وصلنا قبل أيام نداء عاجل ومناشدة من تشيلي فنشرناه على الفور تحت عنوان (معاناة اللاجئين الفلسطينيين في تشيلي – نداء عاجل ) حرصا منا في موقع " فلسطينيو العراق " لإظهار معاناة أهلنا أينما وصلوا ورابط النداء هو:
والآن ننشر ما وردنا من تفاصيل مؤلمة وحكاية محزنة لعدد من الفلسطينيين وصلوا إلى تشيلي بعد رحلة عناء وطول صبر ومشقة ، نترك الأخ ثامر خطاب أبو خليفة ليحكي لنا :
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ...
معكم ثامر خطاب ابو خليفة كاتب النداء العاجل الذي نشرتموه ...هذه بعض التفاصيل عن معاناتنا وسأدرجها لكم منذ معاناة العراق والمخيم وصولا الى تشيلي لان كل الامور مرتبطة ببعضها ولكي يطلع الجميع عليها حيث يجب ان نفترض ان هناك من لا يعرف بدايات الامور ولكن سازودكم اولا بمعلومات عن عدد العوائل واماكنها :العدد الكلي للعوائل 26عائلة مع 2عزاب موزعين على ثلاث مناطق هي : سانتياغو العاصمة وفيها 11 عائلة ومدينة لاكاليرا وفيها 7 عوائل ومدينة سان فليبي وفيها 8 عوائل .
هذه تفاصيل ما جرى معنا : نكتبها في موقعكم الكريم راجين ان يطلع عليها الجميع, فلم نكن نعلم اننا وعندما وطئت اقداما ارض تشيلي ان موقفنا سيتغير يوما او اننا سنصاب بهذا الاحباط المؤدي الى الم مرير لم نكن لنتوقعه يوما او نفكر فيه,فكنا فرحين شاكرين لمن استقبلنا متفائلين بمستقبل مشرق بعد معاناة سنوات من القتل والخطف والاعتقال والتعذيب ومن ثم التشرد في المخيمات الصحراوية العربية .
فبعد معيشة سنتين في مخيم التنف بين الحدود السورية والعراقية,جاءتنا مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة بالحل وهو الذهاب الى تشيلي , وهو الحل الذي جاء بولادة عسيرة بعد ان كانت الحكومة السورية ترفض لمدة سنتين خروج اي لاجئين عن طريق اراضيها الى دول اوربية ( وليتها ظلت متمسكة بذلك, فكان افضل لنا ان نبقى في المخيم ولا نأتي الى تشيلي),على اية حال جرت الامور هكذا واستعدت تشيلي لاستقبال لاجئين من المخيم ونحن نعتبر ذلك خطوة عظيمة من الحكومة التشيلية وهذا امر لا ينكر رغم ان تشيلي بلد فقير ولكنه طرح مبادرة انسانية, فنحن نكرر الشكر الى حكومة تشيلي, ولكن ليس من المعقول ان تستمر معاناتنا , وما حدث اننا جئنا هنا الى تشيلي وكنا كما قلت كبش فداء ارادت به مفوضية اللاجئين ان تفتح الباب امام باقي اللاجئين للخروج ، وهذا كان همها الوحيد على حساب الكثير من الثغرات الموجودة في البرنامج, فهي (اي المفوضية) اختارت اللاجئين المقرر نفيهم الى تشيلي من مجموع الف لاجئ,وبالنسبة لنا كلاجئين كان همنا الوحيد الخلاص من المخيم باي حال وكنا نجهل الكثير من الجوانب تاركين الامر للمفوضية على اساس انها تريد لنا الافضل وهي اعلم منا وهذا ماقالوه لنا عندما رفضت المفوضية حل السودان الذي كان مطروحا ايضا وعلى اساس انهم لا يريدوننا ان نذهب من معاناة الى معاناة, واعلنت اسماء المجموعةالمختارة سيئة الحظ فثار المخيم في وقتها فمنهم من اصابته الجلطة والاخر يريد ان يقتل نفسه ومن يريد ان يعارك ويقول لماذا لم يختاروا اسمي , وهذا طبيعي لان الجميع يريد ان يتخلص من معاناة المخيم و ولكي تسكت المفوضية الجميع قالت ان عليكم ان تصمتوا لتسمحوا لمجموعة تشيلي ان تمر لانها ستفتح لكم الباب ( احنه ما صدقنا انو سوريا وافقت), كما وقامت المفوضية ببث( تهديد) للمجموعة المختارة بان من يرفض الذهاب الى تشيلي سيبقى في المخيم وفي حالة مجيء حلول اخرى فليس له الحق فيها ويمكن ان يبقى في المخيم دون حل فاصبحنا بين فكي كماشة بين ان نرفض فنبقى في المخيم او نقبل بالذهاب الى تشيلي وكلاهما احلاهما مر ..
