اللهم لا تهلكني بما كتب قلمي - خالد مرتجى

بواسطة قراءة 2740
اللهم لا تهلكني بما كتب قلمي - خالد مرتجى
اللهم لا تهلكني بما كتب قلمي - خالد مرتجى

إذا فأين بيت القصيد يا أخوة يا أفاضل ؟؟ بيت القصيد يكمن في اننا أحيانا نتفوه بالكلمة لا نلقي لها بالا ولا ندري انها قد تفضي إلى ان نهوى في نار جهنم ، ولمزيد من الصراحة فقد انتشرت على صفحات ومواقع الانترنت العديد من المقالات والتعليقات التي تضمنت الكثير من الإساءات الجارحة للآخر ، مقالات تضمنت زرع الفتنة بقصد أو بدون قصد ، مقالات بلغ محتواها أو محتوى تعليقاتها حد الإساءة إلى صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ، سواء وعى الكاتب ذلك أم لا فالرصاصة تطلقها لمسة أصبع حنونة ، ولا تستطيع آلاف الأصابع إعادتها إلى حجرة الإطلاق ، { ... كل امرئ بما كسب رهين } [الطور : 21] ، بعض المقالات احتوت فتاوى ما انزل الله بها من سلطان خصوصا في مواضيع الزواج فهل سنقول والله نيتي كانت صافية ؟؟ هل مجرد رؤية فتوى على احد المواقع أو حديث منسوب للرسول صلى الله عليه وسلم يجعلنا ننطلق في نشر الفتوى أو الحديث المنسوب على انها أو انه صحيح ، طبعا لا يجوز ، يا أخوة والله انني وصلني حديث فقمت بنشره ثم كلمني أشخاص عدة إلى ان الحديث موضوع وسارعت إلى حذفه من صفحتي واستغفر الله وأعوذ به من أن أضل أو أُضل أو أزل أو أُزل أو اجهل أو يجهل علي ، والقصد اننا كلنا معرضون للخطأ لكن الحذر واجب .

أيها الأخوة الكرام لدينا جميعنا قناعاتنا الشخصية السياسية منها والاجتماعية وفي كافة مناحي الحياة ، لكن هذا لا يعني بالضرورة انني على حق وما سواي على باطل ، ولو كان الآخر على باطل فلا يعني انه كذا وكذا وان احكم عليه بالويل والثبور وعظائم الأمور ، وانه سوف تفتح أبواب جهنم ليدخلها .. كلا يا أخوة ما هكذا تورد الإبل ، فقد ورد ان أئمتنا من السلف الصالح قالوا " لو كان لنا دعوة مجابة لدعونا بها للسلطان " . ولو نظرنا إلى كبار الصحابة رضوان الله عليهم لوجدناهم كانوا أشداء على المسلمين قبل الإسلام لكن الله شرح صدورهم للإسلام فأسلموا وفتحوا مشارق الأرض ومغاربها فلم نأتي نحن ونغلق أبواب التوبة أمام الآخرين ، لو نظرنا إلى الفضائيات لوجدنا البعض يتفننوا ويبدعوا في إقامة الأدلة على الآخر لإخراجه من الملة ، ويكبلوا الثناء والمدح لآخر ولا ينقص إلا أن يقولوا "رضي الله عنه" .

وفي قضيتنا الفلسطينية ما يبعث على الحزن ويلقى بظلال الكآبة والإحباط من تطرف البعض ومغالاته في الدفاع عن تنظيمه أو فصيله ، وعجبا لأمة انشغلت عن عدوها الحقيقي وكونت عدوا لها من بني جلدتها يقف في صفها ويحمل سلاحا يصوبه نحو العدو الحقيقي ، استراح العدو لما وجدنا نتناحر ونتقاتل ، فيا أسفاه على أقلامنا إذ فرقت ويا أسفاه على كلماتنا إذ نفرت .

اللهم وحد كلمتنا واكفنا شر أقلامنا واغفر لنا زلاتنا واغفر لنا ذنوبنا وارحمنا يا ارحم الراحمين .

 

خالد مرتجى

17/1/2013


المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"