قصيدة: أين كنا ؟ أين أمسينا ؟ الى مَ ألنا- عبد الله محمد عواد

بواسطة قراءة 2077
قصيدة: أين كنا ؟ أين أمسينا ؟ الى مَ ألنا- عبد الله محمد عواد
قصيدة: أين كنا ؟ أين أمسينا ؟ الى مَ ألنا- عبد الله محمد عواد

أين كنا ؟ أين أمسينا ؟ الى مَ ألنا

كنا ، أقول كنا ، وكانت حديقة الدار بأفيائها تجمعنا

ما غاب عن الدار خلّ إلا على أثره طلّ سواه

هانئة ايامنا ... رغيدٌ عيشنا ... عذبا فراتاً

ماؤنا كنا شربناه

فجاء يوم الشؤم وقد لاحت في فضاء الافق سحائبه

سوداء مدلهمة الخطب مترعة بكل شر طالما خشيناه

ففرق بيننا قدرٌ على عجلٍ فما ابقى على صرح ٍ

بالحب كنا بنيناه

...

يا ويح قلبي ... في شتى بقاع الارض تناثرت شذراته

فمن ذا الذي يلملم جراح قلبٍ تمزقت اشلاّه

فذاك أحمدٌ في متاهات الغرب قد نأت به الدار

فباعدت بيننا المسافات فقلما على نسائم الاثير

نسمع نجواه

ومحمودٌ ومحمدٌ في دروب الشرق ضلت خطاهما

فيا ترى على أي شاطئ ٍ ستحط سفينة الضياع رحالها

وهل تُبقي أمواجُ بحرٍ على رماله لضائع ٍ خطاه

وتلكما ... وا حسرتاه ... نهادٌ وسهادٌ حبيبات لؤلؤ ٍ

في لجّة البحر غار طيفاهما ... فلا البحر يرحم

ولا المكلوم عن الدمع تكلّ عيناه

فقلت يا مهجتي ذلك الغائب ما الدمع مرجعه

فقال قلبي – مكابرا – وكم خلاّ بعده سنلقاه

ابداً والله ما صدقت يا قلبٌ فأي خلٍّ بعد

أخلائنا سنلقاه

فها هو العمر من جور السنين تبددت أيامه

والجسد من مرض ٍرقت عظامه وتقاربت على الارض

، من وهن ٍ ، خطاه

والقلب ، من وجيع سقم ٍ، خفّ وجيبه

ولاح عن قربٍ ثرى مثواه

فما عاد يدري – صاحبكم – أفي صباح ٍ

أم في ظهيرةٍ يسدل الستار أم في مساه

                                                     ....     

رسومكم في كل غفوةٍ - كأنجم ٍ في علياء السماء – تتراءى لنا

وفي الصحوة تنمحي حروف حلمٍ في دياجير الليل كنا رأيناه

فكم ، وكم تودّ النفس نوماً فتلقى حبيبا في رابعة

النهار فقدناه

ولكن .. وا أسفاه .. ما كل ما يتمنى المرءُ يدركه

ولا الرياح تجري بما نودّه ونرضاه

العين ، من حَزَنٍ على يوسف ، جفت مدامعها

وكلكم عندي اليوم يوسف ، فهل من يوسف

بعد الفراق ألقاه

فيا عين ، فيم البكاء يا عين ؟ وهل يعيد

الدمع حبيبا أضعناه ؟

يا عين ، بالله كفكفي الدمع يا عين ،

فيوسف ابيضت عينا ابيه لفرقاه

ثم ارتد بصيراً لما حملت نسائم الهوا له

بشرى اللقا بعد غياب ٍ طال مداه

فيعقوب ما رأى الزمان كصبره صبراً

علا الجوزاء احتمالا وفاق كل حدٍ مداه

وصنوه في الطاقة أيوب صبراً فما خاب

بربه رجاه

ظل في السماء ناظرا محتسباً حتى لبّى ربه نداه

فيا روح صبراً وقضاء الله فينا اهلاً به

وحمداً لله ، إذ لا يحمد على مكروه سواه

ومسك الختام عزاءٌ عن فراق احبتي أنهم

على البعد سالمون ، والصبر

والسلوان في صوت الحبيب من نأيٍ

يأتينا صدى نجواه ، وعن بعد يشنف الاذان

عذْب موسيقاه

 

عبد الله محمد عواد

12/10/2010

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"