مائة حالة تسمم غذائي في صفوف اللاجئين الفلسطينيين بمخيم الهول

بواسطة قراءة 5060
مائة حالة تسمم غذائي في صفوف اللاجئين الفلسطينيين بمخيم الهول
مائة حالة تسمم غذائي في صفوف اللاجئين الفلسطينيين بمخيم الهول

ماهر حجـازي – مسـؤول الإعــلام / لجنة إغاثة فلسطينيي العراق

مخيم الهول – الحسكة / سورية

 21-9-2008                   

اشتكى اللاجئون الفلسطينيون من العراق في مخيم الهول الواقع في مدينة الحسكة السورية من تردي أوضاعهم المعيشية , وأكدت لجنة المخيم خلال اتصالها بالمكتب الإعلامي للجنة إغاثة فلسطينيي العراق أن إدارة المخيم التابعة للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين إحدى مؤسسات هيئة الأمم المتحدة قامت بتوزيع حصص من اللحم على اللاجئين يوم أمس السبت (20-9-2008) وبعد تناول هذه الحصص تم تسجيل قرابة (100) حالة تسمم بين الرجال والنساء والأطفال مما أستدعى طلب الإسعاف من مستشفيات مدينة الحسكة وقد حضر مجموعة من الأطباء لمعاينة الإصابات والتي شملت على حالة الإصابة بالغثيان والإسهال الشديد والإقياء.

يذكر أن اللاجئين يعانون من ضعف الإمكانيات الطبية في المخيم وعدم جدية الكادر الطبي في معاينة وتقديم العلاج الصحي المناسب للاجئين وإهمال على كافة الأصعدة من قبل إدارة المخيم, كما يجبر اللاجئون في أكثر الأحيان إلى الذهاب إلى أطباء اختصاصيين والعلاج على نفقتهم الخاصة مما يزيد من معاناتهم. وقد قدم اللاجئون الكثير من الشكاوى من أجل تأمين طبيبة نسائية لمعاينة النساء وبعد فترة طويلة تم التعاقد مع إحدى الطبيبات من مدينة الحسكة يتم تحويل النساء للعلاج لديها.

كما تعد المياه المالحة التي يستخدمها اللاجئون في الاستحمام والغسيل السبب الرئيسي لكثير من الأمراض الجلدية, كذلك يعاني اللاجئون من نقص في مياه الشرب ولكون حافظات المياه غير نظيفة فقد تسببت في كثير من أمراض الجهاز البولي والهضمي.

ويشتكي اللاجئون من عدم وجود سيارة إسعاف لنقل الحالات المرضية الحرجة إلى المشفى الوطني في الحسكة وفي حال إصابة أحد اللاجئين بلدغة عقرب يضطر اللاجئون للاتصال هاتفيا بسيارة أجرة متعاقدة مع المخيم وتقوم بنقل المصاب إلى المشفى والتي تحتاج لمدة زمنية تقدر بـ( 45دقيقة) وعلى نفقة المصاب وفي أحيان كثيرة لا تتوفر السيارة.

وكان اللاجئون قد نفذوا عدداً من الاعتصامات مطالبين من خلالها بتحسين ظروفهم داخل المخيم وتحسين الخدمات المقدمة إليهم على كافة الأصعدة الغذائية والصحية والتعليمية والنظافة وغيرها , كما ناشدوا الأطراف المعنية إنهاء مأساتهم وتأمين حياة كريمة لهم لحين عودتهم إلى أرضهم فلسطين التي احتلتها العصابات الصهيونية عام 1948م, وتأمين مستقبل أطفالهم وإتاحة الفرصة أمام أبنائهم من حملة الشهادات الثانوية بمتابعة تعليهم وتأمين فرص للعمل مناسبة للجامعيين من أبنائهم.

وكانت لجنة إغاثة فلسطينيي العراق قامت بزيارة المخيم خلال الأسبوع الماضي وقدمت مجموعة من الحصص الغذائية خلال حملات الإغاثة التي تنفذها في شهر رمضان لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين من العراق, وكان الأستاذ ثامر مشينش على رأس وفد اللجنة وقد التقى باللاجئين واستوضح منهم مستجدات أوضاعهم الصعبة وتدارسوا كيفية حل مشكلاتهم, كما رافق وفد اللجنة أعضاء من جمعية (I.H.H) الخيرية التركية والتي أيضا تشارك في حملات الإغاثة للمخيمات الصحراوية. هذا وتبلغ أعداد اللاجئين في مخيم الهول ضمن أخر إحصائية تصدر عن المكتب الإعلامي للجنة إغاثة فلسطينيي العراق (332) لاجئاً , أما الولادات الجديدة فقد بلغت (16) طفلاً.

وقد تم إدخال هؤلاء اللاجئين بعد موافقة سورية على استضافتهم عقب منعهم من الدخول إلى مخيم الرويشد على الحدود الأردنية العراقية وآنذاك استخدم الجيش الأردني المدافع والسلاح لمنعهم من دخول أراضيه وبعد تدخل الحكومة الفلسطينية في غزة لدى السلطات السورية وافقت الأخيرة على استضافتهم وتم نقلهم بواسطة حافلات سورية إلى نقطة الحدود السورية العراقية "التنف" ثم إلى مخيم الهول في مدينة الحسكة وذلك في شهر (5-2006).

كما يذكر أنه يسكن أكثر من (800) لاجئ في مخيم التنف الصحراوي بين سورية والعراق وكذلك قرابة (1900) لاجئ في مخيم الوليد في صحراء الأنبار العراقية , وقد أجبر اللاجئون على اللجوء إلى الصحراء بعد تعرضهم للقتل والتعذيب حتى الموت والاعتقال من قبل المليشيات الإجرامية في العراق والمداهمات المتكررة لتجمعاتهم السكنية من قبل قوات المغاوير وجيش الاحتلال الأمريكي والتي كان أخرها اقتحام مجمع البلديات في العاصمة العراقية المحتلة بغداد قبل أيام واعتقال عدد من الفلسطينيين .