قرية إجزم ومقاومة المشروع الصهيوني ج9- رشيد جبر الأسعد

بواسطة قراءة 7818
قرية إجزم ومقاومة المشروع الصهيوني ج9- رشيد جبر الأسعد
قرية إجزم ومقاومة المشروع الصهيوني ج9- رشيد جبر الأسعد

معالم في قرية اجزم :

إن قرية اجزم ، مثلها مثل قرى ومدن فلسطين ، لا تخلو من المعالم والمشاهد الحضارية والمدنية ..

فبرغم أن انتداب البريطاني على فلسطين السيئ الصيت ، والماكر، عمل حثيثا على إضعاف وقهر الشعب العربي الفلسطيني المسلم ، إضعافه علميا وثقافيا واقتصاديا وصحيا .. للسير بسرعة لتطبيق مؤامرة وعد بلفور المشؤوم ، لتنفيذ المخططات الصهيونية الإجرامية الشريرة على ارض فلسطين ، ارض المحبة والسلام والتسامح .

إلا إن الشعب العربي الفلسطيني بقي عنيداَ مجالدا صامدا أبيا محافظاَ على أصالته واصله وهويته وكيانه وأرضه وتراثه .. رغم حجم وقوة المؤامرة البريطانية الماسونية الصهيونية العالمية ..

ومع كل هذا نجد معالم التمدن ، نجد معالم حضارية في مدن وقرى فلسطين ومنها قرية اجزم الباسلة ..

ففي غمرة التفاعل الحياتي اليومي الشعبي الاجتماعي ، في حياة اهل قرية اجزم اليومية، المتدفقة بنبض الحياة والحركة والحب والسعي .. في ظل وجود الخير الوفير والبركة والقيم النبيلة ، مع تواصل الكد والعمل اليومي

المضني المتواصل .. من قبل صلاة الفجر بقليل .. حتى مغيب الشمس .. أليس هذا من الطموح .. نرى ونجد في إنحاء قرية اجزم بعض المعالم المدنية والحضارية .. تسير الأمور في القرية .. بالبساطة والعفوية .. بالطيبة .. بالسواعد المؤمنة المتوضئة .. بالسواعد المفتولة .. بالأمل .. وعشق الأرض الطاهرة والوطن الغالي .. عشق الحياة لأجل الكرامة والحرية والمستقبل المشرق الباسم ..

من هذه المظاهر .. وهذه المدنية في قرية اجزم لحد عام المأساة والنكبة في تموز / رمضان عام 1948.. وقبل أن تدمر من قبل عصابات الصهاينة ..

منها ... وجود جامع اجزم الذي تقام فيه الصلوات اليومية الخمس وخطبة صلاة الجمعة وصلاة خطبة عيد الفطر والأضحى ..

الذي بنى هذا الجامع جزاه الله كل خير الشيخ مسعود خضر الماضي بناه عند منطقة السفوح الشمالية للحارة الفوقة عام 1223 هجرية الموافق 1808م والذي شهد هذا الجامع وجود الكثير من العلماء والدعاة والشيوخ لعل احدهم او أبرزهم الشيخ يوسف إسماعيل النبهاني وشيوخ أل خديش ..وغيرهم ..

..وجود الدواوين في القرية ولكل حمولة لها ديوانها الخاص تقريبا ، من هذه الدواوين ديوان مسعود الماضي الشهير .. الذي لا يزال شامخا يتحدى التهويد والعدوان .. وديوان عيسى السعيد الأسعد أبو إدريس في الحارة الفوقا.. وديوان العزايزة في الحارة التحتا.. وغيرها من الدواوين ..

ثم وجود خط باص النقل المعروف في القرية ، خط رقم (25) وسائقه سعيد المدني ، ينطلق هذا الباص يومياَ من اجزم الى حيفا .. ووجود خط (تاكسي) سيارة أجرة الذي كان يعمل علية عبد السلام قدسية وهو أول خط أجرة .. في القرية ..

مدرسة اجزم التي افتتحها العثمانيون في أواخر القرن التاسع عشر .. استمر عطائها حتى عام 1948.. ولها تلاميذها بالمئات وشيوخها ومعلميها التربويون من اجزم ومن غيرها ..

