ولكم في هذا الخجل سابقة مخجلة - زهير السبع

بواسطة قراءة 1556
ولكم في هذا الخجل سابقة مخجلة  - زهير السبع
ولكم في هذا الخجل سابقة مخجلة - زهير السبع

كثيرة هي السوءات لو أردنا البحث عنها عندما ((لا نتمكن من رؤية حردبتنا ولا نشاهد إلا حردبة الآخرين)) كما يقول المثل عندنا.  فإذا رأينا حردبتنا سنقع وتنكسر رقبتنا .

إنني لم أؤمن ومازلت إلى الآن لا أؤمن بالأكذوبة الإيرانية الذي يلهث ورائها الكثيرون التي تسمى (( النصرة الإيرانية للقضية الفلسطينية )) ما هذه المفارقة الكبرى ؟؟؟ وهنا لدي سؤال للنظام الإيراني : هل تم بحث مصير الآلاف من المواطنين الفلسطينيين اللاجئين في العراق ، يتعرضون ليلاً نهاراً في المنزل والمصنع والمتجر والمدرسة والجامعة والشارع والمزرعة لعمليات تنكيل وقتل وملاحقة وتهديدات وترميل نساء وتيتيم أطفال .

إن أخذت خلفية القصد في كتابة هذا المقال هو توجيه نقد لقياديي التنظيمات الفلسطينية أو لغيرهم من القادة الفلسطينيين ويلتقون مع المسؤولين الإيرانيين في إيران أو في السفارات الإيرانية ويتلقون المساعدات منها الملطخة بدماء الفلسطينيين والتلهثوت ورائها , وسأحاول عبر سطوري التالية في هذا المقال إقرار بعض الحقائق التي دفعتني للكتابة يشبه تحريضا حدث في العراق قبل احتلاله , وخلال غزو أمريكا للعراق ، والحملة الشرسة من الحكومة العراقية الجديدة وميلشياتها تحت عنوان ( يا فلسطيني صدام , وسأعرج على هذا في المقال في حينه إن شاء الله ) بتناوله للموضوع وسأمر لاحقا على المحاذير التي علينا أن ننتبه إن حسنت النوايا في الوقوع بها زلة لما يكمن في ساحة لا شعورنا للدائرة المسكوت عنها , أو أن يصب في بودقة التحريض ضد الفلسطينيين لدى العامة من الناس في أحد الأقطار العربية , كما حدث في الكويت والعراق أدت لما أدت من ارتكاب مجازر وانتهاكات بحق العامة من الفلسطينيين لا يتحملون سوءات قادة المنظمات , كانوا يسكنون هذا الشتات ، سيكون له وقعا سيئا وتجليا كارثيا , شبيه بما حدث ويحدث في العراق و لبنان لأهالينا الفلسطينيين .

هل سأل قادة الفصائل الفلسطينية تحديداً (( منوشهر متكي وزير الخارجة الإيراني سابقا أو صالحي لاحقا)) عن أوضاع الآلاف من الفلسطينيين تلاحقهم وتقتل منهم الميليشيات وفرق الموت التابعة لمنظمة بدر الإيرانية التي يرأسها عمار عبدالعزيز الحكيم رجل طهران الاستخباراتي الاول في العراق؟)) ماهذه المفارقة الكبرى ؟؟؟ .

((ولكم في هذا الخجل سابقة مخجلة))

هل تجرأ أي منكم أيها القياديون في المنظمات الفلسطينية جميعا ولا أستثني منك أحدا بسؤال النظام الإيراني المجوسي عن تشريد فلسطينيو العراق ووضعهم في مخيم الوليد ومخيم التنف عن هذه المأساة ؟ هل نذكركم بردود أفعالكم ؟ حسناً.. كان أقصى رد فعل لكم ترك فلسطينيو العراق عرضة للبرد القارس شتاءا ، ولدغ العقارب والأفاعي لأطفالهم صيفاً !!!!!! وأحيانا بإرسال لهم بعض المعونات الغذائية أقول لكم هم ليس بحاجة لطعامكم .

أنا لا أعرف إن كان القادة الفلسطينيين قد بحثوا مع المسؤولين في إيران على ما تقوم به ميليشياتهم في العراق بحق الفلسطينيين وحول هذه المأساة بل المذبحة التي تندرج في سياق المذابح التي تقترف يوميا في العراق على أساس الصراع الطائفي المفتوح بين طوائفه برعاية قوات الاحتلال ووكلائه المحليين , وعلى فلسطينيو العراق دفع ثمن كبير دون غيرهم لفاتورة الصراع على المنطقة .

لا أنفي سوء تقدير بعض القادة الفلسطينيين لمواقفهم السياسية إن كان عن قصد أو غير قصد , والذي يؤدي إلى تحميل فلسطينيو العراق عبء الموقف عندما يعلموا ان احد ما من الفلسطينيين قاوم هذا الظلم فتشار إليه أصابع الاتهام بأنه ليس له الحق بالمشاركة في مقاومة الاحتلال الأمريكي والإيراني للعراق !؟ .

عندما كنت في العراق وقبل الاحتلال الأمريكي , كنت أتناقش مع بعض العراقيين (ليس غريبا إن كان معظمهم شيعة وأكراد) وخضت نقاشات كثيرة وطويلة وعقيمة معهم عن إدعائهم ان صدام جند الفلسطينيين واستخدمهم في حربه ضد المواطنين في العراق , إن كان في كردستان أو في الجنوب أو في الكويت , وأنهم قد اقترفوا مذابح ضد العراقيين هناك ، وأن , وأن ..وأن....كثيرا ..إلخ . وكانوا يطلقون عليهم تسمية فلسطينيو صدام المجرمون , , وتحلفوا بأنه سيأتيهم يوما يدفعون به الثمن , وجاء اليوم الذي دفعنا به الثمن ونحن ليس لنا به ناقة أو جمل .

في العراق يخطف الفلسطينيون لأنهم إما صداميون أو بعثيون أو سنة فيذبحوا ( ما هذه المفارقة الكبرى , يذبح الفلسطيني في العراق لأنه سني , ويذبح في لبنان من قبل حركة أمل لأنه سني أيضا ، ويذبح في فلسطين لأنه فلسطيني ) , لقد سبق هذا تحريضا عاما ضدهم بجريرة أخطاء بعضهم , وكانوا الشيعة العراقيون يطلقون عليهم تسمية : فلسطينيو صدام .

ما أردت قوله على مدار مقالي هذا أنه علينا أن ننتبه جيدا لشعارات التحريض التي نستخدمها في مقالاتنا وأحاديثنا , وخصوصا من منظماتنا الفلسطينية وقاداتها بين العامة من الناس , وإلا أتت النتائج في خدمة الأعداء وأهدافهم .

وعذرا إن كنت قد قسوت في بعض مفاصل مقالي على قياداتنا الفلسطينية , قضية تحوي كل هذا الكم من التعقيدات مع قضايا المنطقة لا يمكن حلها وخوض الصراع لحلها بنضال الشعب الفلسطيني الصغير لوحده في مواجهة أعتى القوى الاحتكارية العالمية والوكلاء المحليين , والتي حمت وتحمي هذا الكيان وتسانده وتدعمه وتسلحه ليس من أجل تحقيق أهداف تخص هذه الرقعة الجغرافية الصغيرة ** فلسطين** بل تخص كل المنطقة وتأسسه بالقوة لو اقتضى الأمر كما شاهدنا في العراق ولبنان .

شكرا لكم .


زهير السبع

16/11/2011

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"