عباس والسلطة وفياض يستنكرون العنف ضد أطفال اليهود ويتناسون أطفال فلسطين في العراق – علي جابر

بواسطة قراءة 2086
عباس والسلطة وفياض يستنكرون العنف ضد أطفال اليهود ويتناسون أطفال فلسطين في العراق – علي جابر
عباس والسلطة وفياض يستنكرون العنف ضد أطفال اليهود ويتناسون أطفال فلسطين في العراق – علي جابر

أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، في رسالة إلى نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي ، عن استنكاره "للاعتداء" الذي استهدف مدرسة يهودية في تولوز جنوب فرنسا ، وراح ضحيته أربعة أطفال يهود وحاخام يهوي وبعض الجنود الفرنسيين .

وشدد في رسالته على رفضه لأعمال العنف التي تستهدف المدنيين ، معبرا عن تعازيه لذوي الضحايا .

وأدانت السلطة الفلسطينية "بشدة" هذا الاعتداء وخرج علينا سلام فياض بقوله انه يطلب عدم المتاجرة باسم فلسطين في هذه الاعتداءات وغيرها .

أين استنكارك يا عباس لما يجري لأهلنا في مجمع البلديات في العراق وخصوصا في هذه الأيام وأين مشاعرك تجاه الأطفال الفلسطينيين في العراق على غرار هذه المشاعر تجاه الأطفال اليهود ، وأين تشديدك على رفض العنف ضد أهلنا في العراق على غرار تشديدك لرفض أعمال العنف التي تستهدف المدنيين في فرنسا وهل أهلنا في العراق مدنيين أم غير ذلك ، وهل حال أطفالنا في العراق بأحسن حال من الأطفال اليهود ، فلماذا الأطفال اليهود لفتوا انتبهاك وأثاروا اهتمامك ولم تلتفت إلى أطفالنا في العراق والحالة الانسانية المتردية التي يعيشونها في ظل الرعب والقلق والخوف اليومي أمام مشاهد الاعتقال والضرب والاختطاف والاهانات والشتائم ، وأمام مشاهد الاقتحامات وبعضهم من اعتقل أو سحل أو قتل او اختطف والده أمام عينه ، بل ان بعض الأطفال الفلسطينيين تعرضوا للضرب الشديد والمبرح وسط مجمع البلديات وهم يصرخون ولا من منجد لهم فأين مشاعرك تجاههم ، وأين مشاعرك تجاه الأطفال اليتامى الفلسطينيين في العراق الذين فقدوا آبائهم إما قتلا أو اعتقالا أو خطفا  ، وأين تعازيك لهم كما قدمت التعازي لعائلات اليهود ، أين مشاعرك يا أيها الرئيس تجاه الأطفال الفلسطينيين الذين أصيبوا بحالات نفسية متردية بعد أن شاهدوا جثث والديهم وعليها آثار التعذيب الوحشي .

أما بالنسبة للسلطة الفلسطينية فنتمنى أن تدين أعمال العنف والاعتداءات ضد اللاجئين الفلسطينيين في العراق ولا نريد "بشدة" كما ادانت اعتداء تولوز ، فحتى ادانة عادية لم نسمع منها وليس بشدة .

وبالنسبة لسلام فياض نعم نرجوا عدم المتاجرة باسم فلسطين ولكنها كلمة حق أريد بها باطل هنا ، فصمتكم عن قتل شعبنا في العراق اليس متاجرة بدماء اهلنا الفلسطينيين ، وصمت سفارتكم في العراق وعدم ادانتها لقتل شعبنا هناك كما ادنتم الاعتداء على اليهود اليست متاجرة ! وفتح قنصلية في كردستان وعدم الالتفات للفلسطينيين في بغداد وباقي المحافظات التي يتم الاعتداء عليهم فيها اليست متاجرة ! ؟ .

عجبا لهذا التسارع في الادانات والتصريحات من اجل الاطفال اليهود واصدارها بعد لحظات من الحادث ضدهم واهلنا في العراق يموتون كل يوم منذ سنين ولا من كلمة بهذه الشدة وهذه اللهجة تنصرهم ، وقد اعتدنا على هذا التسارع في الادانات والتصريحات من اجل أحفاد القردة والخنازير ، فكلما يتعرض اليهود الى "اعتداء" يسارع الرئيس والسلطة وبعض المسؤولين لادانة ذلك وقبل أن يدلي المسؤولين اليهود أنفسهم بتصريحاتهم ، فأين الادانات والتصريحات لما يجري لأهلنا في العراق .

وللأسف أصبحنا نقارن أنفسنا باليهود ونتمنى من السلطة أن تولي اهتماما بنا وبضحايانا كما اهتمت "بضحايا" اليهود ، فهل اليهود بجبروتهم وطغيانهم واحتلالهم لارضنا وتشريدهم لشعبنا يحتاجون منك يا عباس هذه الادانة ، وهل تتصور ان هذا سوف يرضيهم عنك ويقربك اليهم ، فشعبنا في العراق هو الذي يحتاج منكم هكذا تصريحات وليس اليهود .. حسبنا الله ونعم الوكيل .

 

علي جابر

22/3/2012

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"