واجبرنا على الاختيار بين امرين , واخترنا تشيلي واعتقد انه المقدر والمكتوب ، وحصل ما حصل وبدات المقابلات والارشادات مع المجموعة المختارة سيئة الحظ وقالوا لنا الكثير من الامور التي ساتطرق اليها لاحقا ولكني سأبدء من لحظة الوداع , وداع الارض العربية التي والله كانت اعز علينا من انفسنا , وكنا كمن ينفصل جسده عن روحه ولكن ماذا نفعل وقد ضاقت علينا هذه الارض بما رحبت, وودعنا اخوتنا في المخيم بالدموع , وكنت اردد مع نفسي قول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ( اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير . الذين اخرجو من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله ) صدق الله العظيم .
فارقنا الارض العربية ووصلنا الى تشيلي ، التي استقبلتنا وكان لزاما علينا ان نكون شاكرين , واندفعنا نعلن عن ذلك وركز الاعلام المحيط بناعلى ضرورة اظهار حالة السعادة والراحة التي نحن عليها بعد الخلاص من معاناة المخيم, وكنا كالخائف من الاقتراب من شيء يجهله وواقع جديد مجهول , كان علينا ان نخوضه لنعرف مدى ملائمته لنا ام لا مع الاخذ بنظر الاعتبار اختلاف العادات والتقاليد بشكل جذري مع العلم ايضا اننا كان يجب ان نعلم اننا لسنا ذاهبون الى الجنه ، وكان لزاما علينا ان نتعود على الواقع الجديد بالاندماج فيه والتأقلم معه, ولكننا وبعد عشرة اشهر لم نستطع وقد حاولنا ولكن هيهات.
وقد يستغرب من يقرأ ذلك ويعتبره بطرا ونكرانا للنعمة ولكن عذرا فإن لنا مبرراتنا وقناعاتنا التي قد تبدو في نظر البعض غير منطقية ولكنها في نظرنا تختلف بسبب ان الواقع الذي وصفوه لنا في المخيم وجئنا على اساسه لم يكن كذلك وكان كل شيء مختلف بل انهم كذبوا علينا ، وسأبين ذلك بالنقاط وعذرا لانني اتحدث بتفاصيل دقيقة :
1_في موضوع المنحة المخصصة لنا ؛ سرقوا من كل عائلة ما يقارب 200 دولاربلعبة شيطانية ؛ حيث قالوا لنا في المخيم انكم ستستلمون المنحة المخصصة لكم بالدولار وعندما وصلنا اعطونا المنحة بالبيسوس التشيلاني وعندما اعترضنا على ذلك رفضوا واستمروا على نفس الامر دون تغيير حتى الان ، مع العلم ان سعر الدولار ارتفع كثيرا .
