عشرات الاسباب التي تسمعها عن مبررات هذا الصمت، أسوأ
هذه المبررات، ان القيادة الفلسطينية حولت الشعب الفلسطيني في الداخل الى شعب من
الموظفين، تتحكم فيهم رواتب السلطة، والى اجهزة امنية تدافع عن مصالحها. لكن هذا
الشعب، وفي ليلة قمرية، خرج فجرا يضرب على الطناجر عند ما حاولت قوات الاحتلال ان
تهدم بالجرافات المقاطعة على رأس الرئيس الراحل ياسر عرفات، وهو الشعب ذاته الذي
صمت عند ما عرف ان "إاسرائيل" وعملاءها هم من قتلوا بالسم "قائده
الرمز"، فأي متغيرات اصابت بنيان وجذر هذا الشعب ؟.
الآن، تمارس القيادة الفلسطينية تعتيما غريبا ومريبا
على مفاوضاتها مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري، ومشروعه التصفوي، ولا تطلع
المؤسسات الفلسطينية، او هياكلها على ما يجري، ولا تقدم تقارير لاية جهة كانت حول
العملية التفاوضية، وكل ما يحدث هو بجعبة الرئيس المنتهية ولايته، ومطبخه السياسي
الذي يشاركه التعتيم وكتمان المعلومات، ومع هذا لم تخرج تظاهرات من كل اصحاب الصوت
العالي في المعارضة الفلسطينية، سوى مسيرة يتيمة قامت بها الجبهة "الديمقراطية"
لتحرير فلسطين، رفضا لمخطط كيري.
في اتفاق اوسلو الذي وقع من خلف ظهر الشعب الفلسطيني،
كان هناك مطبخ خلفي يقوده عرفات، ويعاونه محمود عباس واحمد قريع، فخرج الاتفاق
مشوها، لم يجن الشعب الفلسطيني منه شيئا، وكان اتفاقا رفع عن "إسرائيل"
تكاليف الاحتلال، وتحمل الشعب الفلسطيني وزر اتفاق اعاد قضيته الوطنية عشرات
السنوات الى الوراء.
لم تبق ايام طوال على المهلة التي وضعت لاطار كيري في
30 نيسان المقبل، ولا احد يمكن ان يطمئن للتصريحات الفلسطينية حول رفض التمديد،
الا ان امر المفاوضات تزداد غموضا، ولا يتسرب منها الا الذي يريده عباس، حتى بات
الجميع يراهن على تعنت الجانب "الإسرائيلي" ونتنياهو بالذات، ولا "يراهن"
على صمود المفاوض الفلسطيني على شيء، في ما يتعلق بالقدس، أو اللاجئين، أو تبادل
الأرض، ولا حتى يهودية الدولة.
القضية الفلسطينية في مواجهة استحقاق مصيري وخطير في
الأسابيع المقبلة، والشعب الفلسطيني في حالة سبات شديد في الداخل والخارج، فماذا
ينتظرون؟.
المصدر : جريدة العرب اليوم
2/3/2014