هذه الاحداث التي تعصف في عالمنا العربي من الغرب الى الشرق متسارعة الوتيرة وقلب أنظمة عتيدة متربعة على العروش منذ عشرات السنين وتمتلك القوة والمال والسلاحة فهذه إرادة الشعوب قلبتها راسا على عقب ، ألا يستحق هذا منا وقفة تأمل وتفكير ، نعم أولاً الدعاء لشهدائنا وثانيا الوقوف والتأمل في تضحياتهم ، نعم إنهم يستحقون اكثر من ذلك بكثير هؤلاء الشباب الذين يفجرون الثورات على رؤوس الطغاة من تونس الى مصر مرورا بطرابلس والكثير على قيد الانتظار من هؤلاء المستسلمين للارادة الصهيونية والامريكية في المنطقة .
كل هذا يحدث في عالمنا العربي ونحن الشعب الفلسطيني الذي علم العالم الثورة وحمل السلاح وعلم الشعوب فن الانتفاضة بكل أشكالها وعلمهم حمل الحجارة والمواجهة والصمود والوقوف بصدور عارية من أطفال ونساء وشيوخ وشباب في وجه دبابات الاحتلال الصهيوني .
ألا يستحق منا مراجعة شاملة ووضع برامج عمل جديدة والوقوف وقفة تأمل لما يحدث ؟ أليس الشعب الفلسطيني جزء من الشعب العربي يؤثر ويتأثر .
الوقت يمشي بسرعة والحداثة أسرع وثوار الفيس بوك والتقنية أسرع من البرق هذه الايام ، لقد سأم شعبنا الخلاف والانشقاق والتمزق والتشرذم وهذا الخلاف المستفيد الوحيد منه هو عدونا الصهيوني ، لقد أصبحنا في ظل هذا الواقع في مهزلة أمام الفضائيات وبرامج التلفزة وأصبحنا صغار أمام الجميع وفقدنا احترامنا أمام العالم كله بعد أن كان العالم يحترم شعبنا الفلسطيني ويحترم هويته الوطنية المتمثلة في منظمة التحرير الفلسطينية التي تمثل كل شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج ، لقد فقدنا كل شيء الان في ظل هذه القيادات التي تجر يمينا وشمالا ، لا يوجد عند شعبنا شيء يخاف عليه او منه ، وانه اذا انتفض فانه سوف يحرق الطرفين والقيادتين ان كانت في غزة أو في رام الله .
وأحب ان أسجل هنا أن هذه الشعوب ليست أشجع منا كشعب فلسطيني ، عودو الى صوابكم قبل فوات الاوان فإنها فرصة عظيمة لكم الان في ظل هذه التغيرات الكبيرة في المنطقة ، إنها إن شاء الله سوف تصب في مصلحتنا والى جانب شعبنا ، نحتاج الى الوقت القليل حتى نتخلص نهائياً من الثوب الامريكي والصهيوني ، هذه الشعوب هي عمقنا العربي الحقيقي لذلك قفو وتأملو في الواقع الجديد ، إصحو وإرجعو الى شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج لاننا شعب واحد لا يقبل القسمة على اثنين ... فإذا دقت الساعة فلن يكون أحد باقي على الكرسي وإن رياح التغيير سوف تشمل الطرفين وإن دماء شهدائنا واسرانا في السجون الاسرائيلية أغلى منكم جميعاً فلا تضيعو هذه الفرصة والوقت من ذهب علماً انه توجد عندنا من مقومات الوحدة الكثير أهمها البندقية الفلسطينية والمقاومة هذا يجمع ويوحد الناس كلها وأيضاً منظمة التحرير الفلسطينية هي الهوية الفلسطينية ، فهذه هي أسس وحدتنا وهذا هو شعار شعبنا أن تبقى البندقية الفلسطينية مرفوعة دائما في وجه الكيان الصهيوني الغاصب .
ابو العبد
7/3/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"