شباب فلسطينيو العراق وبلاد الغرب – وليد ملحم

بواسطة قراءة 5740
شباب فلسطينيو العراق وبلاد الغرب – وليد ملحم
شباب فلسطينيو العراق وبلاد الغرب – وليد ملحم

 

    بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه  :

    أما بعد :

    لا يخفى  على احد ما تعرض له شعبنا الفلسطيني من اضطهاد واستهداف في العراق كان على اثر ذلك ان هجر أبناء شعبنا إلى كثير من دول الغرب وأمريكا بعد ان سدت الأبواب في وجوههم .

    فمن خلال تواصلنا مع كثير من أهلنا في الشتات سمعنا أخبار مفرحة وأخرى محزنة من الأخبار المفرحة وخاصة فيما يخص الشباب أن كثير منهم مازال ملتزما بحضور الصلوات في المسجد كما كنا نعهده في جامع القدس وغيرها من مساجد بغداد الحبيبة بل وقسما من هؤلاء الشباب قد وجد له مجالا في الدعوة إلى الله في تلكم البلدان واسلم على يديهم الكثير, وقسم منهم التزم بالخطابة وإعطاء الدروس الشرعية في المسجد .وكثير من إخواننا مازال ثابتا على دينه لم يتأثر بزخرف حياة تلك الدول الكافرة نسأل الله أن يوفق الجميع .

    فقد اخبرني احدهم انه عندما كان واقفا أمام احد الأسواق في أمريكا وقفت بجانبه سيارة فيها عدد من الشابات ودعونه للركوب لكنه تذكر عظمة الله واعتزازه بدينه وتذكر ان الله يراقبه , فمراقبة الله في بغداد هي نفسها في نيويورك أو أمستردام أو سدني وغيرها من بلدان العالم فالكون كله ملكه سبحانه وتعالى  . لقد رفض هذا الأخ الركوب أو الاستجابة لطلبهن وانتصر على الشيطان ورغبات نفسه . نسال الله أن يظله في ظله يوم لا ظل الاظله فقد جاء في الحديث أن من السبعة الذين يظلهم الله ظله يومك القيامة  رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله .

وصدق عليه قول الشاعر:

 إذا ما خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى العصيان

فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني

    وآخر من إخواننا فلسطيني العراق يعمل سائق تكسي في استراليا ركبت معه شابة وفي الطريق إلى إيصالها خلعت ملابسها وقالت هيت لك لكنه تذكر عظمة الله وانه يعلم السر وأخفى فرفض عرضها وأصر على الرفض حتى نجاه الله من هذا الموقف فعوضه الله الحلال بعد ذلك فإن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه .

وصدق في حقه قول الشاعر :  

إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل             
              خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة                  
            ولا أن ما يخفى عليه يغيب !

    إخواني الكرام هذان مثالان من أمثلة كثير من ثبات إخواننا على دينهم وعقيدتهم ومبادئهم وأنا متأكد ان عند الكثير منا مثل تلك الأمثلة على ثبات إخواننا .

    أما الأمر المحزن فهو ما بلغنا من ان قسم من إخواننا قد سقط في شباك الشهوات وحبائل الشياطين نسأل الله لنا ولهم الهداية والتوبة .

    فقد سمعت أن بعضهم يأتي بصاحبته الأجنبية إلى بيته وأمام أخواته وقصص أخرى معروفه عند كثير منا ولا نريد سردها .

    وكأنما نسي أولئك الأخوة مراقبة الله بل حتى عاداتنا وتقاليدنا العربية الأصيلة فكثير منا ان لم يمنعه دينه فتمنعه تربيته!! أهكذا بهذه السرعة ننسلخ عما تربينا عليه من الدين والخلق وكأننا لم نتربى بمجتمعات محافظة ذات قيم رفيعة .

    أخي الشاب الفلسطيني يجب ان نتذكر إننا عبيد لله  وان هذه الدنيا متاع قليل وكما قال تعالى {يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ }غافر39. وأن هذه الدنيا زمنها قصير قال جل وعلا :  {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ  *قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ }المؤمنون 112 , 113 .

