الزوج المولود عام 1984 وقع بالإيجاب على عقد زواج بمهر
معجّله ثلاثة مليارات دينار (نحو 2.5 مليون دولار) ومؤجّله خمسة مليارات
دينار عراقي (نحو 4.2 ملايين دولار أميركي)، على امرأة من مواليد 1986 لديها
طفلان، ملزما نفسه بتربية طفليها الاثنين ورعايتهما.
المحامية رواء سلمان المحمداوي انتقدت تداول هذا النوع
من الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي، ووصفت ذلك بأنه ظاهرة سلبية وتعد على
خصوصيات الفرد.
وأوضحت المحمداوي في حديثها للجزيرة نت "لا الشرع
ولا القانون أكّد على قيمة المهور، إنما هي مجرد شكليات بالية جرت عليها العادة،
فعقد الزواج ليس عقدا للبيع والشراء".
بينما رأت الباحثة الاجتماعية خلود الشمري أن
"التمسك بغلاء المهور قد يدفع الشباب إلى الانحراف وسلوك طرق الاختلاس
والسرقة، وزيادة عنوسة الفتيات، وقد تكون الهجرة خارج البلاد والاقتران بزوجات
أجنبيات خيارا للكثير منهم".
صدمة وسخرية
حادثة أعادت للأذهان حوادث مشابهة لحمى المهور في بلاد
الرافدين، لكنها كانت الأكثر مغالاة وغرابة، مما أثار حفيظة الشارع وسخطه وأشعل
مواقع التواصل الاجتماعي بآراء الصدمة للخبر أو تكذيبه والسخرية منه.
فقد غرد الناشط محمد حميد في موقع تويتر قائلا "في
حادثة هي الأولى بتاريخ مهور الزواج.. بغداد تسجل أغلى عقد مؤخر زواج بمبلغ خمسة
مليارات دينار عراقي".
وانتقد الناشط أحمد خليل العقد في حسابه على فيسبوك،
وتساءل "من أين له هذه الأموال وهو من مواليد 1984؟".
ورأى مهدي العراقي أن هذه الزيجات غالبا ما تبنى على
المصلحة، وأن مصدر النقود قد يكون من السحت الحرام التي لم يعان العريس في جمعها".
ويذكر الناشط يوسف محمد في تعليقه على فيسبوك قول النبي
محمد صلى الله عليه وسلم "خير الصداق أيسره"، مردفا بالقول "نحن في
زمن تنام فيه الكثير من العوائل بلا عشاء".
بينما علق علي الطائي ساخرا "أم عباس تعلن براءتها
من هذا العقد وتقول إن أقصى طاقتها لا ترقى لدفع 200 مليون فقط"!
ويرى أحمد العراقي أن الموضوع لا يعني سوى أصحابه،
معلقا في حسابه على فيسبوك "طالما أن الطرفين راضيان فلا داعي لكثرة الكلام".
المال ليس ضمانا
وأكدت الباحثة الاجتماعية جنان مبارك في حديثها للجزيرة
نت "أن المعايير الإنسانية في بناء الأسرة الصالحة لا تقوم على الأسس المادية
وإنما على الاحترام والانسجام بين الأزواج، وأن المبالغ المالية المرتفعة التي
تكبل الزوج ليست مقياسا لحماية المرأة وضمانا لديمومة الود مع زوجها".
وأيّا كانت الآراء ومسوغاتها، فإن ظاهرة عزوف الشباب عن
الزواج أصبحت هاجسا يؤرّق المجتمع في ظل تفشي البطالة وقلة فرص العمل وميول بعض
العائلات إلى الأغنياء والميسورين من الشبان وإن كانوا متزوجين، بدعوى ضمان مستقبل
أفضل لبناتهم رغم تفاقم حالات الطلاق والانفصال التي تشهدها المحاكم كل يوم.
المصدر : الجزيرة
8/10/1440
11/5/2019