الحلم الفلسطيني الضائع - المحرر

بواسطة قراءة 1400
الحلم الفلسطيني الضائع - المحرر
الحلم الفلسطيني الضائع - المحرر

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد كتبت بلايين الكلمات حول فلسطين وربما أكثر من أي موضوع آخر في التاريخ وهذا يجعلني أشعر بالتردد في الإضافة إلى هذا الكم. ومع ذلك فإنني أجد نفسي مضطراً لعمل ذلك إذا أنني أكاد أكون على قناعة بأن حقيقة قضية العرب والمسلمين تكاد تكون مجهولة بالنسبة لقيادتنا الفلسطينية القضية الفلسطينية تمر في ظروف حرجة للغاية. احاسيسنا تشعر بالفرح والنشوة عندما نسمع الخطب الرنانة بقرب اعلان دولة فلسطين ولا يمر بعد هذه الخطبة يوم او يومين حتى نسمع النقيض من ذالك من جلاوزة الظلم في تل ابيب وعند قراءتنا لسير تلك المفاوضات اصبحت رواية متكررة بنفس السيناريو انتخابات اسرائيلية وما ان تنتهي تلك الانتخابات انتظروا حتى تشكيل الحكومة ويمضي للزمن سنة او سنتين من ذلك حتى تبدأ المفاوضات على نقاط متفاوض عليها اكثر من مئة مرة ونختلف وانتظروا سير الانتخابات الامريكية وانتظروا سيادة الرئيس الامريكي الجديد لتشكيل حكومته وهكذا يتكرر السيناريو الى اكثر من ثلاث عقود والكيان الغاصب يبتلع الارض والمقدسات وكل شيء حتى ضاع الشعب في تيه المنافي وعلى هذا الموال ستستمر المفاوضات ما لا نهاية. تحت تبرير اسمه المقاومة السياسية! فاي مقاومة سياسية تلك. عندما كانت فتح السلطة في منتصف الستينات والسبعينات تقوم بعمليات فدائية اختطاف طائرات اختطاف باصات اختطاف رهائن فعندما كان يسأل قياديي هذه العمليات وقادت فتح بان تلك العمليات لا تجدي نفع ولا تحرر وطن فيكون جوابهم نعم انها لا تحرر فلسطين ولا تحرر الاقصى ولكن لماذا؟ حتى نلفت الرأي العام العالمي ان هناك قضية حيةً قضية شعب مشرد ومظلوم؟! كلام جميل .عندما توقفت حركة فتح من ممارسة تلك العمليات في بداية الثمانينات كان التبرير هنا ان القضية الفلسطينية اخذت حقها في الرأي العام العالمي فلا بد من تغير المسار نحو طريق جديد والمقصود هنا طريق اوسلو! ونود ان نقلب صفحات التاريخ وان نسأل سؤال؟ يقول المثل "الحليم تكفيه الاشارة" عجبا قياداتنا لا يكفيها حتى الكلام فالادارة الامريكية وعبر قياداتها اصبحت تستشعر بضرورة حل القضية الفلسطينية اكثر من اي وقت مضى وهذا من خلال ما يدلي به زعمائهم عندما كانوا يقولون بان حل قضية الشرق الاوسط ضرورة امنية للامن القومي الامريكي هذا الكلام ليس اعتباطيا فهو يدلل على مدى المأزق الذي وصلت له الادارة الامريكية باتجاه القضية الفلسطينية وذلك من خلال بركان الغضب الذي اخذ يتصاعد يوم بعد اخر فها هو اسامة ابن لادن يقسم لا سلام ولا امن الى امريكيا وحلفائها دون ان ينعم به الشعب الفلسطيني وهاهو حزب الله الذي يتحدث عن بيت المقدس وابو سياف في وديان الفلبين يتحدث عن بيت المقدس وعبد الرحمن بن عمر في اندونيسيا يتحدث عن بيت المقدس ودول كثيرا بدأت ثورة الغليان واضحة في لهجة قادتها باتجاه القضية الفلسطينية وما يحل بشعبها من ظلم واضح فلماذا لا تستغل قياداتنا هذا البركان الذي بدأت تشعر بخطره الولايات المتحدة الامريكية وان نجيد فن السياسي والثائر في ان واحد وان نبتعد عن الوعود الكاذبة والخادعة.

أرأف بنا أيها الزمن
أيها الزمن هل تستطيع التوقف ؟
هل تستطيع الانتظار في محطة العمر؟
أسئلة تجول بخاطري
أنا وأنت سائرون..
في اتجاهين متعاكسين
اتجاه الزيادة لك واتجاه النقصان لي
هل استطيع أن اخذ منك دون أن تأخذ مني ؟
أنا لا استطيع
أما أنت تستطيع بكل جرأة وقسوة وعدم رحمة ...
إنك لاتستطيع التوقف ولا حتى الانتظار أبدا
فأنت بقبضة وأنا كذلك تحت رحمته
عجلتك تدور .... وتدور لكي تطحن
وتدور مسرعة .. مهرولة إلى أين ؟
وانا ادور ولا اعلم اين ادور
إلى المجهول !! إلى الغيب ؟
أصبحت علامة مميزة بوجوه البشر
في أحوالهم هذا سعيد وهذا حزين
وهذا غني وهذا فقير هذا مريض وهذا صحيح
هذا مولود وهذا عجوز هرم
لاينفع معك رجاء فأنت ماض شئنا أم أبينا
تذكرت الأحباء عم وأخ وصديق
من بقى معك منهم ... القليل لقد توقفت معهم
وسوف تتوقف معي قريباً أو بعيداً
وهنا سوف أطلب منك المستحيل
وهو أن ترأف بنا أيها الزمن
هذا هوالزمن مذ خلقنا لا يتوقف
بل يمضي ليكمل ما بدأنه من أفراح
أو يكمل ما يصيبنا من أحزان
هذا هو الزمن شئنا أو أبينا سيجاملنا ويحاسبنا
ولن يتوقف عن عقابنا
هذا هو الزمن ينيرنا ويظلمنا ويسير على أعقابنا دون توقف
فلنواكب هذا الزمن حتى نستطيع ان ننال منه قبل ان ينال منا

 

بقلم محرر

 

ملاحظة: المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو إدارته.

 

26-08-2009

"حقوق النشر محفوظة لموقع "فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"