قصة قصيرة: فلسطيني أنا ج1– صالح صلاح سلمي

بواسطة قراءة 2486
قصة قصيرة: فلسطيني أنا ج1– صالح صلاح سلمي
قصة قصيرة: فلسطيني أنا ج1– صالح صلاح سلمي

الاهداء الى صديقي الشاعر عبد القادر السماك

 والى كل ابناء شعبي

فلسطيني انا-ج1

ومضة ضوء ودخلت في دائرة تشبه قرص الشمس.دوي عاصف حاصر المكان امتد الى عقارب ساعتي فأوقف الزمان.   اقتلع من مكاني اقذف في الفراغ المحمل عصفا ورمادا يعمي البصر ويدمر العقل ,العقل في اللاوجود.

وحوش كونيه  ضوئيه هلاميه ظلاميه دخلت حدودها ودخلت يوم ميلادي.مطارق وسنادين مناشير ودواليب ومراجل ونيران اصوات جنون وصرير حديد واشياء تقتلع من بقائها وتقطع من اجزائها الى اجزائها. ومضات نيران وضربات شيطان وحجاره حديد تقذف وتراب ودخان, وفي سرعات ومضيه عادت الذاكرة لتفرج عما اختزنت في زاوية المهول منها.

يوم القيامة يجري ويبدأ وانا في ...ام انفجار بركان وكان قدري ان اكون تماما فوق فوهة البركان..دوي كواكب ونجوم سوداء تنافرت وضرب شررها الارض ام دوي قمم موجات محيطات ضربت طلائعها الارض في هذا المكان:,  عقلي يبحث عن نفسي ونفسي تبحث عن جسمي .اصوات جنون ورعشات فنون . غناء حسان وترتيل قرءان. اشارات مرور ذات الوان في كل مكان ..

العقل يسأل اين جسمي بل اين رأسي. الباب الشرقي ام  في  باب المغاربة حيفا الشارع ام حيفا المدينه ساحة ميسلون ساحة مجدلون افي المجمع ام في القطاع.. اصوات جنون .هل انا حقا موجود ام تراها اصوات السابقين في ممر الموت الاسود المؤدي الى غياهب سحيقه وهذه الذاكره تفرغ ما اختزنت قبل ان ترتطم بالقرار في سكون الموت الابدي   اهكذا اموت؟ اين الملقنون  ؟واين الكفن ؟

اصوات جنون هذه وثيقه خروج بلا عودة ان لم تخرجوا اخرجناكم بالقوه يا فلسطينيين: كنت سأخرج غدا الى الحدود.. اصوات جنون..اصوات انين .هدير امواج بحر تبعث الحنين انين حزين صرخات ثم انين زمامير سيارات وطلقات رشاشات والنيران تلتهم اجزاءا من السيارات  اصوات حديد وحجاره واشياء تعود الى الارض ..انا على الارض اذني تسمع و بدأت ابصر الارض من جديد..انين اشلاء تتعذب وصرخات اناس تطلب بقايا جثث مثل الافعى تتلوى السنة نيران واعمدة دخان هل فقط بقي رأسي اسمع وأرى به ؟مسحت يدي دماءا ورمادا غطى وجهي استجابة لسؤالي :اين يدي الاخرى بل اين بطني وقدمي بركه دماء تحتي جمر نيران في ظهري..ما زالت زمامير سيارات وزعيق اسعافات وطلقات رشاشات.خذوهات وعقول مشدوهات والتفت حولنا سيارات .لايهمني كم بقي من جسمي وما فقدت اني ارى واسمع واتنفس .استنشقت دخانا حمل الي رائحة اطار يحترق وجدت رأسي مسندا اليه واكل رماده جزء من شعري.ازحت رأسي وفرحت اني استطيع تحريك رأسي .انا موجود  وحالما اتعافى ساتوجه الى الحدود..اصوات جنون الخارج منها مولود والباقي فيها مفقود .اراني ارتفع عن الارض وبدأت اعي المكان والزمان حملت الى السيارات وعرفت انه الطريق الى المستشفيات وتاكدت وهم يحملونني اني فقدت ساقي وات يدي اليسرى لم تكن موجوده  وعندما القوني في ضهر سياره حمل مع اشلاء غيري تاكدت من بركه الدماء تحتي ان شضايا مزقت ضهري..لايهم فانا موجود وعندما اتعافى ساخرج الى الحدود وانطلقت بنا السياره ورجل شرطه يقف على ضهرها اراه يخاطبني وارى شفتاه وصوته ياتي من قمه جبل : , الحمد لله على السلامه  انت خرجت من فم الموت:, هؤلاء العرب الانذال اكيد احدهم من فجر  كلاب ..كلاب..لاينفع معهم شئ العشرات ماتوا  اليوم  انت خرجت من فم الموت الحمد لله على السلامه.

اه نبهتني هذه الكلمات وافسدت ما احسست به منذ دقائق من فرحة الوجود بين كل هذه الاشلاء والجثث .. فلسطيني انا واين اذهب الى المستشفى؟ هل سيعالجونني هل سيسمحوا لي بالخروج؟ ربما اتهم بالتفجير كرر الرجل كلامه: انت خرجت من فم الموت " اغمضت عيناي وبدأت افكر هل فعلا انا خرجت من فم الموت ؟لالا انا سقطت منفم الى احشائه وانا الان في الطريق الى معدته. نعم في الطريق الى معدته        .

يتبع الجزء 2

 

صالح صلاح سلمي

7/1/2011

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

هذه الصور حصرية لموقع" فلسطينيو العراق" فلا يجوز إعادة نشرها بغير ذكر المصدر