فقد
أطلق الرئيس الفلسطيني محمود
عباس نداء استغاثة لإنقاذ اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك المحاصر في
العاصمة السورية دمشق.
وقال "من هنا أطلق دعوة لإغاثة مخيم اليرموك.. الفلسطينيون
تعرضوا لنكبة أخرى لا بد أن نساعدهم بالقدر الذي نستطيع". وقد اتهم الرئيس
الفلسطيني بعض الفصائل الفلسطينية بإقحام المخيمات في الصراع الدائر بسوريا.
وفي نفس السياق
طالب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي
الحمد الله بتدخل دولي لفتح ممرات
إنسانية لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك السوري. وحذر في بث إذاعي
فلسطيني مشترك تضامنا مع مخيم اليرموك، من مواجهة اللاجئين بالمخيم خطر الموت جوعا
بفعل نقص الإمدادات الغذائية والطبية.
وأشار الحمد
الله إلى أن وفدا رسميا رفيع المستوى من منظمة
التحرير الفلسطينية يقوم بمتابعة
حثيثة لما يحصل للاجئين، وثمّن الحملات التضامنية الشعبية لجمع تبرعات وإيصالها
إلى المخيم المنكوب.
وأطلقت
الإذاعات المحلية الفلسطينية اليوم موجة إعلامية مفتوحة بشكل مشترك، تضامنا مع
اللاجئين المحاصرين في مخيم اليرموك بسوريا تشترك فيه 55 موجة إذاعية من الضفة
الغربية وقطاع غزة تضامنا مع أحوال اللاجئين المحاصرين، على أن يستمر البث ست
ساعات متتالية.
وقد حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على تحسين عملية وصول المساعدات
الإنسانية إلى الموجودين في المناطق المحاصرة بسوريا، وكذلك وضع حد فوري لجميع
أعمال العنف، بما في ذلك استخدام الحكومة للبراميل المتفجرة والأسلحة الثقيلة
الأخرى التي تقتل وتشوه دون تمييز.
وقال بان في أول مؤتمر صحفي له عام 2014 "يجب على جميع
الأطراف تحسين عملية وصول المساعدات الإنسانية إلى الموجودين في المناطق
المحاصرة.. الوضع في الغوطة الشرقية مروع.. 160 ألف شخص يعيشون دون مساعدات منذ
أكثر من عام.. الأمم المتحدة مستعدة لإدخال المساعدات، لكننا بحاجة إلى التعاون
الكامل من جانب الحكومة السورية".
حملة دولية
وتأتي هذه
التطورات بعدما انطلقت حملة في مدن عربية وأوروبية عدة السبت للضغط على الرأي
العام العربي والعالمي، من أجل بذل الجهود لوقف الكارثة الإنسانية التي يعيشها
سكان مخيم اليرموك.
وستتضمن الحملة التي تنظم تحت شعار "أنقذوا مخيم
اليرموك" عدة وقفات احتجاجية تشارك فيها عدة حركات وتجمعات أهلية مستقلة، بعد
وفاة نحو ثلاثين شخصا -غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ- قضوا جوعا بسبب
الحصار التام المفروض منذ سبتمبر/أيلول الماضي.
وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قد حذرت أخيرا من خطورة الوضع الإنساني
المتردّي في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق نتيجة الحصار الخانق المفروض
عليه منذ عدة أشهر.
وقال الناطق
الرسمي لأونروا في الشرق الأوسط سامي مشعشع للجزيرة إن أكثر من عشرين ألف شخص
-معظمهم فلسطينيون إضافة إلى عائلات سورية- يعانون داخل مخيم اليرموك من وضع
مأساوي هو من صنع الإنسان وليس الطبيعة.
من ناحيته ذكر الناطق باسم مجلس قيادة الثورة بدمشق في لقاء مع
الجزيرة أن المجاعة انتشرت في كامل أرجاء المخيم ذي الكثافة السكانية العالية،
مشيرا إلى أن غذاء السكان أصبح يقتصر في الآونة الأخيرة على الفجل والبصل، وحتى
العدس أصبح صعب المنال في ظل ارتفاع سعره إلى ثمانين دولارا للكيلوغرام الواحد.
وأوضح فاروق الرفاعي أن مجلس قيادة الثورة طرح عدة مبادرات لإنقاذ
الوضع الإنساني المتردي بمخيم اليرموك، وأكد أنه لا يوجد مسلحون داخل المخيم لا من الجيش السوري الحر ولا من الدولة الإسلامية في العراق والشام ولا
من جبهة النصرة كما يدعي النظام السوري، مشيرا إلى أن
كل المسلحين غادروا مخيم اليرموك الشهر الماضي.
زيارة آموس
وبالتزامن مع
هذا التحرك، وصلت السبت فاليري آموس نائبة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون
الإنسانية إلى دمشق للقاء مسؤولين سوريين وزيارة المخيمات في المدينة.
وهذه إحدى زياراتها الدورية لسوريا من أجل الإشراف على خطة
الاستجابة للأزمة الإنسانية التي سببها الصراع الدائر بين القوات الحكومية
والمعارضة المسلحة والذي ذهب ضحيته أكثر من 120 ألف قتيل ونزح بسببه ملايين من
السويين من منازلهم نحو دول الجوار ومناطق أكثر أمنا.
وينتظر أن تلتقي آموس نائب وزير الخارجية فيصل المقداد ومسؤولي
وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لمناقشة قضايا اللاجئين والقضايا الإنسانية.
المصدر : الجزيرة
نت – وكالات
12/1/2014