2_ في المخيم قالوا لنا ان ادنى راتب في تشيلي هو 150 الف بيسوس تشيلاني اي ما يعادل 250 دولار وسالناهم هل يكفي ذلك لمعيشة عائلة لمدة شهر قالوا نعم ؛ وعندما وصلنا وجدنا ان اعلى راتب هو 150 الف بيسوس وان ايجار شقة واحدة غير مؤثثة وسيئة الموقع هو اعلى من ذلك اي ان كل ما يكسبه الشخص في شهر يذهب الى الايجارفقط ؛ بل اننا وخلال بحثنا عن سكن رخيص قالو لنا يوجد ذلك ولكن في اماكن لن تستطيعوا العيش فيها ؛سالناهم لماذا قالوا لان تلك الاماكن فيها عصابات ومخدرات وقتل ( الله اكبر هربنا من العصابات والقتل لناتي الى عصابات وقتل ) ومعها مخدرات (موت وخراب ديار ).
وبالنهاية فان الاستنتاج كان هو ان اي عائلة لكي توفر لنفسها ابسط مقومات الحياة يتوجب عليها ان تكسب مالا يقل عن خمسمائة الف بيسوس تشيلاني اي ما يعادل حاليا 900 دولار ولو انقلب الشخص الى ساحر لن يستطيع ان يكسب اكثرمن نصف هذا المبلغ بل اننا وحتى الان لايجد الكثير منا عمل ومن وجد عمل فانه لايوفي له اكثر من ايجار المنزل ومعتمدين على المنحة المقدمة لنا والتي رغم ذلك لاتكفينا حتى منتصف اوالعشرون من الشهر ثم يبدا اغلبنا في الاستدانة حتى يكمل الشهر؛ وهذا حالنا دون مبالغة . ولا اريد ان انسى هنا ان الموظفين المسؤولين عنا دائما يقولون لنا ان لا تقولوا انكم تستلمون منحة فان ذلك سيؤدي الى السخط عليكم وسياكلونكم اكلا .
3_ في مجال التعليم قالوا انكم ستتعلمون اللغة ضمن كورسات لمدة سنتين وان الاطفال ايضا لهم كورسات لغة اسبانية ؛ عتقدنا في حينها انه نفس النظام المتعارف عليه وهو ان على اللاجيء ان يتعلم اللغة بشكل اجباري وله ما يكفيه من المخصصات التي تسمح له بالدراسة دون معوقات حتى يستطيع ان يثبت نفسه في بلد اللجوء بشكل صحيح ؛ وعندما وصلنا وجدنا كل شيء مختلف ؛ بالنسبة للكبار يوجد درس اسباني ولكن بعد اسبوع واحد أخذوا يدفعوننا الى العمل ويبلغون مدرس اللغة الاسبانية بان فلان وفلان قد استلموا عمل وهم لايستطيعون الحضور الى الدرس ؛ بينما في دول اخرى للجوء يمنع اللاجيء من العمل اثناء الدراسة ؛ والقلة ممن بقي يدرس كان لزاما عليه ان يعمل ساعات طويلة ويذهب مسرعا الى الدراسة وبالتالي هو متعب ولا يفهم شيء ؛ وشكونا هذه الحالة واعترضنا عليها ولكن لاحياة لمن تنادي ؛ وهنا اود ان انبه الى ملاحظة هي اننا كلما كنا نعترض على شيء بعد وصولنا كانوا لايستمعون اليه والسبب هو معرفتهم اننا وقعنا في الحفرة البعيدة ولانستطيع العودة ؛ وهذه قالوها لنا ؛ وبالنسبة للاطفال ليس لهم درس لغة اسبانية وهم جالسون في الصفوف مثل الطرشان ومنذ الشهر الاول لوصولنا طالبنا بتدريس الاطفال اللغة وقالوا نعم هذا مهم وسنقوم به ومضت الاشهر حتى الان واطفالنا لا يعرفون اللغة والكتابة الا فقط ما يتعلمونه من الشارع لانهم اصبحوا اولاد شوارع بفضل برنامج المفوضية السيء . واود ان اشير هنا انهم ( اي المفوضية ) اعترفوا وقالوا انهم ارتكبوا خطأ وهو كان يجب عليهم ان يتركوا اللاجئين دون عمل ليتفرغوا للدراسة ( وهذا كلامهم ) .
