الفلسطينيون
المغتربون في كل دول العالم ، اغلبهم يعيش حياة مأساة وتشرد لأن اصله فلسطيني ،
وتصل الامور إلى التشريد وحرمانهم من بعض الحقوق التي يتمتع بها المواطن العادي في
الدولة ، وقد تصل لحد التضييق عليهم للهجرة من البلاد العربية ، ومنهم
يعيش حياته مرحل لحتي الان.
صافي
عيسى " 69 عاما " من مواليد بيت لحم في الضفة الغربية فلسطيني ذاق
مرارة التشرد و"النضال" والبعد عن الاهل وصولا للمنع من العودة لأهله
وعدم زواجه حتى الان.
ويروي
صافي لدنيا الوطن قصته قائلا " بداية حياتي التحقت بالجيش الأردني
سنة 1967 ، لأنهم كانوا يجمعونا كمكلفين ومتطوعين في الجيش الأردني
لحماية فلسطين وكانت الاردن هي المكلفة بالضفة الغربية ".
ويتابع
" خدمت مع الجيش الأردني 6 سنوات وكنت اتلقى دينارين اردني شهريا مقابل
التكليف ، وبعد حرب ايلول هربت من الجيش الأردني للبنان ، وهناك التحقت في الثورة
الفلسطينية وخدمت معهم فترة طويلة حافلة بالمقاومة و"النضال"
والعمليات ، ومكثت 9 سنوات مع منظمة التحرير الفلسطينية في مخيم البداوي
".
وحصل
عيسى على رتبة عريف خلال انضمامه للمنظمة والتقى بشخصيات قيادية في حركة فتح
ابرزهم الحاج اسماعيل جبر وخالد سلطان وسعدي نادي وخليل الوزير قبل "استشهاده"
بأربعة شهور في منطقة المسيف.
وشاهد
عيسى خلال وجوده ضمن المقاومة الفلسطينية في لبنان الرئيس الفلسطيني الراحل ابو
عمار وصافحه في منطقة خربة روحة ، وتوجه لسوريا فترة قليلة من الزمن ، واستقر
بعدها في العراق مدة " 20 عاما ".
ويضيف
عيسى: " كنت اتلقى راتب متقاعد من منظمة التحرير الفلسطينية داخل العراق
، وفي عام 2003 حينما احتلت القوات الامريكية العراق بدأ التضييق على المواطنين
الفلسطينيين المقيمين في العراق ، وخطفهم ومحاولة طلب فدية من اهلهم ، وبعد
مناشدات دولية تم تجميع جميع المواطنين حملة الهوية الفلسطينية في مخيم
الرويشد بين عمان والعراق وبعدها تم ترحيلنا للبرازيل ، وهى الدولة الوحيدة التي
وافقت على استضافتنا ".
ويسرد
تفاصيل الخمس سنوات التي قضاها في البرازيل قائلا " مكثنا في البرازيل وكنا
نتلقى راتب من الامم المتحدة هناك ، وبعد سنوات قطعت عنا الامم المتحدة هذا
الراتب ، في محاولة لإجبارنا على العمل داخل البرازيل والتضييق علينا ، ونمت السنة
الخامسة لي في البرازيل في المساجد ".
"ذهبت
للسفير الفلسطيني في البرازيل لمساعدتي فساعدني في الحصول على الجواز الفلسطيني ،
وأعطاني 230 دولار أمريكي ، ومنحتني السفارة السودانية 770 دولار أمريكي ، وقامت
السفارة المصرية في البرازيل بتنسيق الامور لي لدخولي الى مصر ومن ثم لقطاع
غزة ومن بعدها عودتي الى بيت لحم عبر معبر ايرز " حسب قوله ".
ويتابع
" رفضت الحكومة الاردنية منحى تأشيرة دخول للأردن، فنزلت في مطار
القاهرة ومن ثم لمعبر رفح مباشرة ، وعلى معبر رفح نمت ليلة كاملة في ضيافة
الشرطة الفلسطينية هناك ".
ودخل
عيسى غزة معتقدا أن دخولها سيكون اول درجات وصوله لبيت لحم ولكن غزة كانت بداية
حياة جديدة له ، فتم التنسيق بين شرطة المعبر والدوائر المختصة في قطاع غزة
بالمسنين، وتم ايداعه في مركز رعاية المسنين في غزة التابع لمستشفى الوفاء.
ويبدي
عيسى اسفه على ايام شبابه التي قضاها في خدمة وطنه والدفاع عن القضية الفلسطينية
والتنقل بين بلدان العالم دفاعا عن قضيته ، والتي انتهت بوجوده بمركز رعاية
المسنين بدون أي اهتمام او متابعة من قيادات فلسطينية عاصرت ايامه وتشهد له وجوده
معهم.
ويتمنى
عيسى في نهاية حديثه مع ابتسامته الطويلة التي رافقت حديثه من السلطة الفلسطينية
العمل على حل مشكلته وعودته لأهله في بيت لحم ومساعدته على ذلك.
وقد
تم ترحيل الاف الفلسطينيين من العراق بعد الغزو الأمريكي للعراق بداية سنة
2003 ووافقت البرازيل الدولة الوحيدة على استضافتهم ، وتم التضييق عليهم بعد
مكوثهم فترة طويلة داخل البرازيل مما اضطر العديد منهم للعودة الى الوطن.
المصدر : صحيفة دنيا الوطن الفلسطينية
3/10/2013