بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين , والصلاة والسلام على إمام المرسلين وخاتم النبيين حبيب رب العالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال تعالى في عزيز كتابه :
{ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [القصص : 88] .
وقال تعالى :
{ إِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ لّا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ } [غافر : 59] .
وقال تعالى :
{ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } [غافر : 77] .
وقال عز من قائل :
{ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ . ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام } [الرحمن : 25-26] .
أاناس راحلون , عزيزون على القلب , لا يمكن نسيانهم على مدار السنين , مهما تغربنا وتشتتنا وابتعدنا عنهم , إلا أن ذكراهم الطيبة , وابتساماتهم الجميلة , تبقى محفورة في مخيلتنا إلى ما شاء الله تبارك وتعالى .
لا أعرف ماذا أريد أن أقول ,, بحق الفقيدان الطيبان , والذي سأبوح بإسميهما إن شاء الله في ثنايا الموضوع , وبما اننا مؤمنون بالله أشد الإيمان , إذن فلا بد من أن نكون صابرون , ونتحلى بالصبر , لأن لله ما أعطى وله ما أخذ , وكل شيء عنده بأجل مسمى ,, فلنصبر ولنحتسب ,,, ولا يسعنا إلا نقول ما يرضي ربنا رب العالمين , لا حول ولا قوة إلا بالله , هو حسبنا ونعم الوكيل ,, فالموت حق ولا مفر له , والجنة حق , والنار حق , والساعة حق , وإن وعد الله حق .
في مثل هذا اليوم 31/5 من عام 2001 توفي الرجل الفلسطيني أحمد جبر الأسعد ( أبو رامي ) اثر حادث سير على الشارع السريع المؤدي إلى مطار المثنى بمنطقة الطوبجي / حي السلام في بغداد .
الفقيد أبو رامي رحمه الله فلسطيني من مواليد فلسطين , ولد في قرية إجزم قضاء حيفا عام 1940 , الفقيد رحمه الله هو والد الفقيد رامي رحمه الله ، وماجد المتواجد مع اخواته في منطقة الطوبجي في بغداد .
الفقيد أبو رامي رحمه الله تعالى شقيق كل من :
علي أبو جبر رحمه الله إمام ومؤذن جامع القدس سابقاً في البلديات .
حمدان أبو جمال رحمه الله .
الكاتب الفلسطيني : رشيد جبر الأسعد ( أبو محمد ) .
ومحمد ( أبو وسام ) .
الفقيد أبو رامي رحمه الله هاجر مع أهله من فلسطين , متوجهين إلى العراق , دخل مدارس بغداد , ونجح في الابتدائية ثم المتوسطة ودخل الاعدادية ( الفرع الأدبي ) , كان شاباً عنيداً يانعاً عنيداً جداً بالذي يعتقده ، كان بسيطا وعاش بسيطا وتوفي بسيطاً رحمه الله , أحبَ جميع الناس بما فيهم جيراننا في الطوبجي , وكلهم أحبوه , لأنه لم يكره ولم يؤذي أحداً خلال معاشرته لهم ، أحد صفاته رحمه الله السخاء ,, كان سخياً , كريماً , لا يبالي لمن أعطى , وكم أعطى , كان يزرع الابتسامة على شفاه الأطفال , كان يساعد الجار , وكان أيضاً يساعد الطلبة بــ كتابة الإنشاء في مادة اللغة العربية , كل من عرفه أحبه , لمَ لا وهو نجل الحاج الفقيد جبر محمود الأسعد ( أبو علي ) ) الرجل الطيب الفقير ) ,, رحمهم الله وأحسن اليهم .
وفي مثل هذا اليوم أيضاً لكن من عام 2007 , توفي حفيد الفقيد أبا رامي , الطفل العراقي مروان العزاوي عندما كان في طريقه مع والديه وأخوته إلى شمال العراق بحثاً عن الأمان , حيث حدثت اشتباكات بين ميليشيات مجهولة والاحتلال الأميركي , وصارت عائلة الطفل مروان في منتصف الاشتباكات ,, وعلى أثرها اصيبت والدة الطفل مروان بخاصرتها , وكذلك شقيق مروان أصيب برئته , وبقي على حالته الخطيرة إلى أن تم نقله هو وأمه إلى المستشفى , أما مروان , فمات على الفور , ذلك الطفل البريء صاحب الــ ست سنوات , الذي لم يكمل ما كان يحلم به , حيث كان يتمنى بأن يصبح معلماً , لحبه للقراءة والكتابة , رغم صغر سنه , حسب ما حدثتني والدته وابنة عمي , ولكن إرادة الله وقوته كانت فوق كل شيء , وهاهي الآن عائلة مروان , تعيش في أمريكا السنة الخامسة بدونه , هو بكر اخوته , ولكن هذه هي الحياة الدنيا , ناس تذهب , وناس تأتي للدنيا , وفي الأخير كلنا ميتون , ولا أحد فينا يخلد .
لو كانت الدنيا تدومُ لأهلها ... لكان رسول الله حياً وباقياً
ولكنها تفنى ويبقى نعيمها ... وتبقى الذنوب والمعاصي كما هيً ... ( مقتبس)
سبحان ربك رب العزة عما يصفون , وسلام على المرسلين , والحمدُ لله رب العالمين
ملاحظة : والدة الطفل الفقيد مروان هي ابنة عمي ماجدة أحمد جبر الأسعد وهي ابنة الفقيد أحمد جبر الأسعد ابو رامي ,, وسبق وان نشر موقع فلسطينيو العراق خبر اصابتها هي وابنها إيهاب .
وائل الأسعد
31/5/2012
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"