انطلاق مؤتمر فلسطينيو أوروبا السابع في مدينة ميلانو الإيطالية

بواسطة قراءة 5418
انطلاق مؤتمر فلسطينيو أوروبا السابع في مدينة ميلانو الإيطالية
انطلاق مؤتمر فلسطينيو أوروبا السابع في مدينة ميلانو الإيطالية

تقرير: محمد ماضي

انطلقت اليوم السبت الثاني من مايو/أيار/2009  أعمال  مؤتمر فلسطينيي أوروبا السابع في مدينة ميلانو العاصمة الاقتصادية لإيطاليا وسط حضور كبير من آلاف الفلسطينيين الذين تدفّقت وفودهم من شتى أرجاء القارة الأوروبية إلى المدينة الإيطالية.

وينعقد المؤتمر، الذي يُعدّ أضخم فعالية فلسطينية في الخارج، تحت شعار 'العودة حق، لا تفويض ولا تنازل'، وذلك للعام السابع على التوالي، وسط اهتمام جماهيري وسياسي وإعلامي.

حيث وصلت إلى ميلانو بدءاً من يوم الخميس، وفود فلسطينية من شتى أرجاء أوروبا، وسُجِّل حضور شعبي كبير، استعداداً لمشاركة آلاف الفلسطينيين في أعمال هذا المؤتمر .

وتقوم على تنظيم هذا الحدث الضخم، الأمانة العامة لمؤتمر فلسطينيي أوروبا، ومركز العودة الفلسطيني، والتجمع الفلسطيني في إيطاليا، بالتعاون مع العديد من المؤسسات الأخرى، من بينها تجمّعات نقابية فلسطينية من أرجاء القارة، وحشد من الأكاديميين والمثقفين والفنانين والإعلاميين.

وتضمّ قائمة كبار الضيوف والمتحدثين في المؤتمر، أسماء عدة من الداخل الفلسطيني وتجمّعات اللجوء والشتات، علاوة على قادة الجاليات والمؤسسات والتجمعات الفلسطينية في أوروبا، كما تحضره شخصيات سياسية وبرلمانية وثقافية أوروبية، من بينها البارونة جيني تونغ، عضو مجلس اللوردات البريطاني، وأبرز قيادات مسلمي أوروبا.

واستضاف المؤتمر القيادي الفلسطيني البارز الشيخ رائد صلاح، والأب جوليو برونيلا من الكنيسة الملكية، والنائب الدكتور مصطفى البرغوثي، والدكتور سلمان أبو ستة، الأكاديمي الفلسطيني المختص في شؤون اللاجئين، والدكتور أسامة الأشقر، رئيس الحملة الأهلية للقدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009، والإعلامي البارز غسان بن جدو، والأكاديمية الفلسطينية الدكتورة زينات أبو شاويش، والدكتور محمد سالم، الأمين العام لتجمّع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا، والعديد من الشخصيات الأوروبية والإيطالية.

يكتسب انعقاد مؤتمر ميلانو هذا العام أهمية إضافية بسبب توقيته الذي يتعدى مجرد التزامن مع الذكرى الحادية والستين للنكبة الفلسطينية عام 1948 كما في كل سنة، فهو ينعقد لأول مرة عقب الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة والذي راح ضحيته نحو 1400 شهيد وستة آلاف جريح.

افتتح المؤتمر الأستاذ عادل عبد الله الأمين العام لفلسطيني أوروبا والذي رحب بالوفود والمشاركين في المؤتمر الذي وصل عدد الحضور فيه أكثر من 10 آلاف شخص حيث غصت القاعة فيهم وأضطر الكثير إلى البقاء خارج الأسوار.

وأكد الأمين العام لمركز العودة الفلسطيني(ماجد ابو عبد الله) في كلمته رسالتين، الأولى إلى الأوربيين حيث اعتبرهم شركاء في جريمة الاحتلال في غزة وأن ما جرى ما كان ليجري لولا موافقة الأوربيين وسكوتهم وأوضح أنه لا يمكن أخلاقيا ولا إنسانيا ولا قانونيا أن يسكت أحد عن هذه الجريمة.

ورسالته الثانية كانت إلى المتحاورين في القاهرة في إشارة إلى فتح وحماس، حيث قال مخاطباً إياهم: لستم وحدكم المعنيين في قضية فلسطين وان المعادلة قد تبدلت وان الوجوه قد تبدلت وانتم كنتم قادتنا إلى مرحلة إلى أن تفصل الانتخابات وتكون صناديق الاقتراع هي من يحدد من هو الأصلح لقيادة شعبنا ونحن فلسطينيو أوروبا نستطيع أن نشارك في الانتخابات والترشح من خلالها.

وأكد أن هنالك اتصالات تأتيه من قبل فلسطينيو العراق من منطقة البلديات لتطلعه على الأوضاع المتردية هناك والظلم والاضطهاد الذي يعانوه من قبل المليشيات.

