الطنطورة، والترانسفير الصهيوني (قرية البحر الساحرة والمجزرة المنسية) .. عدة عائلات هجرت منها الى بغداد – علي بدوان

بواسطة قراءة 900
الطنطورة، والترانسفير الصهيوني (قرية البحر الساحرة والمجزرة المنسية) .. عدة عائلات هجرت منها الى بغداد – علي بدوان
الطنطورة، والترانسفير الصهيوني (قرية البحر الساحرة والمجزرة المنسية) .. عدة عائلات هجرت منها الى بغداد – علي بدوان

لجأ جميع اهالي الطنطورة الى ديار الغربية، في رحلة الشتات الفلسطيني القسرية الطويلة، فلجأ قسم من مواطنيها الى منطقة طولكرم، ومخيمي نور شمس وطولكرم، وانتقل الأخرون، وهم الأغلبية، الى سوريا، واقاموا بشكلٍ رئيسي في حي القابون الواقع الى الشمال الشرقي من مدينة دمشق، ومخيم اليرموك، ومخيم الرمل في اللاذقية. والجزء القليل منهم بقي في الأردن، وعدة عائلات وصلت الى بغداد، وقد التقيت بعضاً منهم أثناء زياراتي للعاصمة العراقية، وانجازي لكتاب تناول أحوال اللاجئين الفلسطينيين في العراق، وذلك قبل احتلال العراق.

وتُشير مصادر مختلفة، الى أن البعض من اهالي قرية الطنطورة يعودون في اصولهم الى مصر، وقد استقروا في فلسطين قبل نحو مائتي عام. لذلك نجد أن أسماء العديد من العائلات في القرية، تكنى بــ : المصري، مصرية، عشماوي ..الخ. ومن عائلات الطنطورة، لكن لكنتهم الفلسطينية، وعلى العكس من اهالي طيرة حيفا تنطق القاف بـــ (الكاف). على نمط : كديش، بكدرش، و (القائم مقام) تُلفظ (كايم مكام) ... وهنا نورد الواقعة التالية : أثناء حصار بيروت صيف العام 1982 كان الكثير من شباب جيش التحرير والفصائل من أبناء مخيم اليرموك محاصرين. في ذلك الوقت كانت الهواتف الأرضية قليلة العدد فكان الشباب يتصلون من بيروت لعدد من المنازل في اليرموك ويحادثون أهليهم. فنادى الجيران على إم عيسى الدسوقي لكي تحادث ابنها المحاصر، فقال لها : "يما أنا شايفك وبالعلامة لابسة الفستيان الفزدكي والشحاطة الخضرا". فاندهشت وقالت: "عزّا هاض التلافون بيشاوف"!!..

يتميز اهالي الطنطورة، بارتفاع سوية التعليم والتحصيل العالي بين أبناء هذه البلدة أو القرية الفلسطينية، فهناك العديد منهم يحمل الشهادات العليا بالطب والهندسة ومختلف اقسام العلوم، وعلى رأسهم الدكتور تيسير الصباغ المسؤول عن الجانب الصحي في وكالة الأونروا في سوريا، والدكتور محمد داوود المصري..الخ. والدكتور محمود السمرة الذي رأس مجمع اللغة العربية بالأردن/عمان، وأصبح وزيراً للتربية في فترة ما، والدكتور أسعد الفلو أطال الله في عمره، والمرحوم الدكتور ماجد أبو ماضي.

وقد انجبت بلدة أو قرية الطنطورة أيضاً عدداً من القيادات الفلسطينية ، وعلى رأسهم اللواء عبدالرزاق اليحيى، الذي تسلم قيادة جيش التحرير الفلسطيني بين اعوام 1968 ـ 1970، وكان في الفترة التالية عضواً باللجنة التنفيذية للمنظمة، علماً انه كان ضابطاً في صفوف الجيش السوري، دورة العام 1946. وداوود أبو شكر، وحلمي الهندي، وحسين العشماوي، وطلال الدسوقي، وسليم العشماوي، ومازن العشماوي، وفهمي البدوي، وابراهيم الزراع، وفهمي الهندي، وجودت الهندي، والأعلامي منتصر عشماوي وزوجته يارا ايوب ... وحتى العام 1998 كان من أبنائها في سوريا 62 مهندسا/ة و59 خريجا من كليات الطب والصيدلة، و17 محاميا/ة.

ومن عائلات الطنطورة، في سوريا، على ما أذكر : الدسوقي، فرحات، الفلو، أبو الشكر، المصري، عشماوي، مصرية، أبو عمرو، أبو ادريس، أبو سلبود، أبو هنا، النمر، عبد اله ، الشيخ حسن، عبد العال، الهندي، الزراع، السمرة، البدوي، الطنجي، أبو قاقا، اليحيى، العموري، أبو صفية، الصعبية، اليتيم، العيق، البيرومي، أبو الحسن، سلاَّم، الخطيب، حمدان، خالد، الأطرش، أبو صفية، بكر ..

 

المصدر : صفحة الكاتب علي بدوان على الفيسبوك

6/3/1441

3/11/2019

 

(الصورة الأولى والثانية : عملية الترحيل القسري لمواطني القرية على يد الهاغاناه)