أدلة على الجرائم والإهمال والإساءة المرتكبة بحق اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل- عصام عرابي

بواسطة قراءة 8157
أدلة على الجرائم والإهمال والإساءة المرتكبة بحق اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل- عصام عرابي
أدلة على الجرائم والإهمال والإساءة المرتكبة بحق اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل- عصام عرابي

اليوم نتطرق لموضوع تكلمنا فيه على مدى الأعوام المنصرمة عن الجرائم والإساءة والتجاوزات والإهمال المرتكب بحق اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل ، وبالرغم من مصداقية ما كنا نكتب ، إلا أننا كنا نرى وقاحة مرتزقة ومأجورين وتبعية عصابة النساء في منظمة آساف المجرمة و المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في البرازيل ، كنا نرى دفاعهم عن أسيادهم من اليهود والصهاينة ، فقد إنقسم ظلمة اللاجئين إلى قسمين ، صهاينة بمعنى الكلمة وبعضاً من المتصهينين الذين عملوا كمترجمين وخلاف ذلك ، فقد كانوا خير محام عن أسيادهم وأرباب عملهم الذين إشتروا ضمائرهم بما يدفعوه لهم شهرياً ، وكنا نلمس ذلك بتصرفاتهم وحماسهم بالدفاع عن مؤسسة أسيادهم..

ما نتطرق له اليوم هو تصريحات لمحام برازيلي والذي كان يساند الدفعة الأولى من المعتصمين والذي توقف عن ذلك بعد التهديدات التي تلقاها ، وتصريحات لوكيل وزارة العدل البرازيلية ...

فقد قال المحامي والناشط الحقوقي آسيليو ريبيريو : أن القضية سياسية بإمتياز وحكومتا الولايات المتحدة وإسرائيل تمارسان ظغوطاً شديدة كي لا يحصل الفلسطينيون على حقوقهم ، والمفوضية غررت بالفلسطينيين وصورت لهم البرازيل على أنها جنة الخُلد وحينما وصلوا إلى هنا عينوا يهوداً صهاينة للإشراف علي إعادة توطينهم وهذا أمر غير مقبول ...

إكتشفنا أجهزة تنصت للتجسس في بيوت بعض اللاجئين ، ولما كشفنا ذلك أُتهمنا بوجود صِلة مع حماس وحزب الله ، تخيل لقد قالوا لنا أننا نتلقى التعليمات من قِبل فتح والتمويل من  قِبل حماس وهذا دليل واضح على جهلهم بالواقع السياسي ..

ماذا نلمس من هذه التصريحات ؟ بل إن هذه التصريحات تشير بدليل واضح على المؤامرة المحاكة ضد قضية اللاجئين الفلسطينيين ، ولا ننسى هنا أن البرازيل قبلت كافة ملفات اللاجئين الفلسطينيين الـ( 117 ) دون النظر فيها ، ولو نجحت المسئلة كانت البرازيل مستعدة لقبول ملفات عشرات الآلاف دون النظر فيها ليكون مصيرهم إما الموت بالحسرات أو النهاية في الشوارع ، بدليل واضح على أن البرازيل هي أحد أطراف المؤامرة على قضية اللاجئين الفلسطينيين بالتعاون مع بعض الجهات الفلسطينية في البرازيل ، مثل ما تُسمى بالفدرالية الفلسطينية وهي إحدى مؤسسات الجالية الفلسطينية في البرازيل والتي ساهمت بمسئلة جلب اللاجئين الفلسطينيين إلى البرازيل ، وعينوا أفراداً تابعين لها ليكونوا خير مدافع عن المفوضية ومؤسسة آساف المجرمة ..

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ، أين هو اللاجئ الفلسطيني وأين حقوقه من هذا كله؟! ، قضية سياسية بإمتياز، الصهاينة والأمريكان لا يرغبون بحصول اللاجئين على حقوقهم ، جلبهم إلى البرازيل وتعيين يهوداً صهاينة على إعادة توطينهم ، دس أجهزة تنصت في بيوت اللاجئين ، إتهام من يساندهم بأنه على علاقة بأحزاب وحركات مكروهة من قِبل الصهاينة والأمريكيين ..

