اللاجئون الفلسطينيون يرفضون العودة للعراق أو التوطين في كردستان

بواسطة قراءة 6008
اللاجئون الفلسطينيون يرفضون العودة للعراق أو التوطين في كردستان
اللاجئون الفلسطينيون يرفضون العودة للعراق أو التوطين في كردستان

بغداد - العرب اليوم - فاضل البدراني

العرب اليوم تتجول في مخيم الوليد الحدودي

مفوضية اللاجئين تتعهد بإغلاق ملفهم نهاية 2009

مع أني أحن لتراب العراق ولمنزلي الذي ولدت وترعرعت فيه ولأشقائي العراقيين لكن الدرس القاسي عقب الاحتلال الأمريكي الذي تلقيته مع بقية الفلسطينيين يجعلني أطمح بالنزوح صوب دول أجنبية لضمان الاستقرار والأمان.

هذا الرأي لنازح فلسطيني يقطن في مخيم اللاجئين الفلسطينيين قرب منفذ الوليد غربي العراق منذ ثلاث سنوات ويعبر عن رغبة 97% من اللاجئين الآخرين.

وفي جولة لـ "العرب اليوم" في مخيم الوليد رصدت التعايش الإنساني الذي جمع ما بين الفلسطينيين والأكراد والأحوازيين برغم قساوة الحياة التي أملتها ظروف الصحراء الفقيرة من كل شيء سوى تواجد محدود للمنظمات الإنسانية التي تابعت مشكلاتهم خلال الفترة التي تصل لثلاث سنوات.

ورفض اللاجئون الفلسطينيون قبول التوطين في منطقة كردستان العراق فيما قالت مفوضية اللاجئين السامية أن غالبية اللاجئين الفلسطينيين يرفضون الرجوع للتوطين في العراق لأنهم حصلوا على وعود باللجوء بدول أجنبية وعربية.

وقال مسئول المخيم قصي محمد  إن نحو 97% من اللاجئين الفلسطينيين الذين تحملوا عناء العيش في صحراء مليئة بالمشقة وتحديات الحياة اليومية يرفضون العودة للعراق سواء في كردستان العراق أو في بغداد ومدن العراق الأخرى .

وأضاف هنالك نسبة ضئيلة جدا تقدر بـ 3% بالمائة من اللاجئين لديهم رغبة بالرجوع والسكن في العراق لكن تلك الرغبة مشروطة بتوفر السكن الملائم وغيرها من مستلزمات الحياة الأخرى.

وأردف إننا فقدنا كل شيء عندما تم تهجيرنا من منازلنا خلال فترة الحرب الطائفية التي ألمت بالبلد في السنوات الماضية.

وحاول مراسل "العرب اليوم" الاتصال مرارا بالسفير الفلسطيني ببغداد لكن دون جدوى لتعذر الاتصالات الهاتفية معه.

ويسكن عشرات الألوف من اللاجئين الفلسطينيين في العراق ويطلق عليهم بفلسطيني 1948.

وأقامت لهم الدولة العراقية مساكن في منطقة البلديات قرب مدينة الصدر شرقي بغداد لكنهم تعرضوا في الأعوام التي تلت غزو العراق واحتلاله 2003 للقتل والخطف والتهديد فنزحوا لصحراء العراق الغربية.

كما يتواجد في المخيم لاجئون من السودان وأكراد إيران والأحواز الذين يعيشون نفس المعاناة في حدود العراق الغربية المتاخمة للحدود الأردنية وسورية طالبين اللجوء بدول خارجية.

وتتردد معلومات على مدى سنة تقريبا بوجود تنسيق بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحكومة إقليم كردستان لتوطين حوالي 13 ألف لاجئ في إقليم كردستان العراق.

وزار عباس إقليم كردستان في نيسان الماضي واتفق مع مسعود بارزاني على توطين الفلسطينيين هناك.

إلا أن مسئول مخيم الوليد للاجئين الفلسطينيين قال إن مثل هذا العدد الذي يتحدث عنه الإعلام غير وارد فلم يبقى في المخيم سوى 1548 لاجئا فلسطينيا.

وأضاف لدينا اتصالات مع الرئيس عباس من خلال السفير السابق بالعراق عزام الأحمد وأبلغناه بأننا لن نقبل الرجوع للعراق برغم اعتزازنا بأرضه وشعبه.

