فلسطينيو العراق إلى متى يبقى المصير المجهول؟ - العدلاوي

بواسطة قراءة 2160
فلسطينيو العراق إلى متى يبقى المصير المجهول؟ - العدلاوي
فلسطينيو العراق إلى متى يبقى المصير المجهول؟ - العدلاوي

بسم الله الرحمن الرحيم

مع مرور الأيام تزداد المعاناة  ضراوة على المقهورين  والمشتتين من فلسطينيي العراق ولم تعد حالة التفرج علينا مقبولة، وحالة الاستهتار بمرضانا وأطفالنا وشيوخنا ونسائنا لم تعد محتملة في تلك المخيمات القابعة في الوليد والتنف، وكل أنواع الصبر والاحتمال من المُفترض أنها نفدت منذ زمن ،  كل حقن وإبر المخدر انتهى مفعولها ، وكل أقراص المُسكن والمُهدئ باتت غير صالحة من قبل الصمت العربي والفلسطيني ... فنحن أمام شعب يموت ببطء.

اكتب من قبيل عدم الصمت الذي أعتبره من وجهه نظري الشخصية هو الجريمة الكبرى يرتكبها كل مواطن عربي يجلس ويشاهد ويرى ويضع كفيه على وجهه في انتظار التغيير والفرج من عند الله ، ولكن التغيير يحتاج إلى الحس الجماعي إلى الفعل العام وليس التواكل وانتظار رحمه الله أن تحل علينا ونحن مع القاعدين لان الله يأخذ بالأسباب لا بالصمت، أعي جيدا كوني فلسطيني  الهوية أن صوت الشعب يجب أن يبقى هو الأعلى  من منطلق أن الشعب هو الشرعية الحقيقية القادرة على إحداث التغيير وقلب الأمور إن اتحدت وتوحدت أهدافه ورؤيته ضد عدو واحد ومعروف لكل فلسطيني وهو المستفيد في ظل أي أزمة وأي انقسام وتشرذم عربي وفلسطيني واضح.

أكثر من ثلاث سنوات ومخيمات العزة والصمود في الوليد والتنف ولم نجد أي تحرك رسمي وغير رسمي أي تحرك جماهيري وخاصة من أصحاب الأموال العرب وعلى رأسهم الأثرياء الفلسطينيون رغم أن شعبنا براءة من تلك الأموال لأنها غير حلال ولا يستجدي هذا الشعب ولكن نذكر أولئك القاعدين بخزيهم ولا ملامة فقط على الأنظمة التي يطبل عليها الكثير بل حتى على شعوبهم.

فلينظر القاعدين أصحاب الكروش المالية إلى مؤسس ميكروسوفت بيل غيتس ،  كرس نفسه للمؤسسة الخيرية التي أنشأها مع زوجته من أجل الصحة والتعليم والأكثر إثارة للعجب والإعجاب قراره الثاني والفريد في تاريخ أغنياء العالم المعاصرين على حد علمي: تخصيص 95 %من ثروته الأسطورية للعمل الخيري وتوريث أطفاله الثلاثة 5 % من ثروته فقط فأين انتم يا أصحاب المليارات من معاناة نهر البارد الذي مضى عليهم أكثر من سنة وهم بدون مساكن ومدارس وأهل غزة والمخيمات حيثما كانت .

  إن فلسطينيي العراق في المخيمات والشتات اليوم يمروا في واحدة من أسوأ محطات حياتهم ، ويشعروا بسياسة الابتزاز والعقاب والقهر والإرهاب والتشرد من كل البلدان العربية فالي متى يبقى هذا المصير وهذا الموت البطيء؟   ...

 وصدق المتنبي عندما قال :                     

وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم         وتأتي على قدر الكرام المكارم

وتعظم في عين الصغير صغارها         وتصغر في عين العظيم العظائم

*.واقفٌ أنا في الطابور

طالَ زمنُ الانتظار

و صُراخُ الجمعِ يعلو

مللاً و احتجاجاً

حرٌّ شديد

عرقٌ كريه

حانَ وقتُ الانفجار

أيها الموتُ الكريه،

يا عدوَّ الأمس

و صديقَ اليومِ - عُنوةً!-

و خِلسةً

لا سلامَ، و لا كلام

بل رجاءٌ

وعِتابٌ، و خِصام

فيا صديقي

الذي كنتَ بالأمسِ عدوّاً

أستحلفك

بالابتسامة الوادعة

أو بالعيون الدامعة

أن تترك الأطفالَ الصغار

لحالهم

هُم يا صديقي

ليسوا كباراً -مثلنا-

كيما يروك

و لا أقوياءَ، و لا أنبياءَ

كي يهزموك!

و ليس في قلبي قسوةٌ تكفي

لكلِّ ليلة

تكسبُ فيها معركتك

مع الصغار...

و لستُ قوياً، و لا نبيّاً

كي أمنعك!

فيا صديقَ اليوم،

يا من كنتَ بالأمس عدوّاً

ارحل عنهم

بعيداً بعيداً

و ابحث هناكَ

عن كبارٍ يصارعوك،

قد تفوزَ

أو يهزموك.

أما أنا و من معي

من الصغار

فارحل عنا

بعيداً بعيداً

يا عدوَّ الأمس اللدود

و صديقَ اليومِ - عُنوةً!-

و خِلسةً

اتركنا وشئننا

 

29/7/2009

بقلم العدلاوي

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"