لقد تم جلب اللاجئين الفلسطينيين إلى البرازيل بصفقة مريبة جداً يقف ورائها من منعهم من أخذ حقوقهم ودس لهم أجهزة تنصت ، ويلقي التهم لمن يساندهم ..

لو أن عصابةً جلبت اللاجئين الفلسطينيين إلى البرازيل لما فعلت بهم كما حصل الآن بما يسمونه برنامجاً إنسانياً ، ما كل هذا الكرم ؟ لم يبقى سوى إلقاء تهمة لكل لاجئ وإعدامهم في أحد شوارع البرازيل ، ولو أنه بالفعل قد حكم على اللاجئين الفلسطينيين بالموت إما في شوارع البرازيل أو نتيجة الظروف التي يعانونها أو نتيجة الإهمال ونقص العلاج ..

أما في وزارة العدل البرازيلية وهي الجهة المعنية بقضايا اللاجئين إعترف وكيل الوزارة الذي يرئس اللجنة الوطنية لشؤون اللاجئين بأن للسياسة دوراً في تعقيد أُمور اللاجئين الفلسطينيين ،وأن هناك من قال لنا لا تستقبلوا الفلسطينيين لأن عليهم البقاء في قطاع غزة لمحاربة إسرائيل ، والبعض قال لنا إنهم سينقلون إليكم الإرهاب !

نحن لا نريد الدخول في هذه المهاترات السياسية ، وهذه المجموعة الصغيرة التي تحتج الآن تم التغرير بها ...

لاحظوا معي هنا مدى حُمق وغباء وسذاجة ما صرح به وكيل الوزارة ، هو لا يعرف أصلاً من أين تم جلب اللاجئين ، وأُنظروا إلى هذه السخافة ، سينقلون الإرهاب إليكم ! من سينقل الإرهاب ؟ اللاجئ لؤي أم صافي ، غالبية اللاجئين الذين تم جلبهم إلى البرازيل عوائل وأطفال ومرضى ومسنين ، من سينقل الإرهاب ؟!!

ومن يسمع هذه التصريحات يعتقد أن البرازيل بلد يسوده الأمن والآمان ، وليس بلد أصلاً تخيم على شوارعه جرائم القتل والسرقات والسطو المسلح على البيوت والمحال بوضح النهار ناهيك عن جرائم قتلهم لأبنائهم وأطفالهم بمعدلات عالية وتهريب وإدمان المخدرات ، أصلاً هذه البلد لا تصلح لإستقبال لاجئين بالدرجة الأساس للإنفلات الأمني الذي يسود شوارعها ، أليس هذا هو الإرهاب يا وكيل الوزارة ؟ تعذيب المرضى والمسنين وقتلهم في المستشفيات نتيجة الإهمال لا يُعد إرهاباً ؟ من العار على بلد وحكومتها أن تجلب لاجئين وهي لا تعلم ماذا ستفعل بهم ، فوكيل الوزارة وبلده وحكومته جلبوا اللاجئين الفلسطينيين إلى البرازيل وتركوا المسئلة على الظروف أو لأطراف مجهولة أُخرى تقرر ماذا ستفعل بهم ..

إن حل هذه المسئلة ووضع حد لهذه المعضلة التي يمر بها مجموعة من اللاجئين الفلسطينيين والذين تم جلبهم إلى البرازيل لعدة أسباب يحتاج بداية إلى تدخل فلسطيني قبل مطالبة أي أطراف أُخرى بالتدخل في حل هذه المأساة الإنسانية التي يتعرض لها اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل ، معتصمون يدخل إعتصامهم شهره السادس دون أي تحرك يُذكر ، وعند المطالبة بحل يقولون لهم الأقربون أولى بالمعروف ، بإشارة للأطراف الفلسطينية ، أيها الأقربون هناك فلسطينيين يموتون في شوارع البرازيل دون مغيث لهم لا من قريب ولا من بعيد ، ما الذي تحتاج إليه الضمائر للتحرك ؟ ما الذي يحتاج إليه من يدعون الإنسانية لفعل شيء ما ؟ ما الذي يحتاجون إليه ليتحركوا أكثر من معاناة اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل من مرض وألم وضياع ومصير مجهول وموت ...

 

بقلم - عصام عرابي - البرازيل

20/4/2010

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"

المقال لا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع