التقى مراسل موقع " فلسطينيو العراق " في البرازيل بعائلتين فلسطينيتين ممن لجئوا إلى البرازيل بعد رحلة عناء ومشقة يوم الجمعة الموافق 17/4/2009 ، حيث وقف معهم على أبرز المعاناة والظروف الصعبة التي يمرون بها وملابسات وصولهم إلى بلاد الأمزون .
العائلة الأولى : عائلة اللاجئة الفلسطينية صبحية محمد ( 60 عام ) وهي أم لشابين :
حيث توجهنا بالسؤال التالي إلى السيدة صبحية : ما هي الظروف التي دعتكم لترك العراق ؟
صبحية محمد: والله يا ابني كنا نعيش في العراق بأمان ومرتاحين ببيوتنا التي قضينا فيها عمرنا كله من حولنا أبنائنا وأحفادنا ، إن هذه البيوت التي تركناها بنيناها يوم على يوم طيلة هذه السنوات ، إلى أن حدث ما حدث من ظروف الحرب والدمار ومن ميليشيات وعصابات وخطف وقتل وتهديد للفلسطينيين .. شاهدنا الموت بأعيننا فلم نعد نطيق التحمل خفت على أبنائي اضطررنا لترك بيوتنا وكل ما نملك ورائنا لضمان حياة أولادنا ...
مراسل الموقع : في أي سنة تركتم العراق ؟
منذ سنة ( 2004 ) بدأت معنا رحلة التشرد والضياع إلى يومنا هذا وانتقلنا من حياتنا الطبيعية إلى حياة قاسية من جميع الجوانب وفي كل المعاني ليس فيها إلا الحرمان من أدنى مقومات الحياة ، كانت في كل فترة تهب علينا العواصف الترابية وتقتلع خيمنا وتبعثر أغراضنا في العراء ...
وتوجهنا بسؤال الشاب لؤي ما هو شعورك عندما وصلت البرازيل ؟
لؤي : كان عندي أمل كبير أننا تخلصنا من حياة وعذاب المخيمات ، كان عندي أمل أن أجد حياة أفضل ،كنت آمل بظروف تساعد على الحياة ، لم أكن أتوقع ما يحدث لنا الآن ...
مراسل الموقع : بخصوص ما يحدث معكم الآن هل بالإمكان أن تحدثنا عن بعض هذه الأمور ؟
لؤي : بكل تأكيد فمنذ أن وصلنا البرازيل ونحن بمشادات مع مؤسسة آساف الغير جديرة بإدارة أي شيء والموكلة من قبل المفوضية المجرمة للإشراف على مساعدتنا !!! .
فلم يكن هناك اهتمام بنا من أي جانب من الجوانب فقد تم إلقائنا في بيت غير صالح للسكن الرواتب التي نتقاضاها لا تفي بتغطية المصاريف بالنسبة لأسعار المواد الدائمة الارتفاع هنا وفي الجانب الأهم وهو الجانب الصحي والذي وعدونا بالاهتمام به حين وصلنا البرازيل فمن المعروف وقد سمعنا منذ فترة عن عوائل خرجت من الوليد إلى بعض الدول بغرض العلاج !!! أما هنا في البرازيل يختلف الوضع فإن المرضى يأتون بهم لقتلهم ويردون علينا بكل صلافة ووقاحة أنتم مرضى من قبل أن تأتون للبرازيل لماذا لم تتعالجوا هناك وكل هذا لكي لا يخسروا تكاليف علاج أي شخص ،، فقد جربت هذا الشيء عندما ذهبت للاعتصام وانهرت في بابهم وأُدخلت إلى المستشفى وكانت النية إجراء عملية لي وعندما علموا أن العملية مكلفة أخرجوني وأعادوني إلى البيت وقطعوا عني معظم الأدوية التي أستخدمها ....
مراسل الموقع : ما هي تصوراتك للمستقبل في البرازيل ....
لؤي :لا أرى أمامي إلا أقبح صورة من صور الحياة ، وبالرغم من صعوبة حياة المخيمات إلا أنني أتمنى لو بقينا هناك ولم ندوس خطوة داخل هذا البلد أنا في المخيم لم أكن بحاجة لاستخدام الأوكسجين أما هنا لم أعد أقوى على العيش إلا بالأوكسجين ........
مراسل الموقع : نظراً لظروف لؤي الصحية سننتقل للأخ هشام - عرفنا بنفسك ؟
هشام : هشام سمير - العمر 24 عام ..
مراسل الموقع : حدثنا عن نفسك وعن الوضع هنا ؟
هشام : أُعاني من آلام في القلب وانسداد بصمام التاجي وعدوني بالعلاج وكذبوا علي ...
وهناك سياسة يتبعوها معنا أي مع المريض الذي لا يريدون إكمال علاجه فيقولون له أنت مريض نفسياً !!!لربما نسمع في يوم أن كل اللاجئين الفلسطينيين ألقوا بهم بمستشفى المجانين بحجة مصابين بأمراض نفسية وعصبية ليس الأمر ببعيد ....
أما عن الوضع هنا فإنه يزداد سوءا من يوم لآخر كيف يكون لنا مستقبل ببلد أوضاعها سيئة من كل الجوانب لا من جهة المعيشة ولا من جهة الأمان فكلها أعمال خطف وسرقات وقتل ولا تأمن على حياتك فيها بماذا أختلف الوضع عن العراق ولماذا تركنا العراق إذ جئنا على أوضاع مماثلة ؟؟؟؟ .
وفي مداخلة من السيدة صبحية : خفت على أبنائي في العراق من القتل سيموتون هنا من المرض !!إذا كان هذا هو الهدف من جلبنا هنا لو متنا في العراق أشرف لنا بكثير من الموت هنا ،، وإننا نقول ونصرخ لا نريد أن نبقى في البرازيل أعيدونا إلى مخيمات العراق أحسن من هذا المصير الأسود هنا ....
العائلة الثانية : وفي مقابلة مع عائلة لاجئة فلسطينية أُخرى في البرازيل التقى مراسل الموقع اللاجئ الفلسطيني عصام عرابي ...
مراسل الموقع : عرفنا بنفسك ؟
اللاجئ : عصام عرابي ( 33 ) عاماً المهنة فني حاسبات ..
مراسل الموقع : ما هو تقييمك لوضعكم في البرازيل ؟
عصام عرابي : تحت الصفر ، وضعنا من يوم ليوم يدخل في مراحل مظلمة أكثر من سابقتها فالإهمال يزداد توقفت الكثير من المساعدات عنا ليس الآن منذ أشهر طويلة مضت ، حتى أن الرواتب التي كنا نتسلمها بداية الشهر أصبحنا نتسلمها بعد يوم 15 من كل شهر ...
مراسل الموقع: البعض يحملكم مسؤولية الوضع بأنكم لم تبذلوا ما بوسعكم لانتهاز الفرصة ؟
عصام عرابي : هذا صحيح فنحن سبب البطالة في البرازيل نعم نحن المتسببين بوجود سبعين مليون عاطل عن العمل ونحن سبب تشرد البرازيليين في الشوارع ونحن سبب أعمال العنف والعصابات والقتل والسرقات في البرازيل ماذا يريدون أن يحملوننا أكثر نحن جاهزون ،، أما المفوضية ليس لها ذنب بشيء فهي منظمة مظلومة واللاجئين يضطهدونها أليس هذا ما يحبون سماعه !..
مراسل الموقع : ما هي مهنتك ؟
عصام عرابي : أنا مهنتي ( فني حاسبات هارد وير وسوفت وير ) ..
مراسل الموقع : وهل بمقدورك العمل بهذا الاختصاص ؟
عصام : بتأييد من مدير المفوضية خافير قال لي عندما سألته عن ما بعد السنتين عن مصيرنا وعن وضع البلد والرواتب التي لا تتجاوز ال ( 500 ) ريال قال لي حرفياً إن مهنتك هنا لا تقل أجرها عن ( 1500 ) ريال شهرياً وسيضعني في جامعة أتعلم اللغة وأعمل بصيانة الحاسبات فيها بالمبلغ المذكور أجبته إذا حقق ذلك لا أريد شيئاً منه وعندما عدنا كان ككلام الليل ! سجلنا أسمائنا في شركة دجاج ولم تقبل بنا وأحسن عمل وجد لنا في شركة سجائر وغير دائمي ل ( 5 ) شهور فقط بمرتب قدره ( 450 ) ريال يلحقه العديد من الاستقطاعات للتأمين الصحي وغيره من أُجور مواصلات وما إلى ذلك كم سيتبقى من هذا المرتب ؟؟
من هنا يستطيع استئجار بيت وإعالة عائلة أربعة أفراد ب ( 400) ريال المدارس هنا بنقود ومكلفة ؟ العلاج الحكومي صعب جداً والخاص مكلف جداً كحد أدنى ( 120 ) ريال كشف طبيب ،الأدوية غالية جداً وكل شيء في ارتفاع ، الأُمور تؤخذ بالعقل كيف يكون كل هذا بـ( 400 ) ريال !!!!!.
الكلام بالمثاليات سهل جداً أما التطبيق صعب جداً ، أستطيع العمل بـ( 400 ) ريال لكن ماذا سأفعل بها ماذا سأطعم أبنائي إذا مرض أحدهم كيف سأعالجه بنصف الراتب كيف ؟
مراسل الموقع : كيف تعاملكم المفوضية ؟
عصام: لا عين ترى ولا أُذن تسمع ولن أرحمك ولن أدع رحمة الله تنزل عليك وذلك واضح من المسلسل الذي ليس له نهاية وهو الاعتصام المقام منذ سنة وعدة شهور ثم ذهبنا نحن وعدنا والآن هناك غيرنا من العوائل تمت معاملتهم مثلما فعلوا بنا وفي آخر ما ورد من المنظمة التي تتمتع بالإنسانية أن إحدى الموظفات قالت ( أنها ستجعل من هذه العوائل عبرة لباقي اللاجئين ) والله أعلم ماذا سيفعلون بهذه العوائل كي يخاف باقي اللاجئين من تكرار فعلتهم ...
هل هذا يحدث من فراغ هل هذا يحدث من الحياة الرغيدة التي نعيشها لنترك بيوتنا ونذهب للاعتصام ما الذي يجبر عوائل ومسنين وأطفال ومرضى ومعاقين وامرأة حامل بأيامها الأخيرة على الاعتصام ؟؟
مراسل الموقع : ما هي توقعاتك لمستقبل الأيام القادمة ؟؟
عصام: من الصعب أن تتوقع من هذه الفئة ما الذي تنوي عليه لكني لا أتوقع منهم خيراً والله المعين .
مراسل الموقع : كلمة أخيرة ..
عصام : والله بداية ونهاية نحن لم نعد نشعر بالأمان على أطفالنا ومستقبلهم هنا ونرجو من الله أن يسهل لنا طريقاً قبل أن يسوء الوضع بنا أكثر وشكراً...
مراسل الموقع : لا يتسنى لنا في نهاية هذا اللقاء إلا الدعاء لهذه العوائل بالموفقية وشكراً لكم .
هذا الخبر حصري لموقع " فلسطينيو العراق "
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"