4_ في مجال الصحة ؛ قالوا في المخيم انكم ستحصلون على كارت علاج مجاني ولم يفهمونا تفاصيل ذلك ووجدنا هنا ان الامر غريب ومختلف وهو ان الشخص اذا اصيب بمرض عليه ان ياخذ موعد اسابيع ويبقى يتالم لحين حلول موعد العرض على الطبيب واذا احتاج الشخص الى فحوصات مختبرية او اشعاعية عليه ان ينتظر موعد مدته اشهر وحدث ذلك مع الكثير منا ؛ هذا فيما عدا اننا نشتري اغلب الادوية من الصيدليات الخارجية باسعار خيالية كسرت ظهورنا ؛ كما ان علينا ان لانفكر بالعلاج والفحوصات الخاصة لانها بمئات الالاف والملايين؛ كما فوجئت احدى نساءنا عندما طلب منها ان تخلع كل ملابسها اثناء احدى الفحوصات وعندما رفضت هذه المراة ذلك قالوا لها اذهبي وابقي على آلامك واوجاعك وعادت المراة ومازالت تعاني من الالام لرفضها التعري امام طبيب لاتمام الفحوصات . ولا اريد ان اطيل هنا لان لدينا من المواقف في هذا الباب ما هو مضحك مبكي ؛ وبات علينا ان نفكر باستمرار ونسأل انفسنا كيف اذا حدث لاحدنا مكروه او مرض لاسامح الله.
5_ ومن المفارقات الغريبة التي فوجئنا بها عندما وصلنا حيث اخذوا يعطوننا تعليمات ؛ لا تخرجوا اولادكم خارج البيت لان هناك خطف وسرقة للاطفال وبيع اعضاء بشكل واضح وحقيقي ( وقد سرق امام اعيننا طفل من يد أمه في الشارع ولم يحرك احد ساكنا ) واقفلوا ابوابكم جيدا لان هناك الكثير من السراق ، ولا تظهروا النقود في الشارع لانه سياتي احدهم ويضع السكين في خاصرتكم لياخذ النقود، ولا تذهبو لهذا المكان او ذاك لان حتى الشرطة لاتستطيع ان تدخل هذه الاماكن ( الله اكبر من رعب الى رعب ) وقد تعرض احد اللاجئين الى سرقة منزله ؛ ومن الامور المؤلمة اننا فوجئنا بالكره لنا في اماكن العمل وفي العديد من الاماكن فقد تعرض احد اخواننا في مدينة سان فليبي الى الضرب المبرح من قبل مجموعة نادته بالفلسطيني وانهالت عليه بالضرب ما ادى الى كسور شديدة في يده اليسرى استدعت عملية جراحية ادت الى عوق جزئي وهو بالمناسبة حلاق ؛ وفي مدينة لاكاليرا وهي اول مدينة وصلها الكروب الاول ( 300 الف فلسطيني يعيشون في تشيلي ولا احد فيهم يتكلم اللغة العربية) كان رئيس البلدية من اصل فلسطيني وبعد اشهر حدثت انتخابات لرئاسة البلدية في هذه المدينة وفاز فيها شخص تشيلي ؛ والعجب ما حدث بعد ذلك فقد افرغ سكان المجمع ما كان مكبوتا في صدرهم علينا ليلة كاملة وهم يطبلون ويزمرون امام بيوتنا فرحا بذهاب الشخص الذي ( دعت عليه امه) يوم تطوع بان تستقبلنا المدينة التي كان يحكمها ؛ وقام احدهم في الشارع بتهديد احدنا بالسكين وهو يشير الى رقبته ويقول ان رئيس البلدية قد ذهب وسنقتلكم ؛ وجرت الايام وبدات افرازات تغير رئيس البلدية