شتان مابين أسرانا المحررين وشاليط ! - محمد ماضي

بواسطة قراءة 1678
شتان مابين أسرانا المحررين وشاليط ! - محمد ماضي
شتان مابين أسرانا المحررين وشاليط ! - محمد ماضي

في خضم العرس الفلسطيني العامر ، وفي أجواء الفرح الغامر التي يعيشها شعبنا بجميع أطيافه وألوانه بتحرير أسرى فلسطين وفك قيودهم من أيدي المحتلين الغاصبين ، ومفاداتهم بصهيوني لعين ، في خضم هذه الأجواء وبالرغم من السنوات الطوال التي قضاها أسرانا في سجون الاحتلال والأحكام القاسية التي صدرت بحق الأسرى الفلسطينيين المحررين ضمن الصفقة والتي ناهزت الــ  92 ألف عام ، والتي تعني نسيان الحرية وعدم التفكير بها ، بل هي أمل قل الرجاء فيه إلا من رب العالمين ، نرى أسرانا كيف خرجوا بروح معنوية عالية والفرح والسعادة الغامرة تعلوا محياهم وكأنهم لم يمكثوا في أسرهم إلا ليلة وضحاها !! .

فكلهم عزيمة وإيمان بقضيتهم بل وأصروا على الاستمرار والمضي قدما في جهادهم ، على الرغم من تهديدات السفاح نتنياهو بقتل كل من يفكر من الأسرى بمعاودة القتال ضد المحتلين ، فما الذي دفع هؤلاء إلى التفكير بالعودة إلى ما كان سببا في أسرهم طوال هذه السنين ؟ أهي حلاوة في الأسر ذاقوها ؟! أم هي النفوس الشريفة التي لا ترتضي من الأمور إلا أعلاها رغم في ذلك أذاها ، أم هو حب الشهادة بإذن الله مرة أخرى عند (وفاء البس) الأسيرة المحررة ! ، أم هو الإيمان بالمبادئ وعقيدة راسخة رسوخ الجبال بعدالة قضيتنا وقضية كل المسلمين ، فتحية لكم أيها الصادقون طبتم وطاب ممشاكم وجعل الله الجنة مثواكم .

أما أسيرهم المفادى به (شاليط) فعلى الرغم من الوقت القليل نسبيا لأسره ، وتأكده أو ربما يقينه انه سوف يأتي اليوم الذي تفاديه (إسرائيل) ، إلا انه بان محبطاً ذليلاً نحيلا مريضا يائسا ، ولم يفكر بالعودة إلى جيش بني صهيون على الرغم من إرغامه على ارتداء زي الجيش حين لقائه نتنياهو ، فجل همه العودة إلى أهله وأصدقائه ، فما السبب يا ترى ؟ ، أهو معرفته بعدم عدالة قضيته وإجرام جيشه بحق الفلسطينيين العزل واحتلال أراضيهم ، أهو عدم اكتراثه إلا بالراتب الذي كان يحصل عليه ، أم انه لم يكن يظن يوما انه سيلاقي مصيرا مثل الذي لاقاه ؟! .

انه الفرق بيننا وبينهم ، فقتلنا شهادة بإذن الله ، وسجننا خلوة وعبادة ، وإبعادنا سياحة ، فسيحوا أيها الأبطال ، فسياحة أمة محمد صلى الله عليه وسلم الجهاد ، فشتان شتان ما بين هذا وذاك .

 

بقلم : محمد ماضي

19/10/2011

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"