    واليكم أخواني قصة شاب من الصالحين اسمه الربيع بن خثيم حاولت إغوائه امرأة فثبته الله :

    تراهن بعض الفساق على ان يفتنوا الربيع بن خثيم الشيخ العابد ولكن هيهات لهم جاؤا بامرأة ذات جمال بارع أن تتعرض للربيع ابن خثيم لعلها تفتنه وجعلوا لها إن فعلت ذلك ألف درهم ! فلبست أحسن ما قدرت عليه من الثياب ، وتطيبت بأطيب ما قدرت عليه ، ثم تعرضت له حين خرج من مسجده . فنظر إليها، فراعه أمرها، فأقبلت عليه وهي سافرة. فقال لها الربيع : كيف بك لو قد نزلت الحمى بجسمك ، فغيرت ما أرى من لونك وبهجتك ؟ أم كيف بك لو قد نزل بك ملك الموت ، فقطع منك حبل الوتين ؟ أم كيف بك لو سألك منكر ونكير؟ فصرخت المرأة صرخة، فخرت مغشيا عليها، فوالله لقد أفاقت ، وبلغت من عبادة ربها ما أنها كانت يوم ماتت كأنها جذع محترق أرادو ان يفسدوه فأفسدها عليهم على حسب ظنهم .

    قال تعالى في تحريم جريمة الزنى  {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }الإسراء32 .

    قال تعالى ولا تقربوا ولم يقل جل وعلا ولا تزنوا لان هنالك مقدمات للزنى منها النظر إلى المحرمات والتخاطب مع النساء بشهوة واستئناس وموعد ولقاء وغير ذلك من الأمور التي ينبغي للمسلم أن يبتعد عنها .

    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في تحريم تلك الجريمة :

    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ (رواه البخاري) .

     أخي الشاب الفلسطيني اعلم أن الله يراك حيث كنت ويسمعك ان تكلمت قال تعالى : {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18 وقال جل وعلا   {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} المجادلة 7 .

    أخي الشاب : ألا تتذكر نعم الله العظيمة عليك فهو الذي يشفيك إن مرضت .. ويُطعمك إن جعت .. ويسقيك إن ظَمِئْت ووفقك لأعظم نعمة أنعم بها على الناس ، نعمة الإسلام . فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟

    أخي .. تأمل في نفسك .. تعيش في مُلْكِ مَنْ ؟.. تأكل مِنْ رزق مَنْ ؟ .. تعيش بأمر مَنْ ؟
    أليس مُلك الله ؟ أليس رزق الله ؟ أليس أمر الله ؟ .. فكيف تعصي الله ؟

    أخي الشاب اسمع لهذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألذي يبين عذاب الزناة : لَكِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي فَأَخَذَا بِيَدِي فَأَخْرَجَانِي إِلَى الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ... فَانْطَلَقْنَا إِلَى ثَقْبٍ مِثْلِ التَّنُّورِ أَعْلَاهُ ضَيِّقٌ وَأَسْفَلُهُ وَاسِعٌ يَتَوَقَّدُ تَحْتَهُ نَارًا فَإِذَا اقْتَرَبَ ارْتَفَعُوا حَتَّى كَادَ أَنْ يَخْرُجُوا فَإِذَا خَمَدَتْ رَجَعُوا فِيهَا وَفِيهَا رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قَالَا انْطَلِقْ... وَالَّذِي رَأَيْتَهُ فِي الثَّقْبِ فَهُمْ الزُّنَاةُ. (رواه البخاري ) .

    فعليك يا أخي أن تبادر بالتوبة النصوح قبل أن يَحِلَّ بك الموت ، فإن باب التوبة مفتوح إلى طلوع الشمس من مغربها أو بلوغ الروح الحلقوم .وإن الله ليفرح بتوبة عبده ، ويبدل سيئاته إلى حسنات .
    قال الله تعالى : {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ، يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً ، إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ، وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً  } سورة الفرقان/68-71 .

    أخي العزيز كم من النعم التي انعم الله بها علينا قادر على إزالتها بلحظة فكم سمعنا عن إخوان لنا في تلكم الدول الغربية أصيبوا بحوادث مفاجئة فمنهم من توفاه الله ومنهم من أصيب قال تعالى : { قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }الجمعة 8 ، وقال تعالى   {...وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } لقمان34 .

    فأوصي نفسي وأخواني أن يتقوا الله ويحرصوا على الابتعاد عن كل ما يغضبه وعليهم بالحرص على الصلاة في المساجد والمداومة على قراءة القران واختيار الصحبة الصالحة والابتعاد عن كل ما يثير الغرائز الجنسية من النظر إلى الصور المحرمة والأماكن التي يكثر فيها اختلاط الرجال بالنساء وعليهم بكثرة الدعاء والتضرع إلى الله وسؤاله الثبات على دين الله وأنصح بالزواج المبكر لمن يقدر عليه . نسأل الله ان يثبتنا ويرفع عنا البلاء ويجعل لنا من كل أمر عسر يسرا اللهم أمين .

 

أخوكم : وليد ملحم

3/4/2011

 

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"