فالقرار
الهمجي الاخير الذي صدر من قبل مفوضية اللاجئين بقطع بدل الايجار عن الشريحة
الاكثر تضررا اثقل كاهل اللاجئين الذين كانوا منذ سنوات يعتمدون على بدل الايجار
رغم انهم بصعوبة يوفرون لعوائلهم المواد الغذائية وقوتهم اليومي .
توقف بدل الايجار ادى لزيادة الضغط
النفسي والتوتر والاكتئاب لصبح مصيرهم اكثر تضررا من وباء كورونا , المشكلة اني
اكتب هذه الكلمات ومفوضية اللاجئين تعرف كل هذا , وهي رسميا اعترفت ان المسح
التقييمي الذي اجرته للعوائل اللاجئة كان فيه ظلم , وقد ضربوا بانفسهم امثال عن
عوائل فتكها الجوع – مثل اللاجئة واسمها فيروز فهي لا تخفي على الجميع ان وضعها
المادي صفر ليتم ضمها مع قوافل من قطعت عنهم بدل الايجار , وحين تخبرهم عن هذا
التمييز والتقييم الظالم يقولون " جهاز لوحي هو من يحدد " . اذن عملية
المسح الذي اجرى في شقق الفلسطينيين ما هو سوى خدعة , في اعتقادي ان هذه العملية
تمت بالقرعة من دون استثناءات او دراسة كل ملف على جنب ليحددوا من يستحق او لا
يستحق .
انا شخصيا اعرف عوائل كانت مسجلة
في مساعدات بدل الايجار وهم يملكون منازل ومنهم من يعمل في دوائر حكومية ورواتبهم
ماشية في جميع الازمات او غير الازمات وقد استثنوا من قطع بدل الايجار رغم اني لا
اتمنى على اي فلسطيني ان يقطع عنه اي مساعدة , لكن ان تقطع المساعدات عن الارامل
والايتام والعجزة و كبار السن هذا امر بغاية الصعوبة ويجب ان نقف على معرفة ما
يجري .
التعامل القاسي بهذه القضية سينتج
عنه الى انهاء حياة المضطهدين وهناك عيون غارقة بالدموع والقلوب تعتصرها الالم
وهذا ما حدث مع احد اللاجئين الفلسطينيين الذي كاد ان "ينهي حياته" بسبب
اتصال من مفوضية اللاجئين يبلغوه بقطع بدل الايجار لو لا تدخل جيرانه ومسكه وتهدئة
نفسيته .
اليوم اتصلت بي احدى الاعلاميين المشهورين
وابلغني بانه اتصل بحوالي خمسة عشر قناة فضائية لتغطية اي حدث وسيوصلون اصواتنا
كحالة انسانية وقد ابدا حزنة الشديد حين علم ان مصيرنا سيكون النوم في الخيام واكد
لي ان من ضمن القنوات الفضائية التي اكدت وقوفها معنا هي قناة المملكة الاردنية
و"قناة الاتجاه" وقناة العربية وقناة العربي وقناة بي بي سي وقناة دجلة
و"قناة الميادين" وقناة الرشيد . تمنيت من كل قلبي ان لا تصل هذه القضية
الى هذا الحد والاشهار , لكن ماذا نفعل ان كان وضع اللاجئ على حافة الهاوية ولا
يستطيع دفع بدل الايجار او المعونة المالية .
ولا نقف هنا بهذا الشان فكلنا
نتذكر الشاب الودود والمحبوب غسان مثنى ابو شريف الذي مات في اندونيسيا بعد اهمال
مفوضية اللاجئين له , فقد اغرقته بالاكاذيب والخداع واخيرا صار على قناعة تامة
بانها كانت تخادعه طيلة فترة سبعة سنوات , ليبرهن لنا ان جميع منظمات التابعة
للامم المتحدة تخادع كل فلسطيني في كافة بقاع الارض متناسية انه بلا وطن وبلا
قوانين تحميه .
هذه الاعمال المنافية للقيم
والمبادئ و"الاعراف الانسانية و الحيوانية" في هذه الظروف العصيبة تجري
تحت مسمع وعلم الجميع ولا مسؤول استطاع ان يوقف هذا الظلم , فمفوضية اللاجئين اعترفت
صراحة ان الجميع مشمول بقطع بدل الايجار ومن بينها المعونات المالية وقد اكد
السفير الفلسطيني ما جاء ببيانهم , وبعد الوقفة الاحتجاجية التي جرت في نادي حيفا
بوجود حوالي سبعة قنوات فضائية بدأ الضغط عليهم ليتم بعدها اعادة دفع بدل الايجار
عن النصف الاخر من مجموعة مئتان وخمسين عائلة واصروا ان من تم الاتصال به بالقطع
فلا تنازل عن هذا القرار التعسفي ؟ .
جاء شهر رمضان واللاجئين
الفلسطينيين اكثر تضررا وفقرا , وهناك مساعدات قدمت تتضمن سلات غذائية تم تسليمها
للعوائل الفقيرة , يتصورون ان مناشداتنا تلك يعني نحن بحاجة الى شاي او رز او علبة
معجون , لا لا لا , مناشداتنا يا "كرام" هي لإرجاع حقوقنا ولا تنازل عنه
وهو اعادة دفع بدل الايجار او ما تسمى حاليا المعونات المالية "سقف يأوينا
والعشاء قلي الطماطم مع البصل افضل من العيش في العراء ".
جريدة
اليوم العراقية
29/8/1441
22/4/2020