أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على أكمل الأخلاق وأتمها، وأرفع الآداب وأجلها، بحيث لايقاربه فيها أحد من البشر بحال من الأحوال، وقد شهد الله تعالى له بكمال الخُلُق وعلو الأدب، فقال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:40]. وسنذكر هنا جملة من الأخلاق الفاضلة التي كان عليها صلى الله عليه وسلم، وبعض الآداب التي كان متحلياً بها، لكي نمتثلها ونطبقها، وندعو من عرفنا من المسلمين إلى التحلي بها، امتثالاً لقول الله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً} [الأحزاب:21] ورجاء كمال إيمان العبد، وقربه يوم القيامة من النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً، ففي الحديث الصحيح: «أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً»، وقال صلى الله عليه وسلم: «إن من أحبكم إلي، وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة: أحسنكم أخلاقاً».
والأخلاق التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحلى بها كثيرة، منها:
1- تقوى الله وخشيته:
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أتقى الناس، وأخشاهم في السر والعلن، وقد شهد صلى الله عليه وسلم -وهو الصادق المصدوق- لنفسه بذلك، فقال: «إني لأعلمكم بالله، وأشدكم له خشية»، كما شهد له صحابته بذلك، فقال ابن عمر رضي الله عنه: كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد قوله: «رب اغفر لي، وتب عليّ، إنك أنت التواب الرحيم، مائة مرة».
كما كان النبي صلى الله عليه وسلم مطيعاً لربه، ممتثلاً لأمره، مجتنباً لنهيه، مكثراً من الأعمال الصالحة، تقول عائشة رضي الله عنها في وصف حاله في ذلك: "كان عمل النبي صلى الله عليه وسلم ديمة، أيكم يطيق ما كان يطيق؟، كان يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وكنت لا تشاء أن تراه من الليل مصلياً إلا رأيته مصلياً، ولا نائماً إلا رأيته نائماً".
وعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: "كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة، فاستاك ثم توضأ، ثم قام يصلي، فقمت معه، فبدأ فاستفتح البقرة، فلا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ، ثم ركع فمكث بقدر قيامه يقول: سبحان ذي الجبروت والملك والملكوت والعظمة، ثم سجد، وقال مثل ذلك، ثم قرأ آل عمران ثم سورة سورة، يفصل مثل ذلك".
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام حتى تفطر رجلاه، فقلت: يارسول الله أتصنع هذا، وقد غُفِرَ لك ماتقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: «ياعائشة، أفلا أكون عبداً شكوراً».
2- الكرم:
كان النبي صلى الله عليه وسلم مضرب المثل في الكرم، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط فقال: لا».
وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً إلا أعطاه، فسأله رجل فأعطاه غنماً بين جبلين،فأتى الرجل قومه، فقال لهم: يا قوم أسلموا، فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخاف الفاقة (الفقر).
ويكفي في بيان مدى كرمه صلى الله عليه وسلم قول ابن عباس رضي الله عنهما في بيان ذلك: "كان رسول الله أجود الناس، وكان أجود مايكون في رمضان، حين يلقاه جبريل بالوحي فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم :"أجود بالخير من الريح المرسلة".
3- الحلم:
كان النبي صلى الله عليه وسلم في حلمه وضبطه لنفسه حين الغضب -بحيث لا يصدر منه قول أو فعل سيئ - مضرب المثل، إذ لم يثبت أنه صلى الله عليه وسلم انتصر لنفسه من مظلمة ظُلِمَها قط، ولا ضرب خادماً ولا امرأة قط، بهذا أخبرت عائشة رضي الله عنها، فقالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منتصراً لمظلمة ظلمها قط، مالم تكن حرمة من محارم الله، وما ضرب بيده شيئاً قط إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما ضرب خادماً قط ولا امرأة.
ومن الحوادث التي تدل على حلمه:
- أنه لما جرح وجهه صلى الله عليه وسلم، وكسرت رباعيته، وكسرت البيضة (وهي ما يلبس في الرأس من الآت السلاح -ذكره ابن حجر في فتح الباري-) على رأسه يوم أحد، لم يدْعُ على قريش، بل قال: «اللهم اغفر لقومي فإنهم لايعملون».