ومن جانبها تواصل المفوضية السامية للاجئين مع منظمات أخرى مثل الصليب الأحمر والهلال العراقي إلى جانب منظمات عدة دورها لتذليل العقبات أمام اللاجئين لحين حسم معاناتهم بحصول اللجوء في دول مختلفة.

وقالت المفوضية السامية إن مخيم الوليد يضم 1548 لاجئا فيما حصلت 311 عائلة على لجوء في دول أجنبية وهنالك فرص سوف تحسم أمر من تبقى في المخيم.

وقال ممثل المفوضية محمد العاني غادرت مجموعة من اللاجئين إلى دول مثل سلوفاكيا ورومانيا والسودان.

وأشار إلى أن الدولة العربية الوحيدة التي تكفلت باستقبال اللاجئين الفلسطينيين هي السودان.

إلا أنه نتيجة لتوفر فرص لجوء من دول غربية عدة لم يتوجه سوى 39 لاجئا صوب السودان.

وتوقع الممثل الإنساني أن يغلق مخيم الوليد في نهاية العام الجاري 2009 قائلا ستحصل وجبة من اللاجئين في آب المقبل على حق اللجوء لدول غربية متعددة فيما سيغلق المخيم بشكل نهائي بعد خروج آخر وجبة منه مع نهاية كانون أول المقبل.

وفي حديث لا يخلو من حسرات كبيرة قال الشاب محمد عوض مصطفى تولد 1987 انه لا يمكن الرجوع للعراق مع أني ولدت في بغداد واحتفظ بالكثير من الذكريات الجميلة ولم أشعر سابقا بأني لست عراقيا.

وزاد قائلا لكن ما تعرضت له من اختطاف دام أربعة شهور جرى لي في منطقة الباب الشرقي على أيدي المليشيات جعلني أفكر بأني يجب أن لا أبقى فالموت ينتظرني.

وأضاف الشاب الذي يحمل شهادة فنية قائلا لا يمكن أن أنسى جريمة استشهاد شقيقي بعد أن اختطف في حي السلام بمنطقة الطوبجي  ببغداد وعثرنا على جثته في مقابر كربلاء من خلال الصورة والاسم.

واختتم حديثه المليء بالأحزان وجهتي المقبلة في الحياة أن أغادر لدولة أجنبية لأن العرب لم يستقبلونا.

وقال ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إن أكثر من 90% بالمائة من اللاجئين الفلسطينيين لا يفكرون بالعودة للعراق سواء في كردستان أو في بغداد.

وأضاف أكملت المفوضية حسم 95% من قضايا اللاجئين الفلسطينيين من إجراءات التوطين في دول أجنبية مثل الولايات المتحدة ودول غربية أخرى .

وقال ممثل المخيم قصي محمد إن تعايشا حصل بين اللاجئين الفلسطينيين والأكراد والأحوازيين العالقين في مخيم الوليد.

واستطرد قائلا تقاسمنا قساوة الحياة فيما بيننا عندما تعايشنا رافضين الطائفية والعرقية التي دفعت بالعراق إلى بلوغ صفحة ظلامية في السنوات الأخيرة.

ويتواجد أكثر من 150 لاجئا من الأكراد فيما توجد 28 عائلة من الأحوازيين تتألف من 150 لاجئا أيضا.

وأوردت وسائل الإعلام في وقت سابق أن السفير الفلسطيني في العراق أكد موافقة رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني على نقل 13 ألف لاجئ فلسطيني مقيم في العراق إلى مدن الإقليم.

وأشار إلى أن عملية نقلهم ستتم قريبا دون أن يعطي المزيد من التوضيحات.

وأضاف السفير دليل القسوسي الذي زار أربيل مع وفد رياضي فلسطيني أن البارزاني وافق على نقل 13 ألف لاجئ فلسطيني مقيم في المناطق الجنوبية والوسطى من العراق إلى مدن إقليم كردستان.

وأفاد بأن الاستعدادات جارية لإيجاد آلية مناسبة لنقل اللاجئين في المستقبل القريب  بعد أن رفضت الدول العربية استقبال هؤلاء اللاجئين.

وكان الرئيس الفلسطيني  زار إقليم كردستان أواسط نيسان الماضي واجتمع مع برزاني  وأعلن فيما بعد نائب رئيس حكومة الإقليم عماد أحمد موافقة البارزاني على نقل 13 ألف لاجئ فلسطيني إلى الإقليم.

15-07-2009