* ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم في شهر شعبان:
- عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله لم أرك تصوم
شهر من الشهور ما تصوم من شعبان ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ( ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب
ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ) رواه النسائي.
- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ( لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم
يصوم شهرًا أكثر من شعبان ، وكان يصوم شعبان كله ) رواه البخاري.
* فضل ليلة النصف من شعبان:
- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: ( إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو
مشاحن ) رواه ابن ماجة وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة 1144.
* البدع المشتهرة في شعبان:
- صلاة البراءة: وهي تخصيص قيام ليلة النصف من شعبان وهي مائة ركعة.
- صلاة ست ركعات: بنية دفع البلاء وطول العمر والاستغناء عن الناس.
- قراءة سورة { يس } والدعاء في هذه الليلة بدعاء مخصوص بقولهم: ( اللهم يا ذا المن ، ولا
يمن عليه ، يا ذا الجلال والإكرام .. ).
- اعتقادهم أن ليلة النصف من شعبان هي ليلة القدر: قال الشقيري: ( وهو باطل باتفاق المحققين من
المحدثين. أهـ ( السنن والمبدعات 146) وذلك لقوله تعالى: { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن } , وقال تعالى: { إنا أنزلناه في ليلة القدر } وليلة القدر في رمضان وليس في
شعبان ).
* تاريخ حدوث هذه البدعة:
- قال المقدسي: ( وأول ما حدثت عندنا سنة 448هـ قدم علينا في بيت المقدس رجل
من نابلس يُعرف بابن أبي الحميراء وكان حسن التلاوة ، فقام يصلي في المسجد الأقصى
ليلة النصف من شعبان ، فأحرم خلفه رجل ثم انضاف ثالث ورابع فما ختمها إلا هو في
جماعة كثيرة ) .. الباعث على انكار البدع والحوادث 124-125.
- قال النجم الغيطي: ( إنه قد أنكر ذلك أكثر العلماء من أهل الحجاز منهم عطاء وابن أبي
مُليكة وفقهاء المدينة وأصحاب مالك وقالوا : ذلك كله بدعة ). أهـ السنن والمبتدعات للشقيري
145.
* واعلم رحمك الله أن ما أوقع هؤلاء في هذه البدعة القبيحة هي
اعتمادهم على الآتي:
- حديث ( إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا
نهارها ) وهو حديث موضوع.
- وحديث ( إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر
لأكثر من عدد غنم بني كَلْب ) وهو حديث ضعيف.
* والحاصل أن هذه الأمور لم يأت فيها خبرٌ ولا أثرٌ غير الضعاف
والموضوعات:
- قال الحافظ ابن دحية: ( قال أهل التعديل والتجريح: ليس
في حديث النصف من شعبان حديثٌ يصح ، فتحفّظوا عباد الله من مُفترٍ يروي لكم حديثًا
يسوقه في معرض الخير ، فاستعمال الخير ينبغي أن يكون مشروعًا من الرسول صلى الله
عليه وسلم ، فإذا صح ّ أنه كذب خرج من المشروعية ، وكان مستعمله من خدم الشيطان
لاستعماله حديثًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يُنزل الله به من سلطان ) أهـ الباعث على انكار
البدع والحوادث لأبي شامة المقدسي 127.
* حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان ؟؟
* سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عن ليلة النصف من
شعبان ؟ وهل لها صلاة خاصة ؟
- فأجاب: ليلة النصف من شعبان ليس فيها حديث صحيح .. كل الأحاديث
الواردة فيها موضوعة وضعيفة لا أصل لها وهي ليلة ليس لها خصوصية ، لا قراءة ولا
صلاة خاصة ولا جماعة .. وما قاله بعض العلماء أن لها خصوصية فهو قول ضعيف فلا يجوز
أن تخص بشيء .. هذا هو الصواب وبالله التوفيق.
ما جاء في ليلة النصف من شعبان
عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي
لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا
لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ". أخرجه ابن ماجه (رقم 1390) وحسنه الألباني في
"المشكاة" ( 1306 - 1307 ). قال العلامة السندي في "شرح
سنن ابن ماجه": قَوْله ( أَوْ مُشَاحِن ) فِي النِّهَايَة هُوَ الْمُعَادِي
قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ أَرَادَ بِهِ صَاحِب الْبِدْعَة الْمُفَارِق لِجَمَاعَةِ
الْأُمَّة وَقَالَ الطَّيِّبِي لَعَلَّ الْمُرَاد ذَمّ الْبِغْضَة الَّتِي تَقَع
بَيْن الْمُسْلِمِينَ مِنْ قِبَل النَّفْس الْأَمَارَة بِالسُّوءِ لَا لِلدِّينِ
فَلَا يَأْمَن أَحَدهمْ أَذَى صَاحِبه مِنْ يَده وَلِسَانه لِأَنَّ ذَلِكَ
يُؤَدِّي إِلَى الْقِتَال وَمَا يُنْهَى عَنْهُ.
ليلة
النصف من شعبان لا تخصص بالعبادة
قرأت في أحد الكتب أن صيام ليلة النصف من شعبان بدعة من البدع ، و
قرأت في مصدر آخر أن من الأيام التي يستحب الصيام فيها ليلة النصف من شعبان … ما
الحكم القطعي في ذلك ؟ .
الحمد لله
لم يثبت في فضل
ليلة النصف من شعبان خبر صحيح مرفوع يعمل بمثله حتى في الفضائل بل وردت فيها آثار
عن بعض التابعين مقطوعة و أحاديث أصحها موضوع أو ضعيف جداً و قد اشتهرت تلك
الروايات في كثير من البلاد التي يغمرها الجهل من أنها تكتب فيه الآجال و تنسخ
الأعمار … إلخ و على هذا فلا يشرع إحياء تلك الليلة و لا صيام نهارها و لا تخصيصها
بعبادة معينة و لا عبرة بكثرة من يفعل ذلك من الجهلة ، و الله أعلم .
الشيخ ابن
جبرين
فإذا أراد أن
يقوم فيها كما يقوم في غيرها من ليالي العام - دون زيادة عمل ولا اجتهاد إضافي ،
ولا تخصيص لها بشيء - فلا بأس بذلك ، وكذلك إذا صام يوم الخامس عشر من شعبان على
أنه من الأيام البيض مع الرابع عشر والثالث عشر ، أو لأنه يوم اثنين أو خميس إذا
وافق اليوم الخامس عشر يوم اثنين أو خميس فلا بأس بذلك إذا لم يعتقد مزيد فضل أو
أجر آخر لم يثبت . والله تعالى أعلم .
المصدر : مواقع إسلامية وموقع الإسلام سؤال وجواب