من الملفت للنظر إن قرية اجزم تلفت نظرك ، وتطالعك بيوتها الجميلة التي طغت عليها أشعة الشمس كالسلاسل الذهبية عند بزوغ الشمس فغدت بيضاء كالحمام لذا أطلق عليها الحمامة البيضاء .. بيوت جميلة من الحجر الأبيض متناسقة مصقولة متراصفة .. ساهم في بناء اجزم عمال فنيون أكفاء مهرة اخلصوا النية في بناء قريتهم ووطنهم .. لعل من هؤلاء البناء محمد خليل حمادة أبو طالب ، او ابو خليل كان يعمل هذا الرجل الفاضل بجد وإخلاص مع كفاءة وإتقان في العمل ، فبنى الكثير من بيوت اجزم في الحارة الفوقا والحارة التحتا وبنى الدواوين والمدرسة والجامع منها (ترميم وصيانة ) وبنى ألبير الغربي في القرية .. وغيرة من المنشأة ..

لا ينسى اهل قرية اجزم فضل البنا محمد خليل حمادة وولده خليل .. ليس عالبناء والإتقان فحسب بل حسن المعاملة والإخلاص في العمل .. وهذا شأن ، وهذا ديدن معظم أبناء فلسطين .. خبرة .. أخلاص .. خلق حسن ..

وجود أكثر من مطحنة (بابور) في القرية ، فضلا عن (بابور) مطحنة المنارة .. وجود ساحات وحارات عديدة لتجمع السيارات .. والدواب .. والنقل .. واللعب .. مع وجود حوالي 30 دكاناَ لتلبية حاجات سكان القرية من المواد الضرورية والسلع .

.. مركز صحي للعلاج يديره بعض الموظفين الصحيين..

مقاهي عديدة منها مقهى بديع الماضي (كان في مقهاه مذياع – راديو ) ومقهى نصار الذي كان يعمل بها سعيد قدسية أبو منصور ..

ومقهى جعفر الماضي وغيره...

مشروع إسالة الماء بالطرق الحديثة ومد أنابيب (كلفنايز ) الذي قام به وانفق عليه أهل عين غزال الكرام على حسابهم وعلى أساس يمدون لأجزم. وتم قطع أشواط نهائية لهذا المشروع الحيوي .. حلت النكبة .. ويا فرحة ماتمت .

... وجود المذياع (الراديو) في بعض بيوت القرية وفي بعض المقاهي منها كما سبق مقهى بديع الماضي .. يسمعون القران الكريم ونشرات الأخبار والأغاني والأحاديث ..

... يوجد ساحة (سنتر) القرية إي وسطها يطلق عليها ساحة المكاييل ، منها تنطلق الباصات والسيارات إلى مدينة حيفا وبالعكس ،  ومنها خط الباص رقم (25) الذي يأخذ الركاب لحيفا .. وغيره من وسائل النقل ووجود السيارات .. وأول سيارة أجرة هي لعبد السلام قدسية

... دواوين القرية ، مثل ديوان العزايزه في الحارة التحتا وديوان ال اسعد ديوان أبو إدريس في الحارة الفوقا وديوان لكل حمولة تقريباَ كما مر بك ..

... وجود الدواوين والمقاهي والمضافات .. مع وجود شيوخ الحمايل والعلماء والفقهاء والشيوخ مثل حفظي الخديش والشيخ طه الخديش وإخوتهم ويوسف النبهاني وتقي الدين النبهاني والشيخ علي الحانوتي والشيخ توفيق محي الدين والمعلمين من أهل اجزم ومن خارجها .. الذين كانوا عاملا رئيسيا وقويا في إدخال اليقظة والحذر والوعي في صفوف سكان قرية اجزم وغيرها .. إضافة لوجود ودور المختار ..

... وجود استمرار حركة السيارات في الشارع الدولي الذي يربط بين حيفا ويافا ويمر من قرية اجزم .

... وجود أشجار الزيتون بكثرة وكثافة منها القديمة وقد يكون بعضها من زمن الرومان ..

... وجود عيون الماء العديدة في القرية التي تزيد القرية ثراء وغناء وخصوبة .

... وجود العديد من معاصر الزيتون .