أما الأخ محمد حنون رئيس التجمع الفلسطيني في ايطاليا فقد بدأ كلمته بالسلام سلام من الله عليكم، سلام على الأقصى والقيامة،سلام على المدائن والقرى والديار،سلام على الزرع والنخل والزيتون والأشجار،سلام على فلسطين وألف سلام.

وأكد وقوف فلسطيني إيطاليا مع أهلهم في فلسطين، حيث قال:نؤكد وقوفنا معهم نؤكد بأعلى صوتنا وأننا نقترب من يوم العودة والتحرير، لقد قلنا العام الماضي في المؤتمر السادس، لقد قلنا إننا إلى العودة اقرب ونقول اليوم إننا أصبحنا أكثر اقترابا حتى العودة إلى يافا وحيفا وعكا ويافا والقدس واللد والرملة والجليل.

ومن جانبه أكد الدكتور عرفات ماضي رئيس الحملة الأوربية لرفع الحصار على تمسك الفلسطينيين بحق العودة وأن انعقاد هذا المؤتمر خير دليل على ذلك، وأن المؤتمر ليس مناسبة اجتماعية بل اكبر من ذلك بكثير، ونتج عنه قرارات مهمة من بينها فكرة الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة والتي أثمرت وأنجزت بتعاون الجميع وأصبح لديها ما يقارب 30 مؤسسة إنسانية، وأعلن الدكتور ماضي عن تهيأ قافلة الأمل لفك الحصار عن غزة للانطلاق تزامنا مع فعاليات افتتاح المؤتمر والقافلة خارج أسوار المؤتمر تنتظر التوجه إلى غزة من ميناء جنوا الايطالي وصولاً إلى مصر وعبرها إلى غزة وتضم عشرات الشاحنات المحملة بمساعدات للمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة والأدوية الضرورية.

أما كلمة العزة كما سماها مقدم المؤتمر، كانت لرئيس وزراء فلسطين إسماعيل هنية والتي وصلت إلى المؤتمر عبر الأقمار الصناعية والتي تحدث فيها عن ما جرى في غزة من مجازر وحشية على يد الصهاينة المحتلين، وأثنى في الوقت نفسه على فلسطينيو أوروبا وعلى جهودهم وما فعلوه أثناء العدوان على غزة والمسيرات والدعوات الجريئة والجمعيات الحقوقية التي طالبت بإيقاف العدوان ومحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة، وطالب هنية في كلمته المؤتمر بعدة نقاط كان أبرزها:

1- العمل على تشجيع المؤسسات الحقوقية لتقصي الحقائق في غزة والعمل على رفع دعاوى أمام المحاكم الدولية على مجرمي الاحتلال والعمل على فتح معارض تبين الصمود الأسطوري لغزة وجرائم الصهاينة فيها.

2- لما فشل العدوان وعبر المجاهدون عن الصمود عمل البعض على تحجيم الانتصار وتضييق الحصار فنطلب تنسيق الجهود مع المخلصين وتحريك قوافل المساعدات لفك الحصار كما في حركة غزة الحرة والاستمرار في تسيير حملات فك الحصار والشكر لجورج كالاوي الذي وصل غزة في قافلة شريان الحياة ونرحب بقافلة الامل والتي ستنطلق مباشرة بعد المؤتمر.

3- إقناع صناع القرار  في الدول الأوروبية على ضرورة التعامل مع كافة الفصائل الفلسطينية بخط واحد وعدم الكيل بمكيالين فحماس انتخبت عبر الانتخابات واختارها الشعب الفلسطيني عبر صناديق الاقتراع.

4- القدس عاصمة الثقافة تتعرض لأخطر هجمة ومحاولات انتزاعها من محيطها وتهويدها والاستيطان وبناء الكنس وهدم المنازل في حي البستان هي أدلة واضحة على ذلك ونحيي أهل القدس والـ48 وعلى رأسهم شيخ الأقصى الشيخ رائد صلاح الذي يدافع عن الأقصى وهويته الحضارية.

وأن الاحتلال راهن على قوته العسكرية في كسر عزيمة المجاهدين والشعب الفلسطيني ولكنهم ظلوا متماسكين وبقيت روح ومظاهر حب المقاومة بما يوحي أن الأمة ما تزال بخير وان ظلمة الليل الطويل ستنجلي .

5- طالب بقرار أوروبي برفع حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية من قائمة المنظمات الإرهابية فهي حركات تحرر وطني وتحركها في الداخل وتناضل ضد الاستيطان فقط.