تظهر ؛ ففي العيادة الصحية مثلا ياتي المترجم ليقول لنا ان المواعيد التي كانوا يعطوننا اياها ليومين او ثلاث اكراما لرئيس البلدية الان اصبحت ايام او اسابيع بسبب رئيس البلدية الجديد ؛ وانا كاتب هذه السطور لي قصة مع رئيس البلدية الجديد حيث انني اعمل في مدرسة بصفة مراقب وانا خريج جامعة قسم التاريخ ولدي خبرة تدريسية مدتها سبعة سنوات خمسة منها كمدرس تاريخ في العراق وسنتين عملت فيها مع الاونروا كمدرس تاريخ ولغة انكليزية ؛ وقد قبلت بهذا العمل كمراقب على اساس انني لا اعرف اللغة الاسبانية ويمكن ان اتحول الى مدرس بعد تعلم اللغة ؛ وعند تسلم رئيس البلدية الجديد بدأ يسعى هذا الى اخراجي من المدرسة بحرماني اولا من منحة نهاية السنة التي اعطيت حتى للمستخدمين ومن ثم اشار الى مدير المدرسة بتعييني بواب للمدرسة رغبة منه في اذلالي واجباري على ترك المدرسة طوعا وهذا ما حدث بالفعل ؛ وما حدث مع الاخ صالح حجازي مما يدخل في باب افرازات تغير رئيس البلدية حيث ان الاخ صالح كان موعودا بعمل ضمن اختصاصه كسائق معدات ثقيلة لديه خبرة خمسة عشر عاما وعلى ذلك ابلغوه ان عليه ان يستخرج اجازة سوق وبدء باستخراجها في عهد رئيس البلدية الفلسطيني وعندما تغير رئيس البلدية انقلبت الامور واوقفوا كل شيء ولم يتم منحه الاجازة وبدلا من ان يعمل في الشركة التي تم تعيينه فيها بمرتب جيد عمل بمرتب قليل كعامل حفر واصبح سائق عربة يدوية بدلا من سائق معدة ثقيلة؛ كما وبدأ اهالي المجمع الذي تسكن فيه العوئل يعاملوننا بشكل فض ويضربون اولادنا ضربا مبرحا رغم ان عندهم قانون صارم يحرم على الكبارضرب الاطفال والاب يسجن اذا ضرب ابنه ورغم ذلك ضربوا اولادنا عدة مرات وكانت الشرطة تقف الى جانبهم ؛ ووضعوا نصب اعينهم اخراجنا من المجمع وافصحوا عن ذلك عدة مرات بشكل علني حتى ظهر احدهم في احدى المحطات التلفزيونية وهو يطالب باخراجنا من المجمع وينعتنا بالسوء ؛ وكذلك الحال مع مجموعة اخرى ممن يسكنون في مجمع في سانتياغو حيث تعرضوا للعديد من المضايقات من قبل اهالي المجمع ؛ كما اظهروا فلم على الانترنت معد من جهة معينة يوضح معارضة ولوم للدولة لانها وافقت على استقبالنا حيث يظهرون في لقطات فيها البعض من حياة اللاجئين التي تم تصويرهم فيها عند وصولهم وبعض المقابلات معهم وما يقابلها من الحياة في تشيلي في اماكن سيئة وفقيرة وصور لشحادين في الشوارع وكانهم يريدون ان يقولوا ( لماذا تجلبون لاجئين وهذا وضعنا) ؛ كما اننا وفي سؤالنا عن العمل للنساء اشاروا لنا وبكل صراحة ان احد المعوقات لعمل النساء هو الحجاب وان غالبية اماكن العمل هنا لا تقبل محجبات ؛ وما زالت معاناتنا مستمرة في هذا الباب .
