجوء ويطردون من دوائر الدولة  وتعسفية في القرارات المتبعة وعنجهية في تعامل موظفين الدولة مع أبناء شعب فلسطين المضطهد وإعلامهم الذي يفتعل الفجوات بين الشعبين من خلال تصاريح مدمرة يخرج بها المسؤولين والوزراء القبارصة مفادها بأننا شعب إرهابي وشعب فوضوي وشعب مثير للشغب وشعب وتداعيات واتهامات وتبلي على أبناء جلدتكم لا عد ولا حصر لها وذنبهم الوحيد انهم فروا من بلد الموت إلى بلد القتل النفسي وحرب الأعصاب , هذا إذا كان هناك داع من رفع التمثيل الدبلوماسي هذه والتي لم تسفر ترقيته على أبناء جلدته بأي عمل خير يشهد أو يسجل في تاريخ التمثيل  الدبلوماسي في قبرص .

مساهمة هؤلاء المناط بهم تمثيل دولة فلسطين في الخارج كل في موطن عمله كفيلة برسم صورة غير تلك التي رسمها في أذهان العالم عن بلادنا إعلام غير منصف ومنظمات متجنية بتقاريرها التشاؤمية وسفارات مكممة الأفواه وغير عابئة بخطورة الصورة القاتمة على مستقبل جيل كامل من أبناء شعبها في عموم الشتات وخروجهم من أزماتهم التي يعانون منها في قبرص بالذات والتي سببها اننا شعب بلا وطن نرجع إليه وبلا حكومة نتكئ عليها والحديث عن قصور أداء بعثاتنا الدبلوماسية في الخارج حيال ما يقال عن الفلسطينيين في أماكن وجود هذه البعثات ليس استهدافاً للحكومة التي نكن لقادتها كل الولاء ولكن لفت انتباه إلى إفرازات الصمت الدبلوماسي لجهات تم إيفادها إلى الخارج لخدمة هذا الوطن بصور مختلفة أحدها توضيح وتصحيح المعلومات الخاطئة التي تكونت عن الشعب الفلسطيني المضطهد في الخارج وثانيها نصرة أبناء شعبنا المظلوم أينما وجد .

وإذا كان من غير المنطق سرد كل ما يقوله الإعلام القبرصي عن الشعب الفلسطيني ظلماً ورصد ردود البعثات الدبلوماسية المعدوم يجب الإشارة إلى أمثلة من ذلك .. وأولها تناولات صحف ووسائل إعلامية قبرصية ليس من باب التهجم على الفلسطينيين فقط ولكن من باب تشويه صورتهم وتزييف حقائق عنهم ومن هذه الوسائل قنوات ومحطات الإذاعة كافه وهذه هي الانطلاقة الأولى للشرارة التي كونت فجوة بين الشعبين الفلسطيني والقبرصي بسبب زيف الإعلام والصمت الدبلوماسي لدينا اكتفى بالتأملات تجاه ما يجري من عقوبات جماعية طالت الصغير فينا قبل الكبير وقضت على شتى وسائل التفاهم بين أبناء جاليتنا الفلسطينية المضطهدة وبين قرارات الحكومة بالتنكيل في أبناء الشعب الفلسطيني المضطهد .

والصحف القبرصية هي الأخرى لم تجد سفارة فاعلة حيث تخلو هذه الصحف من أية كتابات أو أحاديث أو ردود توضح الرؤية الوطنية لما يدور في وقت تتوق كل وسائل الإعلام في العالم إلى الحصول على معلومات عن بلادنا وحقيقة شعبنا .

لم نتطلع إلى أي موقف من خلال السفارة على ما يحدث من ظلم وما يجري لأبناء شعبنا المظلوم في قبرص سوى من خلال وعد وعده السفير قبل مدة باتت اليوم طويلة لعوائل السجناء المظلومين بأنه قد اتخذ قرار بإخراجهم ولكن بلغ الاستهزاء بالشعب الفلسطيني من قبل الجهات القبرصية حتى بممثلينا حيث انهم اثبتوا ان دبلوماسيتنا التي تم رفع التمثيل فيها لا يمكنها فعل أي شيء تجاه أبناء جاليتها وشعبها المظلوم المضطهد .

الحديث عن واقع سفاراتنا في الخارج أكثر مرارة حين يتم الحديث عن تعامل هذه البعثات مع الطلاب اليمنيين والعمالة اليمنية والمرضى وحتى الذاهبين لغرض السياحة .

سفارات وأنين الطلاب في كل البلدان التي يتواجد فيها جالية فلسطينية لغرض العيش بكرامة أو لجوء من خطر ما على حياتهم نجد شكاواهم لا تنقطع ومعاناتهم لا تتوقف لدرجة أن نسوا ان لديهم سفارة يعودون إليها في البأساء والضراء ومن يوميات صاحب البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في الخارج انه لا يمثل سوى سفارته فقط وليس له حق الدفاع عن أبناء جاليته في الشتات ، مع العلم أن مشاكل الجالية الفلسطينية تعود إلى غياب فاعلية السفارات والملحقيات  الثقافية في التواصل مع الحكومات المضيفة من جهة أو مع الجهات ذات العلاقة بالابتعاث في  الداخل من جهة أخرى .

قيادة الدولة مطالبة بمراجعة آلية أعمال سفاراتنا لتكون ممثلة لبلد يمر بظروف تتطلب جهود كل أبنائه وسفرائه في الخارج سواء أكانوا دبلوماسيين أو طلاباً أو سياحاً أو رجال أعمال .. جميعهم تقع على عاتقهم مسؤولية الدخول في معركة ينتصرون فيها لأجل فلسطين والشعب المظلوم لأن السلبية التي تعشعش على رؤوسهم اليوم سيجني الجميع نتائجها المُرّة غداً والله اعلم .

هل بإمكاننا أن نصحو على ذات صباح على خبر مفاده من لديه مشكلة ما اللجوء إلى السفارة ليتم حلها وإراحة شعب وقع عليه الظلم منذ عشرات السنين وجاءت السفارة لتخفف عنه عبئ معاناته هل يحدث ذلك ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى ؟ .

 

بقلم

إبراهيم محمد زياد

23/7/2011

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"