ليلة القدر في السويد – محمد رحال

بواسطة قراءة 2282
ليلة القدر في السويد – محمد رحال
ليلة القدر في السويد – محمد رحال

ليلة القدر في السويد من اصعب ليالي العمر , فليس في السويد تلك المساجد العامرة والكبيرة, والمليئة بابناء الاسلام , وذلك لأن الذين من المفروض فيهم ان يقيموا هذه المساجد الهاهم الله ببناء الابراج قاصدين وجهه الكريم مباشرة , عبر الارتفاع الى قبة السماء في سباق لايبدوا ان له نهاية ,مستهترين بكل طلبات الرجاء في مساعدة الجالية الاسلامية في دول الغرب , وليس في السويد تلك المباهج الخاصة التي يقيمها بعض الساسة في هذه الليلة المباركة من رقص وغناء تحت سقف مايسمى بالرقص الديني؟؟؟؟؟؟؟؟ , خاصة وان الرقصة الواحدة في هذه الليلة المباركة تعدل مائة الف رقصة , ولهذا وجدت نفسي اقضي هذه الليلة  مع من احب من معذبي هذه الامة , فقد سهرت ليلتي في خيمة بالعراء العراقي مع ارملة واولادها لم تجد ماتطعمهم في ليلتها تلك بعد ان قتل المؤمنون الصفويون زوجها , وسهرت ليلي في خيمة لعائلة فلسطينية في مخيم الوليد على الحدود العراقية , والتي خلت من كل متطلبات الحياة الا من بضع علب لسردين انتهت صلاحيته,,وسهرت ليلي مع ضابط كبير سابق بالجيش العراقي يبيع علب الدخان على ارصفة الشوارع في دمشق والتي عجزت قوميتها الزائدة عن اللزوم من استيعاب خبرات هذا وامثاله ,وسهرت ليلي مع عدة عئلات عراقية لاجئة في الاردن تسكن بيتا واحدا مهددة بالطرد الى الشارع لعجزهم عن دفع الايجار الشهري,  وسهرت ليلي مع مجموعة شبان في سجن المطار في بغداد , لاذنب لهم الا انهم شبان قبض عليهم لانهم شبان وكسجناء احترازيين , وسهرت ليلي مع طفل فلسطيني في قطاع غزة يبكي لاانقطاع الحليب عنه , وسهرت مع عائلة فلسطينية تنتظر الاب الاسير منذ سنوات في الاسر , وسهرت مع سجناء كثيرون في عالمنا العربي , لاذنب لهم الا انهم احرار في بلدان تكره الحرية ,وسهرت ليلي مع شاب عربي في احد السجون العربية يسام سوء العذاب فقد ضبط متلبسا وهو يفكر في نجدة اخوانه في العراق , سهرت مع شيخ جليل هرم اودع السجن لرفضه الدعاء لسلاطين الغفلة , وسهرت مع مجوعات من الفتيات اللواتي اقسمن ان تكون تلك اخر لياليهن في العفة ,وانهن سيبعن شرفهن لأول طارق بعد ان سلبهم الحكام الفقراء جدا حق الحياة بشرف, وسهرت مع عائلات منكوبة فقدوا اولادهم الذين امتطوا سفن الموت الى الشط الاوروبي فغرقوا , ولم يكن ليلي طويلا مع هذا العدد الكبير من اصحابي , ولكنه كان ليلا قاسيا رفعنا فيه الايدي الى الله وقلنا ياالله  يالله الا لعنة الله على الظالمين .

د. محمد رحال. السويد                     

 2/10/2008