قصة حقيقية رقم 3 – خالد أبو الهيجاء

بواسطة قراءة 2668
قصة حقيقية رقم 3 – خالد أبو الهيجاء
قصة حقيقية رقم 3 – خالد أبو الهيجاء

قطيع من الدراكولا والمعروفين باسم مصاصي دماء البشر قد دخل العراق وانتشر هذا القطيع في كل مكان ليثير الرعب ويعيث بالأرض فسادا .......... حينما أتصفح موقع فلسطينيو العراق هذا الوطن الرائع وأشاهد صور الشهداء بإذن الله ......الفقيد فلان ..... والفقيد فلان ..... وما أكثرهم ... تولاهم الله برحمته أسأل نفسي .... لماذا؟؟؟؟  ... لماذا بدأ دراكولا بمص دماء الفلسطينيين وغيرهم من العرب ؟؟؟ .. بأي تهمة امتلأت غرف ثلاجات الطب العدلي بأجسادهم الطيبة ؟؟ بأي تهمة وضعت أجسادهم في تلك الغرف بطريقة مقززة ومؤلمة وكأنهم كومة خيار وضعت في برميل خاص بالمخلل (الطرشي) ؟ فلان فلسطيني خرج مع زوج أخته وهو مصري إلى مقر عملهما في منطقة جميلة حيث معمل الطحين الذي عملوا به لسنوات عدة .... دخل مجموعة من قطيع دراكولا .... وبكل بساطة تم قتل الإثنين وتم التشهير بهما في تلك المنطقة وغيرها على أنهما إرهابيان احدهما فلسطيني والآخر مصري .... وهكذا خرج الإبن ولم تعد أمه تراه .....وخرج الأب إلى عمله ولم يعد لزوجته وطفليه ...... فلان وعد ابنته بهدية قيمة في ما يسمى عيد ميلادها السادس .... خرج يومها إلى سوق الشورجة ولكن كان دراكولا بالمرصاد فلم يعد ....ولم يعطي ابنته الهدية ......ماما ... بابا وعدني بشراء هدية عيد ميلادي .. ولكنه اختفى ... أين بابا ؟؟؟؟  أرجوك أخبريني أين بابا ؟؟؟؟ فلان ... كان يجلس صباحا يحتسي الشاي في المقهى المقابل للمحل التجاري الخاص به .... وإذا بمجموعة من الدراكولا تحاصره .... تختطفه .... تتصل بذويه .... تطلب فدية ..... ويستلمون الفدية ..... ولكن أين فلان ؟؟ بعد فترة تتجاوز الأسبوعين تجده بين أكوام الجثث في ثلاجات الطب العدلي .... وعلامات التعذيب الوحشي على جسده ظاهرة تدل على بشاعة وقذارة دراكولا ...... فلان قال لزوجته الحامل بابنهما البكر سوف أشتري وجبة غداء جاهزة من المطعم .... فلا تتعبي نفسك في المطبخ وتحضير الطعام .... خرج مودعا زوجته دون أن يعرف أن دراكولا كان بانتظاره خارج البيت ليمطره بوابل من الرصاص اخترقت قلبه وصدره ... فخرج ولم يعد , وأنجبت زوجته بعد أشهر عدة وعلى اسم زوجها تم تسمية ابنها ... تخليدا لذكراه .....فلان خرج من أجل تصليح سيارته ... واعدا أطفاله بالذهاب يوم الجمعة إلى متنزه الزوراء ... ولكنه خرج ولم يعد ... وحتى سيارته اختفت ... بل وجدت جثته بإحدى ثلاجات الطب العدلي .... بصورة بشعة جدا من شدة التعذيب حيث كان دراكولا بانتظاره ..... وصلت الوقاحة والدناءة بدراكولا لتوزيع إمساكية الشهر الفضيل المبارك رمضان .. وبدلا من طباعة الآيات الكريمة على تلك الإمساكيات تم طباعة عبارات التهديد والوعيد للفلسطينيين من أجل مغادرة العراق وإلا ................... وصلت الوقاحة والدناءة بدراكولا بوضع رسائل التهديد والوعيد مصطحبة بالرصاص... وتم وضعها على عتبات أبواب منازل الفلسطينيين ...... القلب يبكي ألما على فراق الأحبة .. والعين تبكي دما لا دمعا على رؤيتهم بتلك الصورة الرهيبة من شدة التعذيب ...... فلان وفلان وفلان خرجوا إلى الصحراء ولم يعودوا حيث تم توطينهم بعد عدة سنوات من المعانات والإقامة في خيمة  .. تم توطينهم وتوزيعهم على مختلف قارات العالم  ... فلان في أوروبا وفلان في أمريكا وفلان في استراليا  ووووو.....كل ذلك هربا من دراكولا الذي قد يتسبب في جعل نسائهم أرامل وأطفالهم يتامى الآباء..... خرجوا وتركوا ورائهم في مقابر بغداد أحبة .... حرموا حتى من زيارتهم .... خرجوا وتركوا ورائهم أحبة لم يروهم أبدا .... ربما دفنوا في مقابر كربلاء والنجف الجماعية .... تحت مسمى مجهولي الهوية ...... فلماذا ..... والى متى ؟؟؟؟؟ لماذا ؟؟؟ لماذا ؟؟؟؟ .

 

خالد أبو الهيجاء

الولايات المتحدة الأمريكية / ولاية تكساس

29/7/2011

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"