- أنه لما جذبه أعرابي بردائه جذبة شديدة، حتى أثرت في صفحة عنقه صلى الله عليه وسلم، وقال: "احمل لي على بعيريّ هذين من مال الله الذي عندك، فإنك لاتحمل لي من مالك ومال أبيك" حلم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يزده أن قال: «المال مال الله، وأنا عبده، ويقاد منك يا أعرابي مافعلت بي) فقال الأعرابي: لا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لِمَ)؟ قال: لأنك لاتكافئ السيئة بالسيئة، فضحك صلى الله عليه وسلم، وأمر بأن يحمل له على بعير شعير، وعلى آخر تمر».
4- العفو:
من صفات الكمال: ترك معاقبة الشخص من اعتدى عليه مع القدرة على ذلك وقد بلغ النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الغاية ممتثلاً قول الله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف:199].
ومن الحوادث التي يتبين فيها كريم عفوه صلى الله عليه وسلم: أنه لما فتح مكة ووجد رجالات قريش جالسين مطأطئين الرؤوس، ينتظرون حكمه صلى الله عليه وسلم فيهم، قال لهم: «يامعشر قريش: ماتظنون أني فاعل بكم؟، قالوا: أخ كريم، وابن أخ كريم، قال: فاذهبوا فأنتم الطلقاء»، وعفا عنهم بعدما ارتكبوا من الجرائم ضده وضد أصحابه ما لايحصى عده.
وجاء رجل يريد قتله فاكتشف أمره وظهر حاله، فقال أصحابه: إن هذا جاء يريد قتلك، فاضطرب الرجل من شدة الخوف وفزع، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «لن تراع، لن تراع، ولو أردت ذلك -أي قتلي- لم تسلط علي»، لأن الله أعلمه بعصمته من الناس، فعفا عنه صلى الله عليه وسلم وقد أراد قتله.
5- الشجاعة:
إن الشجاعة والإقدام وعدم الخوف من أخلاقه الفاضلة، وأوصافه الكريمة التي كان يتميز بها صلى الله عليه وسلم، ولقد اعترف بعظم شجاعته كبار الرجال الشجعان، فهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: "كنا إذا حمي البأس، واحمرت الحدق "ماتحت الأجفان، من شدة الغضب" نتَّقي برسول الله صلى الله عليه وسلم" أي: من الطعن والضراب.
وقال عمران بن الحصين رضي الله عنهما: "ما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم كتيبة، إلا كان أول من يضرب".
ومن مواقف رسول الله صلى الله عليه وسلم الشجاعة: أن أهل المدينة فزعوا ليلة من الليالي، فانطلق ناس قِبَل الصوت، فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعاً قد سبقهم إلى الصوت، وتبين حقيقية الأمر، على فرس لأبي طلحة عُرْيٍ، والسيف في عنقه، وهو يقول: (لن تراعوا).
وقد كان أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس -ويقص القصة-.
6- الصبر:
الصبر وحبس النفس على مايرضي الله تعالى في سائر شؤونها: من أشرف الأخلاق وأسماها، ولعظم الصبر في الإسلام أمر الله به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف:35]. فامتثل الرسول صلى الله عليه وسلم أمر ربه، حتى كان الصبر من أبرز أخلاقه وأعلاها، فقد صبر صلى الله عليه وسلم طيلة ثلاث وعشرين سنة على مشاق الدعوة وإبلاغ الرسالة، ولم يجزع ولم يسخط على رغم الشدائد التي واجهها، والمشاق التي قابلها، فمن ضَرْبِ قريش له، إلى إلقاء سلا الجزور على ظهره، إلى حصاره ثلاث سنوات في شعب أبي طالب، إلى عداء أكثر الناس، واتهامهم له بالسحر والكهانة والجنون، إلى محاولة قتله في ليلة هجرته، إلى تجهيز قريش للجيوش للقضاء على الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته في المدينة، إلى تآمر اليهود عليه في المدينة ونقضهم للعهود التي بينهم وبينه، ومحاولتهم قتله وتأليبهم الناس ضده، إلى صبره وصحابته وأهل بيته على الجوع حيث مات ولم يشبع من خبز شعير مرتين في يوم واحد قط، وكانت تمر عليه ثلاثة أهِلَّة في شهرين، دون أن يوقد في بيته شيء، إنما كان أكثر طعامه وأهله الأسودان: التمر والماء.
