ماذا الشعب والأرض يتكلمان ؟ - الزيداني

بواسطة قراءة 5315
ماذا الشعب والأرض يتكلمان ؟ - الزيداني
ماذا الشعب والأرض يتكلمان ؟ - الزيداني

بسم الله الرحمن الرحيم

اعتدنا أن البشر يتكلمون والبشر مع الحيوان ولكن الأرض مع الشعب فلا تتعجب فلسطين هي المعجزات

قالت لنا فلسطين أسرارها الدموية

أنا الأرض

والأرض أنت

قالت! لا تغلقوا علي الباب

لا تدخلوني في الغياب

سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل

سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل

سنطردهم من هواء الجليل أُسمّي الترابَ امتداداً لروحي

أُسمّي يديّ رصيفَ الجروح

أُسمّي الحصى أجنحة

أسمّي العصافير لوزاً وتين

وأستلّ من تينة الصدر غصناً

وأقذفهُ كالحجرْ

وأنسفُ دبّابةَ الفاتحين

كأنّي أعود إلى ما مضى

كأنّي أسيرُ أمامي

وبين البلاط وبين الرضا

أعيدُ انسجامي

أنا ولد الكلمات البسيطة

وشهيدُ الخريطة

أنا زهرةُ المشمش العائلية.

فيا أيّها القابضون على طرف المستحيل

من البدء حتّى الجليل

أعيدوا إليّ يديّ

أعيدوا إليّ الهويّة

يا داميَ العينين والكفّين! إنَّ الليلَ زائلْ‏

لا غرفةُ التوقيفِ باقيةٌ ولا زَرَدُ السَّلاسِلْ!‏

نيرونُ ماتَ، ولم تمتْ روما.. بعينيها تُقاتِلْ!‏

وحبوبُ سنبلةٍ تموتُ ستملأ الوادي سنابلْ

أعيدوني إليكم

وطني الحبيب .. عذراً بما اعترفت

لم أستطع الوفاء بما وعدت

لأني حاولت وما استطعت

عاهدتك ألا أبكي فبكيت

وأن أعيش على ذكراك بلا حزن فحزنت

عذراً يا وطني لأني ما أوفيت

رغم أني كبرت

أشعر أنني دونك لا زلت صغيراً فتنحيت

أحتاج لحنانك طالما بقيت

دونك لا طعم للسعادة مهما اصطنعت

أهرب من الحقيقة لأني أمامك ضعفت

حين رحلت ما صدقت

راودتني أفكار عنها ما تخليت

مازالت ذكرياتنا أمامي وما نسيت

لكني على فراقك ما تعودت

أضحك على نفسي لو حاولت

أن تغيب عني ذلك ما كرهت

أين المستقر وأين المفر ما تكهنت

أكون لجانبك لربي دعوت

معك ما أجمل الحياة والموت

برحيلك يا وطني يتمت

حينما كان خوفك يزداد كلما كبرت

أجيبك بأني ما صغرت

ما بقي لدي غير ما أحببت

مع كل جراحي النازفات

تنهدت ...
وطني ما تغيرت

لن أنساك طالما حييت

سامحني يا وطني بغيابك تعذبت

رغم ذلك ما انكسرت

لا تلومني على ما أسردت

بمشاعري أفضت

وبدمائي رسمت


26/5/2009
بقلم الزيداني

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"