قد لا يختلف احد في تفسير ان هنالك اهداف سياسية كبيرة تقف خلف الاستهداف الواضح و الوقح للوجود الفلسطيني في العراق ، فما جرى و يجري من انتهاكات متواصلة للاجئين الفلسطينيين في بغداد منذ عام 2003 ليومنا هذا ، واختلاف الاساليب والطرق في استهداف الابرياء العزل من اللاجئين الفلسطينيين بين القتل والاعتقال وتلفيق التهم و اجبارهم على الاعتراف تحت طائلة التعذيب ، اضافة الى بث الخوف والذعر من خلال الوجود المستمر للمليشيات والقوات الحكومية وتجولهم داخل المجمع ليلا ونهارا وبكل حرية وتلفظهم بألفاظ طائفية بحته امام مرأى ومسمع الجميع , فقد قاموا بخطف وابتزاز عدد كبير من الشباب اللاجئين الفلسطينيين واقتادوهم الى جهات مجهولة ليكون مصيرهم مجهولا كذلك الامر الذي سلب الناس امنهم وحريتهم و زارع الخوف والذعر في قلوبهم .
إضافة
الى ما سبق ذكره من تهجير عدد كبير من العوائل وتهديدهم بالقتل وحجز ممتلكاتهم والكتابة
عليها بحجة العرف العشائري “مطلوبين عشائريا”
من قبل عصابات منظمة ، علما ان تلك العصابات
لها معلومات استخبارية دقيقة ومفصلة عن اللاجئين
الفلسطينيين ، حيث يصعب على مجاميع عشائرية قبلية الحصول عليها الامر الذي يوحي بأن
ذلك الاستهداف هو استهداف منظم
.
علما ان السفارة الفلسطينية في بغداد والمنظمة السامية
لشؤون اللاجئين ، والحكومة العراقية يقفون عاجزين ازاء تلك الانتهاكات المتواصلة والاستهداف
المنظم تجاه الفلسطينيين المتواجدين في العراق
،فقد طفح كيل اللاجئين الفلسطينيين
ازاء دلك الوضع المزري الامر الذي جعلهم يقفون ويعتصمون امام السفارة الفلسطينية كبارا
وصغار نساء ورجالا مطالبين بإيجاد حلول عاجلة وشافية لهم .
فخامة الرئيس محمود عباس المحترم, اللاجئين الفلسطينيين
في العراق يطالبون فخامتكم بمخاطبة الدول المانحة للجوء للنظر في قضيتهم ، ونقلهم الى
بلد امن للخلاص من الموت المحتم في العراق الذي لم يستطيع احد ايقافه او ايقاف تلك
الانتهاكات كون المليشيات الارهابية المتنفذة
في الشارع العراقي لديها سلطة تعلو سلطة الحكومة العراقية وقضائها وقوانينها.
نرجو من فخامتكم حسم الامر والتوصل الى حلول فعلية
لنقل اللاجئين الفلسطينين في العراق الى دولة امنة كون تعداد اللاجئين الفلسطينيين
في العراق اصبح لا يتجاوز ال 3500 نسمة ، اضافة الى اخراج المعتقلين القامعين في السجون العراقية .
فخامة الرئيس ابو مازن حفظك الله , اللاجئين الفلسطينيين
في العراق هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني
داخل الاراضي الفلسطينية و الجميع يدرك حجم الخطر وطبيعة الاوضاع وصعوبة التعامل معها
في ظل الفوضى وغياب القانون في العراق حيث اصبح
مجرد بقاء الفلسطينيين في العراق تهمة كافية لهم بجعلهم ارهابيين من الطراز
الاول في نظر تلك المليشيات الطائفية, فمناشدة
الجالية الفلسطينية للسلطة الوطنية ومطالبتهم بإخراجهم من العراق ما هو الا امر بحاجة
الى قيادة حكيمة وباسلة تتخد قرارا سياسيا صريحا للحد من هذا الكابوس الذي يعاني منه
فلسطينيو العراق والا سيكون ثمن السكون غاليا سيدفعه الجميع وايام سوداء قادمة امام اللاجئين
الفلسطينيين لا تحمد عقباها .