7- العدل:
العدل وترك الظلم من الأخلاق الفاضلة والصفات اللازمة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم متحلياً بها، وهناك حوادث كثيرة تدل على عدله، من أشهرها:
* أنه لما سرقت المخزومية وهي من عائلة شريفة، وشق على بعض المسلمين إقامة الحد عليها فتقطع يدها، قال لأسامة بن زيد حينما جاء بطلب الشفاعة فيها: "أفي حد من حدود الله تشفع يا أسامة؟! والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها".
* أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان يُعَدل صفوف جيشه في بدر، بقضيب في يده، غمز سواد بن غزية، وهو خارج عن الصف، فطعنه في بطنه بالقضيب، وقال: «استقم يا سواد، فقال: يا رسول الله أوجعتني، وقد بعثك الله بالحق والعدل فأقدني- يعني: اجعلني أقتص منك- فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم بطنه راضياً، وقال: استقد يا سواد، فاعتنقه سواد وقبَّل بطنه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما حملك على هذا يا سواد؟ قال: يا رسول الله حضر ما ترى -يعني القتال- فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك، فدعا صلى الله عليه وسلم له بخير.
* أن الأنصار لما استأذنوه صلى الله عليه وسلم أن يتركوا لعمه العباس بن عبدالمطلب -وكان من أسارى بدر- فداءه، قال: «لا والله، لا تذرون له درهماً»، مساواة ببقية الأسرى، وخشية أن يكون عملهم ذلك لمكان العباس من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي أصحابه المهاجرين من له في الأسرى قرابة، ولم يعمل معهم ذلك.
8- الزهد:
الزهد وعدم تعلق القلب بالدنيا، والإكثار من متعها فوق الحاجة من السمات الواضحة في حياته صلى الله عليه وسلم، فقد قال عمر حين دخل عليه فوجده على فراش من أدم حشوه ليف: إن كسرى وقيصر ينامان على كذا وكذا، وأنت رسول الله تنام على كذا وكذا! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مالي وللدنيا ياعمر، وإنما أنا فيها كراكب استظل بظل شجرة، ثم راح وتركها».
وقد كان من دعائه صلى الله عليه وسلم: «اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً».
ومن أعظم دلائل زهده أنه مات، وما في بيته شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رفٍ لعائشة، ودرعه مرهونة عند يهودي في ثلاثين صاعاً من تمر!!.
9- الحياء:
الحياء من الأخلاق الفاضلة التي كان يتحلى بها النبي صلى الله عليه وسلم، ولقد شهد الله تعالى لنبيه بالحياء فقال عز وجل: {إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} [الأحزاب:53]، وقال الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من البكر في خدرها (سترها)، وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه).
10- حسن الصحبة:
كان النبي صلى الله عليه وسلم حسن الصحبة جميل المعاشرة، قال علي رضي الله عنه: كان الرسول صلى الله عليه وسلم أوسع الناس صدراً، وأصدق الناس لهجة، وأكرمهم عشرة.
وقال ابن أبي هالة: كان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ولاغليظ ولاسخاب ولافحاش ولاعياب ولامدَّاح، يتغافل عما لايشتهي ولايُؤيِّس منه، وكان يجيب من دعاه، ويقبل الهدية ممن أهداه، ولو كانت كراع شاة، ويكافئ عليها، وكان صلى الله عليه وسلم إذا دعاه أحد من أصحابه وأهل بيته قال: لبيك، وكان يمازح أصحابه ويحادثهم ويداعب صبيانهم، ويجلسهم في حجره، ويعود المرضى في أقصى المدينة ويقبل عذر المعتذر، ويكني أصحابه،ويدعوهم بأحب الأسماء إليهم تكريماً لهم، ولايقطع على أحد حديثه حتى يتجوَّز (يكثر فيتجاوز الحد).