أما البارونة جيني تونغ عضوة مجلس اللوردات البريطاني والتي حصلت على الجنسية الفلسطينية من السيد إسماعيل هنية بدأت كلامها بلغة عربية بسيطة قائلة: (سلام على أنت) وحيت الأستاذ عرفات ماضي على مساعيه الكبيرة في خدمة قضيته، وأكدت في مجمل كلامها أن حماس ليست منظمة إرهابية وان السلام للجميع فسلامكم سلامنا واثنت على الأخ هنية قبل أن تنهي كلمتها وأنها ستذهب لمقابلته في سوريا.

وكانت كلمة الأستاذ شكيب بن مخلوف رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا معبرة عن واقع الأمة والشعب الفلسطيني المتمسك بخيار المقاومة وحق العودة والمتماسك مع بعضه البعض سواء في الداخل أو في الشتات.

وتبعته كلمة الأب جوليو برونيلا من الكنيسة الملكية الذي اثنى على جهود المؤتمر، وأكد في مجمل كلمته أنّ القدس للمسلمين والمسيحين وما يصيب المسلمين يصيبهم وكنيسة القيامة للمسلمين والأقصى للمسيحين في تعبير منه على مدى التماسك بين أبناء الشعب الواحد على اختلاف طوائفهم ومعتقداتهم.

وقد طالب الدكتور سلمان أبو ستة الأكاديمي الفلسطيني المختص في شؤون اللاجئين بقيادة منتخبة من خلال صناديق الاقتراع ومجلس منتخب جديد يشارك في ترشيحه جميع الفلسطينيين في العالم، حيث أن نسبة فلسطينيي الداخل هي 30% من نسبة كل الفلسطينيين في العالم، ويجب على المجلس الجديد أن يكون كفوءاً معروفاً بنزاهته ووطنيته، وبيّن قانونياً أن اتفاقية أوسلو غير قانونية ولا نريدها لأنها لا تخدم مصالح الشعب الفلسطيني.

وبعث المركز الإعلامي للمقاومة العراقية برسالة إلى المجتمعين في المؤتمر تبين فيها وقوف المقاومة العراقة جنباً إلى جنب مع الفلسطينيين وقضيتهم العادلة.

أما وزير الإعلام الفلسطيني السابق ورئيس المبادرة الوطنية د.مصطفى برغوثي فقد أدلى هو الآخر بدلوه وطالب الجميع بعدم الاعتماد على الغير فماحك جلدك مثل ظفرك ، حسب وصفه، وعلى الجميع التحرك من أجل نصرة القضية.

واختتمت فعاليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بكلمة الدكتور المجاهد رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر والذي ألهب الحشود الحاضرة بكلماته الحماسية وقد استبشر خيراً برؤية الأعلام الفلسطينية ترفرف في ايطالياً جنباً إلى جنب مع أعلام الدول العربية والإسلامية.

وقد شهدت القاعة حضور ممثلين عن السفارة السعودية والباكستانية والإماراتية.

وبالإضافة إلى فعالياته وفقراته المنوّعة؛ يتضمّن المؤتمر ندوتين موسعتين، ستكون إحداهما لبرلمانيين أوروبيين وشخصيات عامة ومسؤولي مؤسسات أوروبية، تناقش مرتكزات القضية الفلسطينية وأبعادها انطلاقاً من شعار المؤتمر، علاوة على تناولها لقضايا الساعة ومستجداتها، وسبل تطوير العمل الفلسطيني العام في أوروبا.

و سيكون من بين أعمال المؤتمر عدد من ورش العمل التخصصية، التي تجتذب الشباب والنساء والقطاعات النقابية الفلسطينية في أوروبا، علاوة على الناشطين في المجتمع المدني الأوروبي.

 كما تشمل فعاليات المؤتمر رسائل الوفود وكلمات ممثليها، ومنتديات الحوار والتنسيق، والمعارض الموسعة، والفقرات الفنية من التراث الفلسطيني. ومن المتوقع أن تصدر عن المؤتمر وثيقة عامة بمثابة إعلان باسم الوفود المشاركة.

ويُقام ضمن وقائع المؤتمر السابع لفلسطينيي أوروبا، معرض الكاريكاتير الدولي عن غزة، ويشارك فيه أكثر من مائة فنان كاريكاتير من شتى قارات العالم، يجسِّدون حالة العدوان الصهيوني الأخير على القطاع وما تخلله من صمود ومقاومة من جانب الشعب الفلسطيني.

وكان مؤتمر فلسطينيي أوروبا الأول عُقد في العاصمة البريطانية لندن عام 2003، وجاء المؤتمر الثاني في العاصمة الألمانية برلين عام 2004. ومن ثم انعقد المؤتمر الثالث في العاصمة النمساوية فيينا عام 2005، فالمؤتمر الرابع في مدينة مالمو السويدية عام 2006، ومن بعده المؤتمر الخامس في مدينة روتردام الهولندية عام 2007. وأخيراً عُقد المؤتمر السادس في العاصمة الدانمركية كوبنهاغن عام 2008.