لماذا تم استهداف اللاجئين الفلسطينيين في العراق؟

بواسطة قراءة 2117
لماذا تم استهداف اللاجئين الفلسطينيين في العراق؟
لماذا تم استهداف اللاجئين الفلسطينيين في العراق؟

إيهاب سليم-السويد-6/7/2008: 

تعرض اللاجئون الفلسطينيون بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 إلى عمليات خطف وتعذيب واعتقالات وابتزاز وتهجير وقتل أدت إلى استشهاد أكثر من 250 لاجئ فلسطيني بعد التعذيب الشديد وفقدان واعتقال 60 فلسطينيا آخرين وجرح وتهجير الآلاف منهم باتجاه مخيم الوليد في صحراء الانبار ومخيم التنف على الشريط الفاصل بين سوريا والعراق ومخيم الهول في مدينة الحسكة السورية وأكثر من 30 بلدا عربيا وأجنبيا وأسفرت هذه العمليات المنظمة عن تدمير أوضاعهم الأمنية والقانونية والصحية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية,ولا يزال حاليا قرابة 15000 لاجئا فلسطينيا يعيشون أوضاع متردية في العاصمة العراقية المحتلة بغداد من أصل 22100 لاجئ فلسطيني كانوا يعيشون بسلام في العراق قبل الغزو الصهيوامريكي بريطاني.

هنا يطرح السؤال نفسه,لماذا تم استهداف اللاجئين الفلسطينيين في العراق؟تكمن الإجابة على هذا السؤال بالتالي:

أولا:تعود أصول الغالبية العظمى من اللاجئين الفلسطينيين في العراق إلى قرى عين غزال وجبع واجزم في قضاء حيفا (مستعمرات عين ايالا وتسروفاه وكرم مهرال),حيث عرفت هذه القرى الثلاث بمثلث الصمود الأسطوري في التصدي للغزو البريطاني وللعصابات الصهيونية,حيث قاتل سكان القرى الثلاث العصابات الصهيونية رغم قلة المستلزمات العسكرية المتوفرة لديهم والحصار الصهيوني المفروض عليهم.حيث تمكن الصهاينة من احتلال القرى الثلاث بعملية أطلق عليها اسم (عملية شوطير) أي عملية الشرطي بتاريخ 25/7/1948 أي بعد إعلان قيام ما تسمى دولة إسرائيل 15/5/1948 بشهرين,وقد سجلت هذه القرى الثلاث أروع الملاحم الأسطورية في المقاومة ولهذا غالبا ما يذكرها الصهاينة بكتبهم ولاسيما عملية قتل العديد من أفراد العصابات الصهيونية المنضوية تحت لواء جولاني اليهودي في اولى أيام عملية شواطير من خلال الكمائن الفلسطينية بالقرى.

ثانيا:اللاجئون الفلسطينيون في العراق لم ينسوا أو يتناسوا مطلقا العادات والتقاليد واللهجة الفلسطينية رغم توفر كافة المستلزمات الضرورية من الرفاهية في العراق وبنفس الوقت تصاهروا مع الشعب العراقي وانسجموا معهم بالأفراح والأتراح.

ثالثا:شارك اللاجئون الفلسطينيون في العراق بالكفاح المسلح منذ نشأته دفاعا عن فلسطين وبعض الأقطار العربية,ووفقا لإحصائيات منظمة التحرير الفلسطينية قدم اللاجئين الفلسطينيين في العراق 300 شهيد خلال مسيرة نضالية دامت أكثر من نصف قرن وهذا العدد من الشهداء كبير مقارنة مع عددهم الأصلي والذي كان 5000 لاجئ فلسطيني دخلوا العراق عام 1948 بواسطة شاحنات الجيش العراقي بأمر من رئيس الوزراء العراقي السابق نوري السعيد.

رابعا:الغالبية العظمى من اللاجئين الفلسطينيين في العراق يلتزمون بتعاليم الدين الإسلامي والسنة النبوية الشريفة,وتبرز بصورة واضحة من خلال عدم اتساع المساجد التي في أماكن تجمعاتهم لعدد المؤمنين منهم فضلا إلى ارتداء النساء الحجاب الإسلامي.

خامسا:رفض اللاجئين الفلسطينيين في العراق جميع مشاريع التوطين وهو ما دق مسمار في نعش الاتفاقيات الاستسلامية ولاسيما مبادرة بسام أبو شريف عن منظمة التحرير الفلسطينية من خلال توطين اللاجئين الفلسطينيين في العراق وإلغاء القرار 194 الصادر من الأمم المتحدة مقابل إقامة الدولة الفلسطينية.

سادسا:اللاجئون الفلسطينيون في العراق يرفضون الانضمام إلى المعسكر ( الإسرائيلي) بسبب تستره بالدين اليهودي ويرفضون الانضمام إلى المعسكر الأمريكي بسبب تستره بالدين المسيحي ويرفضون الانضمام إلى المعسكر الإيراني التوسعي بسبب تستره بالدين الإسلامي,وجميع الحقائق والدلائل أثبتت ذلك.

لهذه الأسباب المختصرة ندرك أسباب استهداف اللاجئين الفلسطينيين في العراق من قبل قوات اف اي اف أو ما تسمى (قوات تحرير العراق) التابعة لأحمد الجلبي والتي تدربت في (إسرائيل) والتشكيك وبلغاريا لتنفذ عملياتها ضد العراقيين والفلسطينيين في العراق بإدارة مباشرة من قبل جهاز المخابرات الإسرائيلي الخارجي(الموساد),ولهذه الأسباب ندرك أسباب استهداف قوات الاحتلال الأمريكي بين فترة وأخرى لمجمعات اللاجئين الفلسطينيين في العراق,ولهذه الأسباب ندرك أسباب استهداف الميليشيات العراقية المدعومة من إيران للاجئين الفلسطينيين في العراق.المطلوب لتعزيز صمود اللاجئين الفلسطينيين في العراق هو دعمهم إعلاميا وماديا ومعنويا وفتح الحدود أمامهم فالتاريخ قد سطر بصفحاته أعظم عبارات صمودهم بقلم احمر من ماركة عربية منحوت عليه النكبة الثانية.