11- التواضع:
التواضع خلق رفيع القدر عالي المكانة،وقد بلغ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم شأناً لايلحقه فيه أحد من البشر فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخيط ثوبه، ويحلب شاته، ويخصف نعله، ويخدم نفسه، وينظف بيته، ويعقل بعيره، ويعلف ناضحه، ويأكل مع الخادم، ويحمل حاجته إلى السوق، وقد دخل عليه رجل فأصابته من هيبته رعدة فقال له: «هون على نفسك، فإني لست ملكاً، وإنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد».
وقد نهى عن إطرائه فقال: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، وإنما أنا عبدالله، فقولوا: عبدالله ورسوله».
ونهى صحابته عن القيام له، وقال: «إنما أنا عبد، آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد».
12- الرحمة:
الرحمة من الخلال التي وهبها الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم، فقد وصفه الله تعالى بقوله: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة:128]، وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107]، ولقد كانت الرحمة متجلية في حياته صلى الله عليه وسلم، ويظهر هذا من أقواله الكثيرة ومنها:
- «من لا يرحم لا يرحم».
- «الراحمون يرحمهم الله».
- «في كل ذات كبد رطبة أجر».
- «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة».
13- الوفاء:
الوفاء من الخصال العظيمة والأخلاق الكريمة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحلى بها.
ومن مظاهر وفائه:
- وفاؤه لزوجته خديجة: فقد حدثت عائشة رضي الله عنها، قالت: "ما غرت من امرأة ما غرت من خديجة؛ لما كنت أسمعه يذكرها، وإن كان ليذبح شاة فيهديها إلى خلائلها، واستأذنت عليه أختها فارتاح إليها، ودخلت عليه امرأة فهش لها وأحسن السؤال عنها، فلما خرجت، قال: «إنها كانت تأتينا أيام خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان».
14- وقد كان صلى الله عليه وسلم متصفاً بجملة وافرة من الأخلاق والآداب، منها:
أ- غض البصر؛ بحيث لا يتبع نظره الأشياء، ولا يحملق فيها إذا نظر فيها، ونظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء.
ب- إذا مشى مع أصحابه يجعلهم أمامه ولايتقدمهم، ويبدأ من لقيه بالسلام.
ج- إذا تكلم تكلم بجوامع الكلم، وكان كلامه فصلاً لافضول فيه ولاتقصير، بل على قدر الحاجة؛ بحيث لايتكلم فيما لايعنيه، بل كلامه كله خير، وكان صلى الله عليه وسلم طويل السكوت.
د- كان صلى الله عليه وسلم أكثر الناس قراءة للقرآن واستغفاراً وذكراً ودعاء، كما كان صلى الله عليه وسلم طوال حياته داعياً إلى الخير والعمل الصالح، صادقاً أميناً في كل ما قام به من عمل قبل الإسلام و بعده.
ه- كان صلى الله عليه وسلم عاقلاً رزيناً صائب الرأي، قائداً حكيماً، كاظماً للغيظ، رفيقاً يحب الرفق في الأمر، كله ويقول: «من حرم الرفق يحرم الخير».
و- كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم الفكر، دمث الخلق، ليس بالجافي ولا المهين، يعظم النعمة -وإن قلت-، لاتغضبه الدنيا وماكان له، فإذا تعرض للحق لم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له، ولايغضب لنفسه ولاينتصر لها.
ز- جلُّ ضحكه التبسم،وإذا تكلم تكلم ثلاثاً، وإذا سلم سلم ثلاثاً، وإذا استأذن استأذن ثلاثاً، وذلك ليُعقل عنه، ويفهم مراده من كلامه أو فعله.
المصدر منبر علماء اليمن