بسم الله الرحمن الرحيم
إلى فخامة رئيس الوزراء الفلسطيني السيد إسماعيل هنية المحترم ..
نحييك تحية نضالية ، تحية نضال وصمود ، تحية على تاريخ نضالي حافل بأسمى معاني المقاومة والصمود ونحيي أبناء شعبنا الفلسطيني المناضل الصامد الذي صنع وأعطى كل معاني النضال والصمود على مر السنين ..
نحن المعتصمين و المشردين الفلسطينيين في شوارع البرازيل من أبناء شعبكم الفلسطيني والذين كنا نعيش في العراق حياة كريمة كسائر البشر ، لتنقلب الموازين بنا فجأة فأصبحنا اليوم في البرازيل مشردين نعيش حياة الذل والهوان بكل ما تحمله من معان حقيرة في بلد مثل البرازيل ليس فيها حتى أدنى حقوق للبشر ..
عذراً من فخامتكم على هذا الوصف لكننا لم نستطع القول أننا سوف نتشرد لأننا بالفعل تشردنا في البرازيل والمشكلة التي تثقل من همومنا أننا مجموعة غالبيتنا نساء ومسنين ومرضى وأطفال صغار جداً .
إننا نواجه الضياع وهناك من يستمتع لا بل يتلذذ على ما نواجهه ممن فقدوا الدين والضمير والأخلاق ، 8 أشهر من الضياع والتشرد بأطفال ومريض على الأوكسيجين ونساء ومسنة تعاني العديد من الأمراض ، لم نجد إنسانية تنظر لمعاناتنا ، لم نجد الضمير والوجدان ليرى ما نحن فيه ، لم نجد الرحمة عند أحد ليرحم أطفالاً ومرضى ومسنين ، فوضنا أمرنا لله فهو أرحم الراحمين وحسبنا الله ونعم الوكيل ،، لم يبقى أحد لم يرى أو يسمع عن معاناتنا حتى من في القبور علموا بما عانيناه بهذه الثمانية أشهر من ذل ومهانة ، لكن للأسف لم تلامس هذه المعاناة ضمير أحد ، لم تلامس قلوباً رحيمة ، لم تلامس الإنسانية عند أحد ، الإنسانية التي أصبحت عمياء من جهتنا ، الإنسانية التي شردتنا بأطفالنا ومرضانا ونسائنا ومسنينا في الشوارع ، الإنسانية الحقيرة التي أباحت نومنا بالشوارع بكل ما نحمله من حالات إنسانية في الحر والبرد والجوع والمرض ، هذه هي الإنسانية في البرازيل ، وهذه الإنسانية لدى القريب والغريب في البرازيل ..
سيادة الأخ الفاضل إسماعيل هنية المحترم ..
لقد وجُدت هنا حالات التعامل بالتمييز بين اللاجئين من قبل هيئات فلسطينية ، ووجُدت حالات مساعدة أشخاص على حساب آخرين وكذلك وجد التآمر على حالات وتطويقها وطمس وتشويه الحقائق من قبل أشخاص يدعون أنهم سياسيون فنزلوا بذلك إلى أحط المستويات بحربهم ضد أطفال ونساء ومسنين ومرضى ، فراحوا يطمسون الحقيقة و الواقع على الأرض ويشيعون أن البرازيل هي جنة الله على الأرض ، وهي وطن من لا وطن له ،وأنهم عرضوا علينا العودة إلى غزة ونحن نرفض لأننا نريد الذهاب الى السويد !!
عجباً كل العجب على هذا المستوى السياسي عندما ينزل إلى ذلك المستوى في التعامل مع أبناء شعبه بئس المستوى وبئس التصور وبئساً للهدف الذي يكمن وراء محاربة المظلومين ، من يكون الذي يحارب أطفالاً ، من يكون الذي يحارب مرضى ومسنين ، هذه هي الإنسانية المنصفة هنا ولا ندري ماذا ستصنع بنا ؟
وفي النهاية ماذا صنعت بنا ، قمعتنا الإنسانية المنصفة المسؤولة عنا ، قمعتنا بقوات الشرطة العسكرية والمحلية وغيرهم ، بحجة أن سكان الحي يخافون من الإرهاب مع أن سكان الحي من بكى على ما حدث معنا ومشاهد تطويقنا بهذه الأعداد من الشرطة ، سكان الحي من تعالت أصواتهم على مسؤولي الشرطة لتركنا وشأننا ، لكن الوساطة التي تم جلب الشرطة بها لقمعنا كانت أكبر من أن ترجعها صرخاتنا ومقاومتنا وإستنكار سكان الحي، فنحن الإرهابيون ، إرهابيون صغار ومسنين ، إراهابيون مرضى بالقلب ويعيشون على الأوكسيجين ..
ومن هذا المنطلق بدأنا نشك أننا فلسطينيون ومن حقنا أن نلقى الدعم والمساندة في مثل هذه الظروف الآليمة من جهات فلسطينية تمثلنا ، الحكومة البرازيلية غير مبالية لما نعانيه في الشارع منذ أشهر وترفض مقابلتنا وأحب عليهم موتنا اليوم قبل الغد ، والمفوضية هاربة ليس لها عنوان ، والسفارة الفلسطينية تقول أنها لا حول ولا قوة ، ونحن نقول فوضنا أمرنا لله المنتقم الجبار عمن يساهم بظلمنا ..
لم يبقى أمامنا إلى أن نذهب إلى أي غابة في البرازيل بعيد عن مرأى الناس ونحفر هناك قبوراً لنا ولأطفالنا ولمرضانا ومسنينا ونقتل أنفسنا هناك ، آلا ترون فخامتكم بما نعانيه حكم علينا بالإعدام ولكن بصيغة أُخرى ، إن كافة الهيئات الفلسطينية في البرازيل بدلاً من الوقوف إلى جانبنا أصبحوا أداة بيد المفوضية للعمل على إخضاعنا وقبول حياة الذل والهوان التي لا تليق بنا كبشر والتي لم نعش مثلها حتى في المخيمات بحفنة من المقترحات التافهة التي لا تهدف إلا لإبقائنا أحياءً لكن أذلاء تحت الأقدام كالعبيد ..
إننا إذ نكتب لسيادتك هذه الكلمات النابعة من مرارة وألم 8 أشهر من الذل والمهانة على أطراف الطرقات ، هذه الكلمات التي خرجت من صميم أطفال ومسنين ومرضى يعانون الويلات ويقفون في بابكم يطرقون بابكم راجين ان تمدوا لهم يدكم الكريمة للخروج بنا من هذا الجحيم من هذا البلد الذي بدأ يلاقي أطفالنا و مرضانا ومسنينا فيه التشرد والضياع ، نرجوكم نرجوكم نرجوكم ، إنقاذنا من هذا البلد ..
أبناء شعبكم ممن يواجهون التشرد والضياع في البرازيل
المعتصمين منذ 8 أشهر في شوارع برازيليا ..
العائلة الأولى
عصام سمير عودة
زينب خليل إبراهيم
نيفين عصام طفلة بعمر أربع سنوات و 8 أشهر
رامي عصام طفل بعمر سنة وإحدى عشر شهراً
عائلة أُخرى
صبحية محمد أحمد مسنة تبلغ ال 61 عاماً
لؤي سمير عودة مريض يعاني من إنسداد في الرئة ويعيش على الأوكسيجين
هشام سمير عودة مريض يعاني من أمراض صمامات القلب
27/7/2010
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"