... وجود العديد من المطاحن (البابور)في المنارة وفي اجزم .

... وجود قبر لأحد الصحابة الكرام رضي الله عنه مع وجود قبور وأضرحة أخرى لبعض الأولياء الصالحين .

... حركة بيع وشراء وبيع المحاصيل الزراعية من فواكه وخضراوات وحبوب ، ورعي أغنام والمواشي . وصوت الشبابة .. الذي يناجي اليرغول.. وأصوات ندية جميلة ترفع الاذان .. وأصوات تصدع بالعتابا .. وأنفاس أهل القرية التي تشدو للحرية والحب والكرامة ..

... وجود الخرب او العزب العديدة والغنية بالإثمار والأشجار والبساتين ..

... وجود المراعي الخضراء والأشجار .. ففي اغلب مساحة قرية اجزم والذي يزيدها بهاءَ وسناءَ وجمالاَ ..

 

قرية اجزم في البحوث والتأليف :

  من المفارقات ان الأخ مروان الماضي  (بكالوريوس جغرافية ) من فلسطينيو سورية ،  قام بتأليف كتاب عن قرية اجزم عام 1993م بعنوان : (قرية اجزم .. الحمامة البيضاء ) مشكوراَ مخلصاَ على هذا الجهد الرائع الرائد ، والذي مهدد الطريق لغيره من الكتاب والمؤرخين والمؤلفين للبحث والتأليف عن قرية اجزم وعن غيرها من مدن وقرى فلسطين .

    ثم قام العميد لبيب عبد السلام قدسية في الأردن بتأليف كتابه الموسوم (اجزم ..قضاء حيفا) عام 2010م جاء كتابه غنياَ بالمعلومات ومعزز بالصور الكثيرة المطلوبة ، وصور نادرة أيضا ، حين صدر كتابه كنت قد أنجزت كتابي : (اجزم .. ومقاومة المشروع الصهيوني ) بنسبة 90 %  ، ثم تريثت وها ألان ينتشر كتابي على منظومة الشابك (الانترنت) على حلقات من فصول الكتاب .

في أواخر السبعينات قام الطالب يونس طه دودين بالتقدم برسالته الموسومة (الفلسطينيون في العراق) لنيل درجة الماجستير في قسم علم الاجتماع كلية الآداب ، وتم نشر مختصرها في أكثر من 20 صفحة في مجلة مركز الدراسات الفلسطينية جامعة بغداد تشرين الثاني وكانون الأول عام 1978 عدد (31) ، وقد ركز الباحث ان هذه القرى الثلاث اجزم جبع عين غزال شكل مثلث يطلق عليه الحمامة البيضاء ، حيث ان اجزم هي الجسد – الأكبر – وعين غزال وجبع هما الجناحان .

ثم صدر كتاب عن قرية عين غزال بعنوان :(عين غزال بلد الكفاح) في سورية وهو كتاب رائع جداَ ، مؤلفه من فلسطينيو الأردن وهو الأستاذ محمد راجح جدعان ، والسيد حماد حماد (من فلسطينيو سورية) من قرية عين غزال قام بتأليف كتاب عن حمائل قرية اجزم قض أكثر من 15 سنة في البحث والتنقل وقد ساعده عن حمائل وعوائل عين غزال في العراق الأستاذ التربوي الفاضل خالد محمد رشيد (أبو الوليد) .

ومن أهل قرية جبع الأستاذ الفاضل الأخ عز الدين الفهيد الذي يسعى منذ فترة لجمع المادة العلمية والتحري عن المراجع لتأليف كتاب عن قرية جبع حيفا ، فضلا عن العديد من أبناء القرى الثلاث الذين كتبوا البحوث أو تمت مقابلات معهم أو وضعوا القصائد الشعرية في التغني بقراهم ووطنهم وأمتهم ودينهم .. وغيرهم.

أتمنى النجاح والتوفيق لكل من يسعى في البحث والتأليف ، لكشف التزوير والتهويد الصهيوني للمسجد الأقصى والقدس ومدن وقرى الوطن الحبيب، وإعلام فلسطين ، ومن الله السداد والتوفيق.

 

ابن قرية إجزم

الكاتب

رشيد جبر الأسعد

2012م

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"