وأوضح السفير، الذي كان عضوا في لجنة خماسية مثلت
الجاليات العربية في لقاء مع إدارة الهجرة الماليزية مؤخرًا، أنه تم طرح كافة
القضايا والتحديات التي يواجهها المقيم الفلسطيني، سواءً كان طالبًا أو لاجئا أو
مقيمًا، والمتعلقة بتأشيرة الدخول، والإقامة، والغرامات، وسياسة الترحيل،
والمعتقلين، وغيرها.
وضع استثنائي للفلسطينيين
وأكد
أبو علي في تصريح خاص لمجلة “أسواق”، بحضور مستشار السفير، سفيان الخالدي، أن
السفارة طالبت بشكل واضح بأن يكون هناك وضع استثنائي للفلسطينيين داخل ماليزيا،
نتيجة للحالة الاستثنائية التي يمرون بها في ظل الاحتلال الإسرائيلي.
ومن بين الاستثناءات المهمة التي طالب بها السفير ألا
يكون هناك قرارات بترحيل الفلسطينيين إلى بلادهم لأي سبب كان، “كوننا نعيش تحت
الاحتلال، ولأنه ليس من السهولة على أي أحد منا العودة إلى البلاد بسهولة، هذا أمر
معقد ويحتاج وقتًا طويلا وتصاريح مرور عدة، ويضيع الفلسطيني في انتظار حصوله على
التأشيرة بين انتظار التصاريح وبين مخالفة قوانين الإقامة في البلد، هذا الأمر
يحتاج حلا جذريًّا”.
وبكل الأحوال، أكد السفير الفلسطيني ضرورة احترام النظم
والقوانين المعمول بها في البلد المضيف، مشددًا على أنّ السفارة لا يمكن أن تشكّل
غطاءً لأي فلسطيني يمكن أن يرتكب خطأ أو لا يلتزم بالقوانين المعمول بها في
البلاد، مشيدًا في ذات الوقت برد مدير عام الهجرة، الذي قال: “إن قضية الفلسطينيين
قضية إنسانية ووطنية وماليزيا كلها تقف إلى جانبكم”.
وبعد لقاءين هامين مع مدير عام الهجرة ومساعديه، قال
السفير إنه طلب لقاءً مباشرًا مع إدارة EMGS للتباحث معها في العقبات التي يعاني منها الطلبة
الفلسطينيون، “خاصة وأن لدينا شريحة كبيرة من الطلبة هنا”، لافتا إلى أنهم تجاوبوا
وقرروا أن يحضروا للسفارة، واستضفناهم، واجتمعنا بهم بحضور مختصين، وعرضنا أمامهم
كافة القضايا والتحديات من لحظة دخول الطالب وحصوله على التأشيرة والإقامة إلى
مرحلة التخرج”.
تفهم ماليزي
“كان
اللقاء بناءً وإيجابيًّا ومثمرًا، وتم تسجيل كافة الملاحظات من طرفنا للوفد،
ووعدوا بدراستها والرد بأسرع وقت، كما عرضوا قضايا يمكن التعاون فيها، وعلى إثر
هذا الاجتماع اتفقنا على إنشاء قناة اتصال مباشر بيننا وبينهم، ووعدونا بحل أي
مشاكل حتى لو مع دوائر أخرى ذات علاقة”.
وأفاد السفير أن من أهم المشكلات التي تم نقاشها مع كل
من إدارة الهجرة وإدارة EMGS، ضرورة تمديد فيزا الطالب بعد تخرجه لمدة شهرين إلى ثلاثة حتى
يتسنى له إتمام إجراءاته وحضور حفل التخرج، ومسألة إجبار الطالب على مغادرة البلد
عند تغيير الجامعة، أو عند تحويل الفيزا السياحية إلى فيزا طالب، ومشكلة ترحيل
العائلات، والتأشيرة المنفصلة للأبناء الذين يبلغون 16 عامًا، بالإضافة إلى مشكلة
الاتصال والتواصل مع موظفي الهجرة والإدارات الحكومية بسبب اختلاف اللغات وعدم فهم
الطالب بشكل واضح للأوامر والقوانين والنظم المعمول بها.
وقال وليد أبو علي: “لا نزال ننتظر ردًا رسميّا خلال
الأيام القادمة، وأنا متفائل من تعاونهم في تذليل عقباتنا، وفي نفس الوقت نحن
معنيون بتطبيق القانون في ماليزيا ولا نشجع على المساس بالنظام المعمول به في
البلد، وسنعمل ما نستطيع أن تكون جاليتنا ملتزمة بشكل كامل بالقوانين، وأي متجاوز
يعرض للمساءلة، مهما كان”.
سفارة ماليزيا في فلسطين
وفي
موضوع آخر متعلق بإعلان ماليزيا اعتزامها فتح سفارة لها في فلسطين على أرض الأردن
مؤقتًا، قال السفير أبو علي: “هذه المبادرة الماليزية فكرة جيدة، وقد رحب بها
الفلسطينيون على كل المستويات، وهي تدل على أن العلاقات الفلسطينية الماليزية في
أحسن أحوالها”.
لكنه أكد أن ماليزيا حتى اللحظة ممثلة في فلسطين من
خلال سفير غير مقيم موجود في القاهرة، وأن مبادرة افتتاح سفارة ماليزية في فلسطين
على أرض الأردن مسألة تعود للأردن فنيًّا وتقنيًّا، والأردن صاحبة القرار في إتمام
الترتيبات المتعلقة بذلك”.
وفي حال افتتاح هذه السفارة، قال السفير إنها ستسهل
دخول الماليزيين إلى فلسطين، وستيسّر الحركة التجارية والتنسيق بين البلدين،
وتأثيرها على الأرض سيكون إيجابيًّا جدا، بحيث يتم من خلالها مراعاة المصالح
المشتركة، وفتح جسور العلاقات الدبلوماسية بين البلدين”.
رسالة إلى الفلسطينيين
وفي
رسالته إلى الفلسطينيين في ماليزيا، قال السفير: “السفارة هي بوابتكم وهي تمثل
الشرعية، وأتمنى على كل فلسطيني زائر أو مقيم أن يدخل ماليزيا عبر السفارة وأن
يبلغ بوصوله حتى يتم متابعة شئونه إذا ما احتاج الأمر لذلك”. وأشار إلى أن السفارة
تعمل على توفير وتحديث كل المعلومات اللازمة من خلال موقعها الإلكتروني ولوحة
الإعلانات الموجودة في السفارة، مؤكدًا الجاهزية لتوفير أي معلومة يحتاج إليها أي
فلسطيني في ماليزيا.
وفي رسالة إلى مجلة “أسواق” قال السفير: “أنتم الصوت
العربي الذي يوصل رسالتنا وصوتنا لكل المعنيين في ماليزيا وخارجها، نثمن الجهد
الذي تقوم به أسواق، هذا الصوت العربي الذي يعمل أيضًا على إيصال رسائل السفارات
العربية للجاليات والجهات الرسمية الماليزية وغيرها”.
“نثمن هذا الصوت، ونشجع المجلة على أن تستمر في لعب دور
المروّج لمصالح الجاليات العربية على الأراضي الماليزية، نحن معكم ونقدر عاليًا
جهودكم في خدمة الأهداف المشتركة بين ماليزيا وفلسطين على كل الصعد”.
المصدر : مجلة أسواق الماليزية
8/4/1441
5/12/2019