بدأ القلب ليخطو خطواته من جديد وسط تفاؤل وسعادة , يحلم بتحقيق حلمه الدائم, بدأ يفكر بتغير الحال ليخرج من حجم المعاناة ليتخلص من ألمه ولكن ؟؟ سرعان ما بدأ بوضع قدمه على أول الطريق للسعادة وجد أنه لا يستطيع أن يكمل خطواته , لأنه سجين ومحكوم عليه بدون سبب ، ذنبه انه قلب لاجئ , سرعان ما تلاشى حلمه بتحقيق السعادة , فأين السعادة , أيها القلب المسكين لم تشعر بالسعادة بيوم من الأيام , أيها القلب كم تحملت من مرارة وقسوة الدنيا مسكين أيها القلب , كم أتعبتك أحداث الأيام هل يوجد قلب يتحمل كل هذا الألم نعم انه قلب ( الفلسطيني اللاجئ ) فهذا القلب يتحمل ويحمل بداخله كل أنواع الأزمات .
أزمة امتلاك الهوية ... وأزمة الغربة ... وأزمة الوحدة ... وأزمة اللجوء ... وأزمة الفراق عن تراب الوطن الغالي .
آه أيها القلب المسكين متى تتعافى من أزماتك المتواصلة , أعذرني ان أخبرتك بأن أزماتك مزمنة ونادرة ولا تصيب سوى قلبك , أعذرني ان أخبرتك لا يوجد لك علاج وسوف يستوطن المرض كل جزء منك , أعذرني ان أخبرتك لا أحد يشعر بك أنك وحيد وسط كل القلوب التي حولك , فلا أدري هل ستتعافى في يوم من الأيام وتشعر بالسعادة وتعيشها فهذه هي الحياة لا نعرف لـهـا وجه محدد تضحك وتبتسم لنا لحظات وفجأة وبدون سـابق إنذار تجدهـا ترمي عليـنا الهموم كمـا ترمي البراكين حممها , فالإنسان يعيش الحـياة لمرة واحده فقط والزمن يستمر ولا ينتظر أحد فمتى سنعيشها ؟؟؟؟ .
حيـاة الإنسان محطــات فمنهـا المفرح ومنهـا المحزن تعبنا من السير في طريق كي نصل الى محطة السعادة , فأين محطة السعادة عبرنا محطات كثيرة ولم نجدها , يقولون ان كل المحطات تؤدي إلى الوصول لكن أين محطة الوصول في حياة اللاجئ , هل يوجد محطة وصول في حياته , هل المحطات التي عبرناها كانت خطأ أم أصلا لا توجد محطة لنصل إليها فمحطة الفلسطيني ليس لها عنوان أو مكان نرحل ونمشي ونركض وننتظر ونصبر ونتأمل على أمل أن نجد تلك المحطة فأين أنتي أيتها المحطة هل موجودة على بقاع الأرض أم انك وهم مثل كل شيء في حياة الفلسطيني اللاجئ (( فكم حياتك في الأيام والليالي صعبة وطويلة وشاقة أيها الفلسطيني اللاجئ )) , سوف نمضي ونعيش ونبحث ونزرع السعادة في نفوسنـا ونلون حيـاتنا بألوان الفــرح على أمل أن نجد السعادة في يوم من أيام ونعيشها بكل أشكالها وألوانها بإذن الله تعالى فلولا الأمـل ما عـاش الإنسان ومن خسر الأمل فقد خسر الحياة .
رؤى الأسعد
19/5/2012
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"