دموع أبو آية وخمس وعشرين ألف خيمة – جاد الله صفا

بواسطة قراءة 2170
دموع أبو آية وخمس وعشرين ألف خيمة – جاد الله صفا
دموع أبو آية وخمس وعشرين ألف خيمة – جاد الله صفا

بقي ابو اية بمخيم التنف، ذرفت دموعه حسرة عندما ودع اخيه ابو احمد ، وقال: اليوم اشعر أن ظهري قد انقصم حقاً.

ابو احمد ، فلسطيني ايضا، لاجيء بالعراق، لاجي بالتنف، ايضا سيكون لاجئا بتشيلي، يحمل فيلم وثائقي عنوانه 25 الف خيمة ومدته 35 دقيقة، وايه هي بطلة الفيلم، ابو احمد لا يعرف انه يحمل فيلما وثائقيا عن لاجئي مخيم التنف، هناك بالاراضي البعيدة بتشيلي ستذرف دموعه حسرة عندما يشاهده، ويسمع قصة اخيه التي يرويها، فالماساة الفلسطينية تتواصل وتستمر، والفلسطيني ملاحق ومشرد، ويتنقل من دولة الى دوله في لجوءه، ولكنه لا يمكن ان ينسى وطنه، وسيبقى الحنين الى فلسطين رغم الاف الكيلومترات والمسافات الطويلة، فاذا اعتقد اعدائنا ان المسافات الطويلة ستنسينا وطننا، فسنقول لهم لا والف لا، فالكبار اذا ماتوا فالصغار والابناء لم ينسوا فلسطين.

سيصل اليوم 14/05/2008  الفوج الثالث الى تشيلي، بالضبط بعد ستين عاما على النكبة، والتي تشكل انطلاقة جديدة للصراع الفلسطيني الصهيوني، فاذا الكيان الصهيوني يحتفل بنكبتنا، فشعبنا بكل اماكن تواجده يؤكد على التمسك بحقه بوطنه وارضه، ويقف امام هذه الذاكرة ليؤكد على وحدته ووحدة الارض الفلسطينية، فها هو شعبنا بالمناطق المحتلة عام 48، وبالضفة والقطاع، بالاردن وسوريا ولبنان، بالدول العربية الاخرى، بالشتات، باوروبا وامريكا الشمالية وامريكا الجنوبية، باسيا واستراليا وافريقيا، وبكل اماكن تواجده، يقف امام هذه الذكرى ليؤكد ان فلسطين لن ننساها بعد ستين عاما من التهجير والتشريد والطرد، ليؤكد ان هذا الكيان غريب، والغريب حتما سيزول، سنعود مهما طالت السنين ومهما ارتكب هذا النازي من مجازر ومحارق، هذه ارادة شعب مصمم على التمسك بحقه بالعودة فليكن الحفيد الرابع او الخامس او السادس سنعود نعم سنعود وحتما سنعود.سيصل الفوج الثالث من اللاجئيين الفلسطينين الى تشيلي، لينخرط مباشرة بالمهرجان الكبير التي تنظمه الفيدرالية الفلسطينية واللجنة الفلسطينية لحق العودة بهذه المناسبة، سيشرحوا معاناتهم الى الجماهير الكبيرة التي ستكون باستقبالهم، وسيكونوا جنبا الى جنب مع اخوتهم اللاجئيين الذين سبقوهم، بالمهرجان الكبير، ليقولوا لاسرائيل ومن يناصرها، ولكل اعداء فلسطين وشعبها، ان شعب فلسطين اكبر من المؤامرة، واقوى من المؤامرة رغم انفوكم، بالتاكيد سنعود وسنعود وعودتنا لن تكون الا الى فلسطين.دموع ابو ايه التي ذرفت حسرة والما، وكلماته التي نطقها بكل صعوبه، على فراق اخيه، وهو لا يعرف الى اين سيتم ترحيله، هذه الدموع بالتاكيد لن تستمر، وفراقه لاخيه ايضا لن يطول،  وبالتاكيد  هذه الدموع ستتحول الى بسمات، لان القضية لم ولن تموت والنضال الفلسطيني لم ولن يتوقف الا بتحرير الارض الفلسطينية وطرد الغزاة الصهاينة. 

جادالله صفا

البرازيل

13/05/2008