أحاسيس مبعثرة - رؤى الاسعد

بواسطة قراءة 2725
أحاسيس مبعثرة  - رؤى الاسعد
أحاسيس مبعثرة - رؤى الاسعد

أحاسيس مبعثرة ...

في لحظة من لحظات الحياة تحلم أن تعيش السعادة الكاملة وسط كل العذاب والجراح التي بداخل حياتك ، تتمنى أن تتحدى كل الصعاب لتصل ولو لنقطة الضوء في دهليز هذه الحياة فتحاول ان تتشبث بها لتنير لك المجهول الذي يستوطن حياتك ، تتمنى أن تجتازالمستحيل فهو ليس بالمستحيل لكن مصاعب الحياة المفروضة علينا يصبح مستحيل تتصارع بداخلك كل هذه الآحاسيس والمشاعرالمتناقضة من سعادة حزن ، من فرحة وألم ، من تفاؤل ويأس ، لتصبح غريب عن كل هذه المشاعر والأحاسيس لتصبح في دوامة تجهل ما بداخلك من عمق الألم والحزن والجرح النازف من الأعماق ، يستوطنك شعور ليس غربة الأهل والوطن ولكن غربة الروح فهي أصعب أنواع الغربة ، انها الغربة التي لا تستطيع أن تبتعد عنها تلازمك في رحيلك وترحالك حتى وأنت وسط ناس يحبونك كل شيء يكون غريب عنك لا تعرف من أنت وسط كل هذا الزحام من الأحاسيس والمتناقضات التي تتصارع بداخلك تحاول أن تشعر ولو بقليل من الهدوء النفسي للاضطراب الداخلي لكنك تجهل الطريقة التي تكون بها هادئ لأنك غريب عما في داخلك تشعرك بالخوف وبالأسى وأحيانا بالإحباط يفقدك توازنك للأمور تحاول أن تعيد أدراجك لتبدأ من جديد بشخصيتك المعروفة لدى الجميع لكن تصارع الأحاسيس تجعلك غير قادر لتبدأ من جديد وكل شيء أمامك وخلفك يعيق عليك أن تستعيد توازنك وكأنك تقف على أول درجة من سلم لا تستطيع النزول لترجع الى ما كنت عليه ولا تستطيع أن تصعد لتكمل أدراجك ، فكم منا يعيش هذه الأحاسيس ويشعر انه في دوامة مصاعب الحياة المفروضة عليه ، فهو لا يستطيع أن يكون له وطن لأن وطنه سلب منه ، لا يستطيع يعيش بأمان لأنه محكوم عليه أن يعيش وسط الدماروالحرب ، لا يستطيع أن يعيش باستقرار لأنه مفروض عليه أن يعيش حياة اللجوء وتشرد والترحال من مكان الى مكان آخر ليبحث عن مأوى ولا يجده في هذه الحياة لأنه يولد في اللامكان ويموت بالمكان ، لا يستطيع أن يعيش السعادة لأنه في قمة الحزن ، لا يستطيع أن يعيش الضحكة لأن العين تبكي من شدة الألم ، لكن يستطيع أن يعيش مع شيء واحد يعيش بداخله ويكبر انه الأمل بالله سبحانه وتعالى ليغير حياتنا ونعيش الربيع والخريف والشتاء والصيف في وطننا الحبيب لنشعر بالأمان والاستقرار والسعادة والضحكة بإذن الله تعالى فهو القادر على كل شيء وليس عليه ببعيد .

 

رؤى الأسعد

26/2/2012

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"