بسم الله الرحمن الرحيم
المتابع للوضع على الساحة القبرصية يشعر بالغثيان لما جرى ويجري ، وأكثر ما يثير الاشمئزاز ما وصل اليه حالنا من احباط وتشرذم وتشتت وتفكك ، وما يزيد الطين بلة اننا بعد ان كنا الفئة المدللة صرنا الفئة المغلوبة على امرها ، وبعد ان كنا زعامات صرنا نمضي مطأطئي الرأس بلا حول ولا قوة .. فماذا جرى ؟ .
أذكر حين وطئت اقدامنا ارض هذه الجزيرة كيف كنا نمضي بزهو وفرح نوزع الابتسامات ونمارس الطقوس والشعائر وسط تعاطف القبارصة ، وعندما كنا نقول يا جماعة البلد زينة كانت ترتفع اصوات تطالب بكذا وكذا وكأننا الطريق الى فلسطين يبدأ من هنا ، ولكنه الصك لا بارك الله فيه هو من سلبنا النخوة وجعل منا عبيدا له ، تهافتنا عليه وحرصنا على ان لا يصاب بمكروه ، فهل على هكذا جبلنا ؟؟ .
أين الفلسطينيين اليوم في قبرص ؟؟ العدد كبير ولكنهم كغثاء السيل ، لماذا لأننا مصداقا لكلام المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام تهافتنا على حب الدنيا وتكالبنا عليها ، وقد سلط الله علينا من لا يخافه ولا يخشاه فعاث بنا فسادا وتشريدا وساعدته بطانته التي نعلمها والتي لا نعلمها والنتيجة : عائلات تسافر مكرهة ، عائلات تغلق ملفاتها ، عائلات تعيش دون مستوى البشر في مناطق لا تصلح للسكن الآدمي وما عاد احد قادر على ان يفتح يهمس ، سلبونا الرجولة ، ومنعونا حتى من ان نصدح بـ : حسبنا الله ونعم الوكيل .
لا ترفع رأسك .. إياك أن ترفع رأسك فأنت لا تعرف بأي سيف سيقطع عنقك ، سفارة غائبة مغيبة ، يقولون ابوابنا مفتوحة ، لكنها ومعلوم للجميع تمارس كل انواع البلطجة الفكرية والسياسية ، وذلك الشايب يعيث فسادا دون حسيب او رقيب ، هل سيقطع عنقك بسيف مكتب العمل الذي يتعامل معنا كأننا دواب ؟ هل تعلمون ان احد الأخوة ارسلوه الى العمل قرب ترودس ؟ هل تعلمون ان اخ من الأخوة أرسلوه الى بافوس واحد افراد عائلته الى ليماسول وثالث الى منطقة اخرى ، الكارثة ان مصيرنا اصبح مرهونا بما سيكتبه صاحب العمل على الورقة ، فالملف سيغلق لو كتب مثلا "لا يتقن اللغة" بل وصل الحد ان بعض أصحاب العمل عملوا على ابتزاز بعض الاخوان نظير ما سيكتبه له حتى لا يغلق ملفه .
هل سيقطع رأسك بسيف ذلك الجالس خلف مكتبه في نيقوسيا الذي ما ان دعا احد منا الا وارتعدت فرائصنا ، من خلف مكتبه يتحكم هذا الموظف المتغطرس بقوت أبنائنا ومستقبلنا ، ويحيل حياتنا جحيما وبات يقفز الى أحلامنا محولها الى كوابيس .
ارتكبنا أخطاء فكلنا من بني البشر لكن العقاب الجماعي يفوق في قسوته جرمنا هذا ان كنا قد أجرمنا ، فرق تسد سياسة متجددة : أصحاب لجوء ، أصحاب حمايات ، أصحاب لاشيء هذه التصنيفات الثلاثة لنا ، وأصحاب اللاشيء فئة تخلينا عنها وتخلوا هم عن أنفسهم ، وأصحاب الحمايات باتوا يسافرون فرادى وجماعات وسط مخاطر الطريق وصعوبة التمويل .
إياك ان ترفع رأسك ، حسبنا الله ونعم الوكيل "بصوت خافت حتى لا يسمعني الموظف خلف المكتب" .
كايد الكايد
26/2/2012
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"