6_ ومن الامور اللافتة للنظر ما يحصل من الموظفين المسؤولين عنا من مترجمين ومسؤولين مباشرين فان هؤلاء مدربين تدريبا جيدا على تنفيذ سياسة معينة فهم معنا وعلينا في نفس الوقت ؛ يمارسون سياسة فرق تسد بيننا ببث النفاق بين العوائل لتأجيج الفتنة بينهم ويعملون احيانا على مدارات عوائل معينة على حساب عوائل اخرى ليكسبوا تجسس بعض العوائل على بعضها دون ان تشعر ؛ كما وقام احد موظفيهم بالنصب على اللاجئين بعد ان جمع منهم مبالغ وسرقها وهرب لحظة انتهاء عقده ؛ وفي مدينة سان فليبي اشعلت المترجمة نار الفتنة بين العوائل ؛ كما وقام هؤلاء الموظفين بعمل شنيع مع الاطفال في احد المجمعات في سانتياغو عندما جمعوا اطفالنا في مدرسه وعرضوا فلم عن المسلمات المحجبات وعن ابن لادن حتى ان الاطفال في المدرسة اخذوا ينعتون اطفالنا عندما يريدون ان يغيضونهم بأن يصيحون في وجوههم ( ابن لادن ) حتى اصبحت هذه الكلمة مسبة يتداولونها.
كما ان هؤلاء الموظفين قد جعلوا روحنا بايديهم عندما لا يقومون بترجمة ما نريد قوله وايصاله احيانا بما لايتوافق مع سياستهم وسياسة المسؤولين عنهم حتى ان احد موظفيهم في مقابلة صحفية عن احداث غزة حيث اراد اللاجيء ان يعبر عن شعوره بالتضامن مع اخوته الذين يموتون هناك بقوله ان الهجوم الاسرائيلي على غزة وحشي ويعبر عن همجية فرفض المترجم ان يترجم هذه الكلمات بكل وقاحه . كما وجهت مفوضية اللاجئين على لسان احد موظفيها الكبار اهانة الى اللاجئين عندما وجهت الى كبير اللاجئين في مدينة سان فليبي ابو اسيل بالقول ( اننا خلصناكم من الصحراء ) .
7_ ومن الامور الاخرى ايضا ان المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لم تضع اي برنامج لكبار السن وهؤلاء لانعرف ماذا سيعملون فانهم لا يستطيعون العمل وعندما طالبناهم بذلك قالوا لنا ان من عنده كبير بالسن فليتولى مسؤوليته ؛ وهذا ما حدث مع احد الاشخاص الذي لديه عائلة من خمسة افراد وطلبوا منه ان يتولى هو الصرف على امه وابيه الكبار في السن.
واخيرا فان لدينا الكثير مما نتكلمه عن معاناتنا ولكن ما نود قوله ايها الاخوة هو ان مشكلتنا لاتختلف عن مشكلة اخوتنا في البرازيل الذين يعانون ايضا الامرين واخبارهم تصلنا ونحن نتالم عليهم وعلى انفسنا لاننا في نفس المشكلة ونتساءل ماذا سنعمل بعد سنتين وها قد مضت السنة الاولى ؛ وليس هناك مخرج ومن المتوقع والاكيد مما نراه امامنا اننا واطفالنا سنكون في فقر مدقع سيدفع الى افرازات كثيرة ومرعبة يعكسها الفقر وسوء الحال خاصة انه لا يختلف اثنان على ان تشيلي بلد فقير والاجورهنا متدنية جدا مع غلاء في المعيشة ومايضاف لها من تفاعلات الازمة المالية العالمية التي زادت وستزيد من حدة المأساة .
نداءنا لمن يسمع صوتنا ان انقذونا يرحمكم الله .
ومرة اخرى شكرا لمن يقرأ وشكرا لمن يعمل شيء لانقاذنا ومن الله التوفيق .
1/2/2009
* اللجنة المنسقة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين في تشيلي*