لاتنسوا التهنئة بعيد الأم

بواسطة قراءة 4381
لاتنسوا التهنئة بعيد الأم
لاتنسوا التهنئة بعيد الأم

لقد منّ الله سبحانه وتعالى علينا بأن جعل لنا عيدين عظيميين هما عيدي الفطر و الأضحى ، ولقد أرتضاهم الله لنا عن سائر أعياد الجاهلية كما أخبارنا الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في عدة أحاديث.

ونحن هنا بصدد التحدث عن عيد الأم والذي هو من أعياد الجاهلية الحديثة التي نزلت دخيلة على أمتنا الأسلامية ، فالاحتفال بعيد الأم من الأمور المحدثة التي لم يفعلها النبي صلى الله عليه و آله وسلم ولا أصحابه رضي الله عنهم، وهو كذلك من التشبه بالكفار الذين أُمِرْنا بمخالفتهم، ولهذا لا يجوز الاحتفال به، و المشاركة به ولا أهداء الهدايا به وحتى لو كانت الأم سوف تغضب لذلك ، وهذا لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ ) رواه البخاري (7257) ومسلم (1840) .

وليستمر في برها والإحسان إليها ، وإقناعها بأن هذا الاحتفال من البدع المحدثة ان كانت سوف تغضب لذلك ، وقد قال النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم : ( وشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ) رواه مسلم (867) والنسائي (1578) وزاد : ( وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ) .

ثم إن الأم لها حق الاحترام والإكرام ، والبر والصلة ، طول العام ، فما معنى تخصيص إكرامها بيوم معين ؟!

ثم إن هذه البدعة لم تأت إلينا إلا من المجتمعات التي انتشر فيها العقوق ، ولم تجد فيه الأمهات والآباء من ملجأ غير دور الرعاية ، حيث البعد والقطيعة والألم ، فظنوا أن إكرامها في يومٍ يمحو إثمَ عقوقِها في بقية السنة !

أما نحن أمة الإسلام فقد أُمرنا بالبر والصلة ، ونهينا عن العقوق ، وأُعطيت الأم في ديننا ما لم تعطه في شريعة قط ، حتى كان حقها مقدما على حق الأب ، كما روى البخاري (5514) ومسلم (4621) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي ؟ قَالَ : أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أَبُوكَ .

ولا ينقطع بِرُّ الأم حتى بعد وفاتها ، فهي مُكَرَّمَةٌ في الحياة ، وفي الممات ، وذلك بالدعاء لها والاستغفار لها ، وإنفاذ وصيتها بالمعروف ، وإكرام أهلها وأصدقائها ، ولهذا لا يجوز لنا كمسلمين المشاركة بهذه العيد المبتدع أو الأحتفال به أو تقديم الهدايا فيه و الأطعمة أو غيرها ، وعلى هذا فلا يجوز تقديم الهدايا للأم بهذه المناسبة ، بل الأم في الإسلام حقها متأكد على الدوام من البر والصلة .

فلنتمسك بهذا الدين العظيم ، ولنلتزم آدابه وأحكامه ، ففيه الهدى ، والكفاية ، والرحمة .

 

إعداد:اللجنة العلمية في موقع فلسطينيو العراق

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"