عائلة فلسطينية تسكن منطقة البلديات من العوائل العددية التي طالما عانت لكن من القلائل التي تعرضت لمآسي ومعاناة من نوع خاص .
عائلة الفقيد جمال سعيد رحمه الله ( مواليد 1963 ) تم اعتقاله من غير مبرر بتاريخ 25/1/2006 من قبل لواء الرافدين مع اثنين آخرين ليفرج عنهم بعد أيام ، وفي عصر يوم الخميس الموافق 16/2/2008 وبينما كان في محل عمله في منطقة البلديات قرب المجمع أصيب بعدة إطلاقات في محاولة لاغتياله نقل إلى المستشفى وبقي بالعناية المركزة ليفارق الحياة في تمام الساعة الثالثة قبيل الفجر من ليلة الجمعة الموافق 24/2/2006 ، ليترك أربعة أيتام اثنين منهم يعانون من أمراض مزمنة ، إذ بدأت رحلة شاقة ومرحلة صعبة في حياة أرملته عبير محمود خليل غنام ( أم مصطفى ) كان الله في عونها .
الأبناء هم كل من مصطفى الكبير ( مواليد 1991 ) ثم مها ( مواليد 1992 ) ثم يوسف ( مواليد 1998 ) حيث يعاني من مرض في الدماغ ، ثم مريم ( مواليد 2000 ) وتعاني من التهاب مزمن في الغدة الكظرية والعلاج منه باهض وغالي الثمن وغير متوفر في العراق .
بعد فقدان رب الأسرة بدأت الأم بتحمل أعباء كبيرة من توفير الأدوية والذهاب للعلاج ، لكن الله عز وجل لا يقطع أحدا أبدا فلم يتوان بعض أصدقاء الفقيد من أهل الخير في متابعة أحوالهم والسعي لإيجاد بعض الأدوية من خارج العراق .
بداية عام 2007 تعرضت الابنة الكبرى مريم لحادث دهس بدراجة نارية أثناء ذهابها إلى المدرسة أدى ذلك إلى حدوث كسر وتمزق في إحدى ساقيها ، لتضاف مأساة جديدة إلى بقية المحن التي تمر بها هذه العائلة المنكوبة .
أجري لها عملية جراحية تحملت المفوضية مصاريفها عبر منظمة ( ICS ) إلا أن الفتاة بقيت مدة طويلة على الكرسي المتحرك ، لتواجه الأم عبير محمود ( أم مصطفى ) أعباء مضاعفة وبدأت بالحيرة ما الذي تفعله في ظل الظروف الصعبة ، مع أنها صابرة محتسبة لما تمر به من محن ، سمعت بصرف مبالغ مالية كتعويضات من قبل جهات عراقية لعوائل المغدورين والقتلى فذهبت لتقديم أوراقها إلى المجلس البلدي ومن ثم إلى محافظة بغداد في محاولة للحصول على مبلغ يعينها على قضاء بعض حوائج أبنائها من دواء وغيره .
وبعد عدة أشهر من المعاملات والمخاطرة بحياتها إذ لابد من الذهاب إلى أماكن حكومية تحت سيطرة الميليشيات تم رفض المعاملة برمتها كون الفقيد ( فلسطيني !!!) وليس عراقي والتهميش من قبل أحد الموظفين على أحد المستندات ( تعاد المعاملة إلى صاحبها لكون المتوفى عربي وليس عراقي استنادا إلى التعليمات والضوابط !!!) ومرفق نسخة من هذا الكتاب مع الصور المرفقة .
فيا سبحان الله ألم يقتل كسائر العراقيين الأبرياء الذين قتلوا ؟!!! ألم يقتل بأيدي عراقية !!!؟ وكأن العربي لا مكان له في العراق الجديد عراق الحرية والديمقراطية والتحرر !!! وفعلا فهذه شعاراتهم العراق للعراقيين فقط ( طبعا ومن ضمنهم الإيرانيين !!! ) وبالمقابل لنا أكثر من سنتين نسمع بأن السلطة الفلسطينية سوف تعتبر الشهداء الفلسطينيين في العراق كشهداء منظمة التحرير لكن لحد الآن فقط أفراد معدودين ومعروفين يتقاضون تلك المبالغ !!!.
لذلك نقول من خلال هذا النموذج المرير ونرسل رسالة إلى كل من يبرر لقتل الفلسطينيين في العراق ويقول هي استهدافات عامة وغير مقصود الفلسطيني فيها ، فماذا عسانا نقول لتلك التعاملات والتي لا تزال أشكالها في العديد من المؤسسات والوزارات لحد يومنا هذا ، فاتقوا الله فينا وأنصفونا بدلا من مضاعفة أثقالنا .
قامت السيدة ( أم مصطفى ) مرة أخرة بطرق باب مفوضية شؤون اللاجئين وقدمت لهم كتاب ( نرفق لكم نسخة منه ) تطلب فيه كفالة ورعاية وعلاج أبنائها خارج العراق ، كما تم ملئ استمارات العلاج ( مرفق نسخة منها ) ومرت عدة أشهر على هذه الحالة دون جدوى .
بعد ذلك قام أحد موظفي منظمة ( ICS ) السابقين بإرشادها إلى أن المفوضية تطلب عدد من العوائل لترحيلهم إلى آيسلندا للجوء والعلاج وشرط ذلك أن يكون الأب مفقود أو مقتول والأبناء أحداث ولا يوجد معيل لتبدأ بتلك الإجراءات ومقابلة عدد من الوفود في مخيم الوليد ايتم اختيار هذه العائلة من ضمن عدد من العوائل وفعلا تم تسفيرهم إلى آيسلندا في شهر آب من عام 2008 ، فأين الشهامة والنخوة العربية مما يحدث لتلك العوائل فهم سيسألون عن كل فرد فلسطيني تم تهجيره ونقله إلى تلك البلاد التي تختلف طبائعهم وعاداتهم ومعتقداتهم ، لكن لكن من تقديم الشكر لكل من ساهم بالتخفيف عن تلك العائلة .
روابط ذات صلة :
اعتقالات واسعة للفلسطينيين في منطقة البلديات من بغداد
تحريضات جديدة لقناة العراقية ضد الفلسطينيين في العراق
فلسطيني يصاب بجروح خطيرة جراء محاولة اغتياله في البلديات
فلسطيني يفارق الحياة بعد أيام من محاولة اغتياله في البلديات
جنازة الفقيد جمال سعيد محمد رحمه الله
بالصور : أهم أحداث شهر 2 من عام 2006
الفقيد : جمال سعيد 24/2/2006